لقد عرفنا ذلك من الأمد، عندما تقف تراقب مصيرك يتجه إليك فقط من يحب حياتُه سينجو، لكنني لا اتوقع ان الحياة بتلك الشعبية.أدرك ذلك تمامًا، لقد نظرت إلى الرعد المُتجه نحوي وفي مقلتاي بريق أمل بأنه آتٍ إلي ، لم يعد علي التوسل لنفسي أن تتحمل بعد الآن ولاتنهي طبق الخبز المتيبس.
حين كنت كل يوم أُغلق عيناي راجيًا أن لا تُفتح مُجددًا ، وأن تستقبلها الرِمال بصدرٍ رحب.
لكن لم يكن هناك من يستقبلني ، لا حظنٌ دافئ، ولا رمال باردة ..
وكم تمنيت أن تكون تلك الرعدة هي القاضية ..
هاه؟، أمازلتُ حيًا؟ حيًا أُرزق؟
أستقامت عيني من حُجورها لتستقبل ذلك الظلام والغرفة الباردة ، يمكنني الشعور بجسدي كأنه قد تيّبسَ عُقودًا من الزمن، لايزال الليل قائِمًا .. أم أنهُ الفجر؟ لا أعلم ..
السقف الأبيض والغرفة الواسعة التي لاتحتوي سوى على أدوات المُستشفى.
مُستشفى؟
لكن من أنقذني؟
كيف؟
منذ متى وأنا غائبٌ عن الوعي؟
"يا إلـٰهي، أرى أنك أستيقظت أخيراً.~"
سمعت صوتًا غير مألوف وهو آتٍ من الوجهة الأمامية للسرير الذي أنا مستلقٍ عليه، أيُعقل أنني لم أشعر بوجوده كل ذلك الوقت؟ ..
لحظة .. من هذا؟
أستقمت بصعوبة كما لو لم أستيقظ قط من سرير وواجهتُه..كان جالس أمام السرير مباشرة على بعد بوصات وهو يضع رجل على أخرى ومتكئ عليها بإبتسامة زينت ثاغِرَهُ
بشرة بيضاء كالثلج مائِلة للرُصاص ،شعر منسدل على رقبته وجبهته بشكل مبعثر ، عيون ساخِرة ذو أعين شديدة السواد ولمحة من الاستمتاع فيها ، لم يكن يرتدي سوى ملابس رسمية بدون رسمية وبفوضوية، أزرار قميصه الأبيض الأماميه كانت مفتوحة ، وبنطاله ذا اللون الأزرق الداكن الواسع ، لقد كان يرتدي سترة طويلة كالعباءة ذو لون أسود وجيوب على طرفيه
وهو مبتسم لي أبتسامة جانبية تُظهر مدى سخريته وتهكِمهُ مني .. نظرت له بأعين ملتوية ونظرات غريبة
من ذاك؟
لم يكن إنسانًا ، لا ، هالته بالطبع ليست كـأي هالة بشري طبيعي .. تخرج منه هالة سوداء ومتعطشة لِلـحُلكة ، كأن كل ماحولنا غُبار أسود.
تحدث مرة أخرى مُظهراً أنيابُه الحادة أمامي "كيف حالك؟ أمازالَ الرعدُ مؤَثِراً على رأسُك؟"
"من أنت ؟.." هذا كُل ما أستطعتُ إخراجهُ من حلقي الفارغ بعد رؤيتي الواضحة له
"حسناً حسناً ، دعنا نقول .. مجرد سائِح؟" قال بعد ملاحظته لتوتري منه وأنهى كلامه بضحكة مكتومة تدل على سخريته من وضعي