00:00

236 13 84
                                    

.
.
.
.
.
.

أتمشى في طُرقات في ليلة مُضيئة حقاً و مُبهمة جَميلة و رائعة لا تَفتقر أي نوع من أنواع الجمال حَقاً

كانت طرقات مُضيئة بِزينة عيد الميلاد و البيوت تُضيء بدفئ شديد في ليالي ديسمبر

أستطيع سِماع ضحكات الأطفال و الكبار في كل مكان و كم هذا أشعرني بدفئ يغزو قلبي الجامد،

أتمشى للبيت أو هذا ما أُسميه لكن لا أشعر بِذلك، فا على حد عِلمي البيت مكانًا دافئ لكن هذا البيت ليس كذلك و إنما هو صقيع بحد ذاته،

حتى في أعز الأيام صيفاً و أشعة الشمس تخترق الجدران تُذيبها، جليد هذا المنزل لا يذوب،

و كأنك في أنتاركتيكا أقصى جنوب الكرة الأرضية هذا هو البيت الذي أُقيم فيه
قطعة من الجليد المتماسك،

وَصلت للبيت و بدأت في البحث عن مفاتيح الباب حته وجدتها في جَيبي أدخلت المفتاح في المقفل لأديره و يَفتح لي الباب مُرحباً بي

"لقد عُدت"
نطقتُ بصوتٍ مسموع حتى تَعلم والدتي بوجودي

"ليتك لم تَفعل"
وهذا كان رد أمي العزيزة كنت سأضحك إن كان مُزاحاً لكنه ليس كذلك و هذا دالُ على نبرة صوتها الجامده و نَظرتها الجافه لي
كأني السبب في مقتل والدتها!!!

لا أعلم لِما أستمر في العمل لأصرف على هذا البيت الذي لا أنتمي له؟
و لما أتقبل على ذاتي تلك المعامله؟
لا أعلم حقاً لما أستمر في فعل ذلك لكن أظن أن الأملُ في قلبي لم يذهب بَعد،

و أمنياتي أن أمي تنظر لي لبعض الوقت
أن تأخذني بين ذراعيها
أن تفعل أي شيء تثبت فيه أنها والدتي ليس فقط على الأوراق!!

"هل دفعت فواتير الكهرباء هيونجين؟"
سألت بينما كنت اتوجه بثقلي أكمله الى غرفتي نَفيتُ برأسي

"سأدفعها في الغد لا أملك المال الكاف.."
لم أكمل حديثي حتى نطقت تَرميني بأسهم مسمومه

"كما هو متوقع من إبنٍ فاشل مثلك"
غادرت من أمامي بعد أن حطمتني الى قطعٍ و قطعٍ و قطع
تجاهلت ذلك لأدخل الى غرفتي

توجهُ نَظري نَحُو سَقف غُرفتي حَفظتُ كل إنش مِن تِلك الغرفة كئيبة مغطاةُ بِرمادِ بواقي حريق الذي إندلع هُنا حينما كنت في العاشره

و الذي خَسرتُ فيه كل شيء
أحلامي و طموحاتي وامنياتي و حياتي و ابي و أخي و الشعور بالحب

خَسرتُ أخي الصغير في حريق منزل سببه تلامس كهرباء و كل هذا يقع على عاتقي

Snow On The Beach |HN|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن