غزوة الأحزاب ...، من أعظم الغزوات التّي خاضها المسلمون أيضا و التي تُشعرنا و كأنّ التاريخ يعيد نفسه لما يحدث معنا اليوم و كيف تحزّب و تكالب الكفار علينا...
بسم الله نبدأ
بدأ كلّ شيء حين أجلى الرّسول صلى الله عليه و سلم بني النظير (يهود يعيشون في المدينة ) من المدينة بعد محاولتهم لاغتياله(معروفون بقتلِهُمُ الأنبياء..) حين ذهب يطلب منهم المشاركة في جمع مال الديّة لاعطائها لعائلة الكافر الذي قتله أحد الصحابة جاهلا عن العهد الذي كان بين المسلمين و الكفار لأنه كان أسيرا و الناجي الوحيد من فاجعة بئر ماعونة....
(طبعا اليهود ما يقعدون راحة..) فبعد اجلائهم بدأوا في اشعال الفتن (شُغلهم المُخزي مدى العصور..) و تحريض الكفار على المسلمين إلى أن جمّعوا الأحزاب أي لم يكونوا فقط من قريش و إنّما من مختلف القبائل فتحزّبوا على المسلمين و وصل عددهم لعشرة ألف مقاتل (تخيّلوا !) قرّروا الهجوم على المدينة....الرسول صلى الله عليه وسلم لديه عيون في كلّ مكان علم بما يحدث، شاور أصحابه كالعادة و كما طُلب منه في القرآن الكريم《 و شاورهم 》فأشار إليه سلمان الفارسي رضي الله عنه إلى حفر الخندق حيث كانت حيلتهم في التصدي للأعداء عندما كان في بلاده فارس فسأله الرسول صلى الله عليه و سلم : و ما الخندق؟!
فأجابه أنها عبارة عن حفر كبيرة و عميقة و عريضة يصل عمقها لمترين أو أكثر تُحفر حول المدينة كتحصين لها لعرقلة الجيش ، و سبحان الله المدينة محميّة طبيعيا من جهة الشرق و الجنوب لأنها محاطة بصخور مدبّبة يصعُب السير عليها و هذا أكيد يتسبب في عرقلة الجيش أي استحالة ان يفكر جيشٌ المرور منها لأنه سيكون لُقمة سهلة...،يبقى الجنوب الشرقي و الذي يتواجد فيه يهود بني قُريظة و هو المنفذ الوحيد الذي يهدّد المدينة ،فأرسل إليهم الرسول صلى الله عليه و سلم يذكرهم بالعهد الذي بينهم و كلّفهم بحمايتها ، و طبعا أعطوه العهود و الأمان..(لكنّهم اليهود....)...
بقيت منطقة الشمال يوجد جبل أُحد و قرب المدينة جبل سلمة و هنا يكون الخندق الأساسي ، و تبدأ الإستعدادات لحفر الخندق و بدأ النبيّ صلى الله عليه و سلم الاستعدادات العسكرية أيضا، و بدأ حفر الخندق في ظروف شاقة لكنهم كانوا ينفّسون على أنفسهم بمواقف طريفة و نشيد لتحفيز أنفسهم ، و المنافقون طبعا لهم دور في كلّ الشدائد فكانوا يتكاسلون و يتسلّلون لواذا لبيوتهم و يقولون بيوتنا عورة...،فكان يسمح لهم النبيّ لأنه يعلم أنّ لا فائدة منهم و قد يثبِّطون البقية...،
و عانى المؤمنون في هذه الشّدة الجوع و التعب حتى سيّد الخلق ، و ظهرت معجزات عديدة على يدي الرسول صلى الله عليه و سلم ليثبّهم ....،انتهى حفر الخندق و وصل الأحزاب إلى المدينة و فوجئوا بالخندق بينهم و لم يجدوا طريقًا للعبور إلّا من بني قريضة و هم على عهدٍ مع النبيّ ، فأرسلوا إلى الرسول صلى الله عليه و سلم : أُعبُر إلينا، فقال لهم إن استطعتم أنتم العبور فافعلوا،
فبدأ يُفكر أبى سفيان أنّ أسهل طريقة للإنتصار هو التّعاون مع بني قُرَيْظة لأنّ كلّ المسلمين متجمِّعين في الشمال بأمرٍ من الرسول لحماية الخندق... ، فأرسل إليهم حُيَيْ ابن الأخطب أحد سادة بني النظير الذين تمّ اجلائهم و سبب تجمّع الأحزاب ،لأنه رأى أنسب طريقة لاقناعهم هي ارسال يهود مثلهم، و فعلا ظلّ بسادة قريظة حتى أقنعهم بالخيانة و بأنها هذه فرصتهم للقضاء على المسلمين عن بكْرة أبيهم...،و هذا أقصى ما يتمنى اليهود ( أحلام اليقضة...، يُقال إلى اليوم لازالوا يحلمون....) ،فمزّقوا صحيفة المعاهدة و قالوا ل سعد بن معاذ و سعد ابن عُبادة رضي الله عنهما لا عهد لكم عندنا بعد أن قام الرسول صلى الله عليه و سلم بارسالهم لتفقد إن كانوا دائما على العهد و تذكيرهم به لأنه يعرف طبعهم و فعلا نقضوا العهد، فلمّا رجعا للرسول صلى الله عليه و سلم ،
- قالا : يا رسول الله عَضُلٌ و القارَة ، (لأنّ الرسول كان قد طلب منهما أن يشيرا إليه بإشارة كي لا يضطرب المسلمون ) (هذين القبيلتين عضل و القارة أصبحتا رمز للخيانة و الغدر، تذكرون ذكرناهما في غدر ماء الرَّجيع حيث غدروا بالصحابة بعد ادعائهم للإسلام )
هنا صرخ الرسول صلى الله عليه وسلم في المسلمين ليثبِّتهم : الله أكبر أبشروا بالنصر ،
شوفوا هذا القائد العظيم ( خيانة عسكريّة في أحلك اللحظات من أصعب المواقف التي مرّ بها المسلمون على الإطلاق )
أنت تقرأ
بُطولَات مُخلَّدة ...
Actionفي ظلِّ الأحداث المستفزّة التّي تحدث حاليًا و بما انّنا في زمن الانبطاح و الذلّ و العار...، أحببت أن نسافر إلى زمنٍ ينبض بالرجولة و العزّ و الفخامة.. ما أكتبه هنا من تلخيصي الخاص يعني ليس نسخ لصق الغرض من الكتاب هو تحبيب الإطلاع لسنّة خيْرِ خَلْق ا...