𖤐
"هل أنتَ بخير؟"
تساءلت وهي تأخذ كوب الماء مِنه تضعه جانبًا
هو يشعر بالتعب منذ الصباح ووجهه شاحب
بطريقةٍ تُقلقها، وها هي جعلته يستلقي على سريرهِ تجلس على الكرسي أمامه بعد أن تناول طعامه
أكتفى بالإيماء لها وأغمض عينيه يأخذ نفس عميق، تنهدت تطبق شفتيها معًا وامسكت يده، باردة
للغاية.
شعرت به يضغط على يدها، فإبتسمت بخفة وازدرقت ريقها، لا تريد البكاء فهو ليس بحالًا يسمح لها بالانهيار أمامه
أخفضت رأسها لتطبع قبلة على كفهِ، وكأنها تواسيه
"لا بأس، ستكون بخير! تحمل قليلًا كما تحملت كلّ هذه الأيام الّتي مضت، تحمل ولا تذهب وتتركني ورائك"
أبتلع ريقه يشد على يدها أكثر، يشعر وكأن رأسه يدور كدوران الكرة الأرضية حول الشمس، حتّى انه ليس قادرًا على فتح عينيه
"سأكون بخير، أخبرتكِ أنني سأتشبث في الحياة ولن أغادر بهذه البساطة"
هدر بصوتٍ مبحوح يتمسك بيديها، قلبه يؤلمه عليها ليس إلّا
هو يستطيع الشعور بنفسه يحتضر، هو فقط يدعو حتّى يحلّ الصباح عليه وهو موجود في هذه الحياة، ليس داخل قبره
تنهدت آري بصوتٍ غير مسموع ووضعت رأسها
على السرير جانب يده الّتي تمسكها
اغمضت عينيها بينما تربت على كفهِ، تتمنى لو أنها تستطيع نزع هذا الألم وابعاده عنه، تتنمى لو يمكنها أن تذهب عنه كلّ بأس
لكنَّ شعورها بأنها عاجزة وانه قد يحتضر في أيّ لحظة وهي ستظل تشاهد، هذا يقهرها.
.
.
.
رفرفت اهدابها عدة مرات حتّى استطاعت فتح عينيها، رفعت رأسها لتنظر حولها بتشوشٍ وحاجبين معقودين
تستطيع رؤية خيوط أشعة الشمس تتسلل إلى الغرفة عبر الستائر، هل نامت إلى أن حلّ الصباح؟
تشعر بألم فظيع في رقبتها بسبب هذه الوضعية
الّتي نامت بها، حركت رأسها بألمٍ ثم نظرت إليه
تتنهد
كلّما ترى شحوب وجهه تشعر بنغزةٍ مؤلمة داخل أعماق خافقها، تحمل همه عندما ينام فتخاف أن توقظه
ماذا إن لم يُجيبها ذات مرة؟ بحق كيف ستكون
ردة فعلها أو كيف ستتصرف؟
ازدرقت ريقها ومدت يدها تهز كتفه برفقٍ تناديه
"جونميون، جونميون استقظ حلّ الصباح"
قالت بقلبٍ مرتجف، فهز الآخر رأسه عندما سمع صوتها كطنين في اذنهِ
أنت تقرأ
The Lost Paradise
Short Storyيُقالُ إِنَّ كُلَّ قطبَينِ مُتشابهَينِ مُتنافرَينِ لكنَّ لمَّا نَحنُ انسجَمنا بِشَدَّةٍ؟ -النخر داخِلَ رأسي مُميت، لَا سَبيل للنَجاة.
