«نوري السحري»

24 5 6
                                    

عُدتُ إلى المنزل في آخر النهار متعبة ومحملة بالخيبات والصراعات التي باءت بالفشل -كالعادة- فَألقيتُ بنفسي على السرير تاركةً سراح دموعي الأسيرة، فَنظر ليّ النوم متحسر لحالي فَتملكني كَمحاولة لتخفيف آلامي، وعند حلول اليوم التالي عُدتُ إلى نفس الجحر ولم يتغير به أو بي شيء فَمازال حالي كما هو والجحر كئيب كما هو، ولكن هذه المرة قد لاحظت وجود مصباح صغير يزين جحري الكئيب بقاعدتهُ السوداء كَالليل ويزخرفه بعض التمويجات الزرقاء التي تبعث للناظر إليها الكآبة، ممزوجة بالبُنفسجي الذي بدوره يمنع الناظر من أن يكشف ما بخاطره، أقتربت منهُ ببطء ثم طالعته مستعجبة فَمنذُ متى وهو هنا؟، وفي تلك اللحظة تذكرت ليلة أمس عندما عُدت من الخارجولكن من أين أتى ومن أحضره ليّ؟، وبعد مرور ثوانٍ معدودة تجاهلته وعدت لأكمل عملي على أضائته البيضاء الدافئة وبعد أن أنهيت ما أقوم بهِ، عاودت النظر إليه وابتسمت لهُ بهدوء قائلة:

" أتعلم أيها المصباح وعلى الرغم من إنكَ مضيء باللون الأبيض العادي إلا أنكَ بعثت في نفسي الصفاء والهدوء، وعلى الرغم أيضًا من لونك الأسود الذي يُهيئ للناظر إليه بالكآبه إلا أنهُ أثار في نفسي بعض من القوة وقد شعرتُ بأنني ولدتُ من جديد، أما زخرفتك الزرقاء فقد بثت في نفسي الراحة والسكينة وبالتأكيد لن أنسى زخرفتك البنفسجية المتناسقة مع باقي الوانك التي تذكرني بطموحي وأحلامي الوهمية قبل أن أصبح راشدة! "

«نوري السحري» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن