عندما دخلت دانييل رأت هيرين تجلس خلف الطاولة، وتحدق في الفضاء لاحظت على الفور عينيها الحمراء والمنتفخة وهي تحمل كأسا من النبيذ في يدها
تظاهرت بالهدوء الذي لم تشعر به، وأغلقت الباب خلفها والصوت جعل هيرين تنظر إليها
رمشت زوجتها لبضع ثوان قبل أن تبتسم قليلاً
لم ترها دانييل منذ ثلاثة أيام كانت تنام خلالها في أحد الفنادق الإفساح المجال لها لهذا السبب، كانت تأمل أنه عندما يرون بعضهم البعض، ستبدأ هيرين في البكاء وتطلب منها الابتعاد، وليس الابتسام لها
كان وزن خطاب الطلاق الموجود في حقيبتها أكبر قليلاً كان لا بد من التوقيع لتنفيذ العملية قريبا، لذا نعم أو نعم كان علي التحدث إلى هيرين
"لقد اشتقت لك كثيراً" قالت هيرين فجأة، ووقفت ووصلت إليها في بضع ثوان سريعة
قبل أن تتمكن من قول أي شيء لها
قبلتها هيرين قبلة ناعمة على شفتيها
على الفور انسحبت وعقدت جبينها في ارتباك
" اعتقدت أنك لن تأتي لتناول العشاء " تابعت هيرين وكأن شيئا لم يحدث ولا تزال تبتسم " كنت على وشك الاتصال بك "
نظرت إلى الأسفل ونظرت إلى حقيبتها التي كانت بها أوراق الطلاق
قالت بصوت ناعم: "هيرين جئت لأسمح لك بالتوقيع على الأوراق "
أخرجهتم وأظهرهتم لها
تحولت ابتسامة القطة التي وقعت في حبها عندما كنت صغيرة إلى عبوس مؤلم لكني لن اتراجع كنت بحاجة للقيام بذلك قريبا وبمجرد توقيع الأوراق، سأخرج أغراضي من المنزل واذهب إلى شقة صغيرة التي رآتها في الأيام القليلة الماضية
هزت هیرین رأسها
"ماذا تقولين يا دانييل؟ " سألت بصوت يرتجف "أوراق ماذا ؟"
لقد فكرت في الأمر عندما أصبحت الأوراق جاهزة، اعتقدت أن ردة فعل هيرين قد يكون بطرق مختلفة وكان الإنكار واحدا منها الإنكار المحزن
كانت دانييل تفضل أن تنهار هيرين، وتصرخ في وجهها وتتوسل إليها، وتعاملها معاملة سيئة ولا ترغب في رؤيتها بعد الآن، ولكن ليس بالنسبة لها أن تحاول جاهدًا إنكار ما كان لا مفر منه
كان إنكار ذلك هو الأسوأ، لأنه يعني أن هيرين لا يزال لديها أمل في أن ما حدث كان مجرد مزحة
قالت دون أن تفقد لهجتها الناعمة: "الطلاق"
"أوه" كان الشيء الوحيد الذي أجابتها به
استدارت قبل أن تتمكن دانييل من إضافة أي شيء
ثم لاحظت دانييل أن الفتاة القصيرة كانت أكثر شحوبا من المعتاد، مع ظهور هالات سوداء تحت عينيها المنتفختين، وكانت شفتاها جافة ومتشققة حتى أنها يمكن أن يلاحظ أن وجهه كان أرق لقد كانت قلقة من أن هيرين لم تأكل جيدا في الأيام السابقة لكنها لم تجرؤ على السؤال