تمهيد

119 6 2
                                    



انشقت السماء، المطر يضرب الأرض بقوة، والموج يعلو شيئاً فشيئاً. . .
انتهت فترة عملها، حملت الحقائب وخرجت، هنالك شخص لازال يجلس في مكانه، الموج قادم ، سيبتلعهُ في أقل جزءٌ من الثانية..

نادتهُ بُكلّ صوتها :
- هــيه. . . الموج. . .
لم يستجيب ، ألقت بالحقائب على الأرض تعدو بقوة مناديةً بكل صوتها :

- يـــا بـــحــــر

جثةً هامدة، مُلتهبةً لأقصى درجة، والعرق في الجبين والثياب ملتهبةً كأنهُ نارٌ مستعرة.

- أصحــى يــا بـــحـــر أصحى. . .

حملتهُ، داوتهُ، حلّ الليل وجاء الصباح .
والجثة طريحة ، وهي تُحارب ، والمطر على ذروته منذُ ليلة أمس. . .

طرقاتٌ على الباب اندفاعية، غاضبة. . . سقطت عاصفةٌ جديدة . .
من أين سقطت ؟

- هذي نهاية تربيتنا!

- والله مريض ما أعرفه . . .

- يوم خليناك على راحتك كذا تسوين؟ تنزلين روسنا وترفضين مليون رجال مناصبهم كبيرة عشان الوصخ ذا اللي بغاك بالحرام

وقع الفخ، ورمى الصياد سنارته. . .

- أقولك ما أعرفه والله ما أعرفه . . .

اندفع الجنون من خلفها ومن فوقها ، ومن حولها غضبٌ مثار في جسدين مُتصلبين . . .

- تكلم زي الناس! مين أنت تقذفني . . .

سمكةً مُعلقةً في طرف السنارة ، بين موجٌ قادم، وسدٌ هائل :

- والله ما أعرفه . . .

مرت الثانية كلمح البصر، فعبر الموج من على السدَّ حمل الصياد معه والسنارة. . والسمكة تتأرجح على رمال الشاطئ .

العاصفة انتهت، والموج هدأ، السدّ تفجر ،
والسمكة ماتت . . .

• رواية على خدّ البحر تتهاوى الحروف
قريباً للكاتبة : أحلام
ترقبوها .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 10 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

على خدَّ البحر تتهاوى الحروفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن