"يا حلاوتك يا ستفندي يابن عم البرتقان."
كان يغني وهو جالسًا على المقعد ويطرق على الدف ثم أردف بأعلى صوته ليصل لركاب الحافلة "أتوبيس":
"ما تقولوا معايا يا جدعان بدل ما أنتم شايلين طاجن ستكم!."تحدثت والدته التي كانت جالسة في المقعد الخلفي وهي توجه حديثها له:
" حاضر يا نوح هنغني جاتك نيلة وأنت عيل هايف."
ثم التفتت للخلف وهي توجه حديثها لركاب الحافلة:
"انجزوا خلونا نخلص يلا."تدخل أخيه والذي يدعى"قاسم" وهو يوجه حديثه لـ"نوح":
" أنتَ ياض متخلف؟ احنا اللي خسرنا في الماتش!."رد عليه "نوح" وهو يردف بتهكم:
"معلش."
ثم أكمل بصوت مرتفع:
" يا حلاوتك يا ستفندي يابن عم البرتقان.""يا حلاوتك يا ستفندي يابن عم البرتقان."
"البنت ده واحد قشاش."
"شوف بيتباع على الرصيف ببلاش."
تدخلت زوجته والتي تدعى "ضِي" وهي تتساءل ببلاهة:
"جماعة ثواني هقاطع الفقرة السعيدة دي بس عايزة أعرف هي برتقان ولا برتقال؟."نظروا لها جميعًا ببلاهه بينما "نوح" رد عليها والذي كان جالسًا جوارها وهو يبتسم بخفوت على بلاهتها:
"هي المفروض بالفصحى برتقال بس في الأغنية
برتقان وبردو في ناس بتقولها برتقان وفي ناس بتقولها برتقال بس أنا عن نفسي شايف برتقال أشيك أكيد أصل اللغة العربية تكسب."وكأنه للتو يشرح لها نظرية الانفجار العظيم!
تحدثت بصوت منخفض لزوجها "قاسم":
"قيس ما تقول لأخوك إن الأغنية دي مُملة ومبحبهاش خليه يغني واحدة تانية."نظر لها "قاسم" بشرٍ يتطاير من عيناه ثم قال:
"إخرسي يا ليالي أنتِ عايزاني أطلب من نوح كده ده كان عملي زفة!.نظرت له "ليالي" بحنق وهي تقول:
"ماشي."زفر هو بقوة ثم اقترب من أخيه وهو يهمس في أذنه:
"ما تغير أم الأغنية دي علشان الأحباب مش بيحبوها."نظر له "نوح" بصدمة ثم قال:
"يا ناس يا أهل البلد الواد قاسم الكاريزما عايزني أغني أغنية تانية."تدخل "تامر" جارهم في الحديث وهو يردف بصدمة يسودها المرح:
"قاسم! ياه الدنيا اتغيرت أوي."نظر لهم باشمئزاز وهو يقول:
"نينينينيني.""أيوا يا واد يا ولعة."
_________________________في اليوم التالي تحديدًا في الخامسة مساءً.
"امبارح شُفت واحد بالمستشفى على حافة الموت
حاولت أخليه يحكي الشهادة بس وضعه ما كان بيسمحله ينطق حرف واحد حتى بس لسة كنت بدي ياه يحكي الشهادة عشان ربنا يغفر له على كل سيئاته؛
قربت على أذانه وحكيتله أخوي احكي
