لوحة

22 3 2
                                    

"تبدو قبيحة للغاية"

همست بصوت خفيف  في اذن والدي

"التهذيب"

اجاب بصرامة ثم قام بتعديل ربطة عنقه السوداء

"ليس وكأنني اريد البقاء على اية حال"

قلت تحت انفاسي لنفسي بتذمر احدق بتلك اللوحة الغريبة

'امرأة تبكي جالسة على سلم درج....'

"انها من اغلى لوحات جون هاوكينغ"

قال ثم اكتفى بالنضر للفراغ كما لو كان يعيد التفكير في ما قاله سابقا

"يمكنني الاتصال ب 'كيث' ان اردتي العودة للمنزل الان 'اميليا' "

ابتسمت و هززت رأسي فقط رافضة اقتراحه فأنا لا اريد تركه وحده في هذا المزاد وبالاضافة انا لم ارتح ابدا ل 'كيث' في حياتي كلها

اومئ والدي  واعاد نضره الى القطع

نهضت من كرسيي واستأذنته للذهاب للحمام

(الناس وحوش لكن وحوشهم ليست بأكثر شراسة منهم)

هذا ما فكرت به عندما دخلت المصعد للطابق السابع و عكست مرآته جمال فستاني الاخضر الغامق الطويل بلا اكمام ومكياجي الطبيعي الخفيف

هذه اللحضة مميزة للغاية بالنسبة الي

انا وحدي

لا يستطيع احد الحكم علي

او حتى قراءة افكاري

ولا نقد تعابير وجهي

اذ اسمع مفرقعات

اصحاب الطبقة الراقية يقومون بأتلاف اموالهم على الهباء التافه

ادرت عيني بأزدراء ووصلت لحمام النساء

اكتفيت بغسيل يداي

اشعر بالضعف

امسكت بالمغسلة ودفنت وجهي في حافتها

كلما اتذكر ما حدث

قبل سنة واحدة....

سنة ملعونة لعينة

كأن البشر اتفقو على تنفيذ لعنة علي

"أانتٍ بخير؟"

سألت امرأة ذات فستان اصفر وتصفيفة شعر الكعكة تبدو اكبر مني بقليل وبدت عليها ملامح القلق

"لا لا شيء"

اجبت واملت ان تصدقني وتدعني وشأني
لا اريد لاحد ان يضن انني مثيرة للشفقة

"لا يبدو الامر كذالك"

اجابت و عرضت يدها على كتفي

اعلي ان اخبرها؟

او ان اكذب كذبة بيضاء يمكن تصديقها

لكن الكذب ليس من شيمي

"انا فقط متعبة"

اجبت ببساطة مع ابتسامة كاذبة ويبدو انها صدقتني

"تفضلي هذا"

عرضت مرطب شفاه وردي

"المرأة العصرية يجب ان تتألق في كل حالاتها"

اضافت وابتسمت

"شكرا"

اجبت واخذت المرطب وسرعان ما اختفت تلك المراءة عن ناضري

ابتسمت لنفسي ثم قمت بأستعماله على شفتاي بلا تعابير

"ربما...ستتحسن الامور"

اخبرت نفسي وصنعت طريقي للمصعد مجددا الى قاعدة المزاد التي كان والدي فيها

فتح المصعد الباب وكانت القاعة خرابا

حرائق و جثث و دماء في الارجاء

قطع مسروقة

ماذا عن والدي!

قمت بالجري الى مقعده وقاربت على الاغماء عندما رأيته جثة بلا روح

كل جسدي اقشعر

ما و ماذا الذي حدث عند غيابي

الم تكن مفرقعات؟

والسؤال الاهم كيف سأنجو

ووالدي ماذا عنه

قمت بالاختباء الى الحمام النسائي مجددا واغلقت الباب على نفسي واتصلت ب 'كيث' ليقلني

كل صوت خارجي اثار الرعب في نفسي

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 16 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

محكمة المجد و الثأر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن