9_عرض زواج.

83 5 2
                                    

"رواية_مَأمنْي _أنْتَ".

"الفصل _التاسع| عرض زواج".
_________________________

- ما أعرفه في الحب، هو أن في قطع الأمل نهائيًا شفاءنا، أما شقاؤنا فهو في الإنتظار المفتوح على المزيد من الإنتظار، وفي تعلّقنا بالحبال المهترئة للأوهام، واعتقادنا أن ما مضى بإمكانه أن يعود، ما يدفعنا لتأجيل الحياة إكرامًا للذكريات، وللتخلف، بكل حماقة، عن موعدنا مع السعادة.

- أحلام مستغانمي.
____________________

" بسم الله الرحمن الرحيم"

"صلّوا على أشرف الخلق"
و متنسوش أخواتنا في غزة من دُعاءكم، ربنا ينصرهم عاجلًا غير آجلًا يارب.
_____________________

أدار ظهره ثم عاد مرةٍ إلى حيثُ مقعده تاركًا خلفه" لُطفي "دون التفوه بكلمةٍ واحدة حتى...، بينما " لُطفي" نظر في أثره بتعجب من صمته المُريب هذا و هيئته المذرية و وجهه الشاحب الباهت فـ ركض خلفه يستوقفه بسؤاله و هو يقول بقلقٍ بدأ يتخلل بين ثنايا قلبه :

_مالك يا "إسلام" في إيه؟؟؟..، أنتَ كويس؟؟؟؟!!.

نظر له "إسلام" بكلتا عينيه فقط دون أن يُحرك رأسه ثمّ اكتفى بإيمأءة من رأسه يؤكد أنه بخير و إن كان خِلاف ذلك و لكنه لا يريد كشف الأمر لاسيما أمام "لُطفي" لذلك آثر الصمت وعدم البوح بشيءٍ إلى أن يأخذ ثأره بيده.

كان "لُطفي" لا يزال واقفًا فأشار له "إسلام" بعينيه ليجلس على المقعد المقابل له و بالفعل جلس "لُطفي" على المقعد و ملامح وجهه يكسوها القلق مُغلف بالتردد؛ فقرأ "إسلام" تعابير وجهه و التي إن دلّت على شىءٍ تدل على حيرته فـ قال بنبرة خرجت خالية من أي مشاعر:

_ سامعك يا لُطفي.

تعجب "لُطفي" من حديث "إسلام" و كشفه لإضطرابات وجهه و لكنه أنحى دهشته جانبًا ثمّ هتف بدون مُقدمات و ثباتٍ يتنافى مع حديثه:

_أنا بحب "ميـســرة" بنت عــمــك يا "إسلام".

وقعت تلك الجملة على أذن" إسلام " كوقع الصاعقة فأدرك أن مع خروج حروفها من فم "لُطفي"بدأت قصة جديدة من رحِم مُعاناته الشخصية؛ و يبدو أنها ستلاقي الصعاب لتكتمل..، فهل ستكتمل أم تنتهي مع خطّ سطورها الأولى؟؟!!

دخل "إسلام" في نوبة ضحك هيستيرية يخفي خلفها سخريته من الأحداث التي تحدث حوله و كأن الحياة ترسل له المصائب تباعًا لتُذكره بأن شقائه لن ينتهي أو ڪ فأركلما اجتاز مصيدة نُصبت له يجد مئات المصايد و الحُفر الأخرى بإنتظاره!!! تشبيهٌ سخيف أليس كذلك؟؟ و لكنه واقع !!! ...

التقط أنفاسه بعدما أوقف نوبة ضحكه ثم ثبّت نظره علىٰ الأرض و هو يهز رأسه يُمنةً و يسرىٰ و مابرِح ترتسم بسمة ساخرة علىٰ جانب ثغره ثم وثب واقفًا من علىٰ المقعد و اتجه نحو "لُطفي" و أمسك كلتا ذراعيه بيده و أوقفه عنوة عنه ثم دفعه نحو الباب حتى أخرجه من المنزل تمامًا و أصبح يقف أمام الباب من الخارج و أوصد الباب بوجهه دون أن ينبس ببنت شفة ثم عاد و جلس علىٰ نفس المقعد و لكن بعيون تفيض منها الدمع و آذانه تلتقط نداء "لُطفي" المتكرر من الخارج و لكنه ولّاه آذان ٍ صماء لا تسمع،أبان ذلك أعلنت دِمعة متمردة عصيانها و فرّت هاربة من تحت جفونه و لكن كبرياءه منعه من الإستسلام فـَ للحق كل شيءٍ يحدث حوله يستحق البُكاء فكلما عرف سبيل للراحة؛ تتوالىٰ عليه الخيبات و المصائب ليُضافوا ضمن تعداد أحزانه و التي يجب عليه دائًما تخطيها بمفرده ويمكن لو كان بجواره أحد يسانده و يؤنس وحدة أيامه و وحشتها لكان أصبح الوضع أفضل بكثير، ولكن دائمًا يجب عليه الصمود دائمًا حتىٰ لا يظهر أمام أحد بمظهر الضعيف أو الطير مكسور الأجنحة فيصبح لُقمة سائغة لهم"هذا هو واقعه؛فهل سيتغير و تأتي من تشاركه و تتقاسم معه آلامه و جروحه قبل فرحه أم سيظل وحيدًا هكذا يتلقّى صفعات الحياة بمفرده و تتراقص به الحياة ڪ ورقةٍ في مهبّ الرياح تأتي و تذهب به أينما تشاء وحيثما تشاء ؟؟!!" .

"مَأمَنِي أنْتَ"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن