الفصل ١: أدريان فيرنانديز

68 4 0
                                    


في قلب مدينة ألبانيا، داخل قصر عائلة فيرنانديز النبيلة، كان أدريان، رئيس أقوى عائلة في مملكة أفاليون، يجلس على كرسي مكتبه المصنوع من خشب الأبنوس. شعره الأسود كحلكة الليل يلمع تحت ضوء الشموع المتراقص، وعيناه الرماديتان تراقبان الأوراق المتناثرة على مكتبه المغطى بجلد الغزال الناعم.

لقد تم الاستيلاء على جسد أدريان، وطردت روحه لتواجه مصير الفناء. بينما حلّت محلها روح رجل من القرن الحادي والعشرين، مات في حادث سير.

عندما استيقظ، أحسّ بشعور غريب كأنّ رأسه على وشك الإفجار.

ليجد نفسه غارقًا في ذكريات شخص غريب: ذكريات أدريان فيرنانديز، الشرير الذي قتل والد البطلة إليانورا، وأجبر أمها على الزواج منه.

أدرك رجل أنه قد تجسد في الرواية "ساحر إليانورا" وهي رواية رومنسية قرأها عندما كان في الثانوية.

كان من الصعب تقبل هذا الوضع الغير الواقعي. احتاج الأمر منه عدة أيام ليهدئ من روعه ويتقبل وضعه الجديد. بما أنه قد أصبح أدريان، أراد أن يتجنب مصير أن يقتل على يد البطلة بعد أن تكتشف أن موت والدها ليس مجرد حادث.

أفضل ما يمكنه فعله هو تجنب قتل روبرت أو الزواج من والدة إليانورا. لم يرغب في أي رابطة مع تلك "الوحش" المسمّاة "البطلة". كان الشخص الوحيد الذي يعرف حقيقة شخصيتها، ومستوى القوة الهائل الذي ستصبح عليه في المستقبل.

لكن للأسف، كما يقولون "لا تجري الرياح بما تشتهي السفن". لقد فات الأوان بالفعل، فقد ارتكب أدريان الأصلي جميع الأشياء التي أراد تجنبها. لم يعد هناك طريق لتصحيح الوضع، لو أنه قد امتلك جسده أبكر بقليل فقط. لكن لا فائدة من التفكير في هذا بعد الآن.

لذا قرر في النهاية أن يبذل جهده في تغيير مصيره المحتوم. وإذا تبين أن لا فائدة من ذلك، سيذهب مع التيار ويجمع أكبر قدر من المال ويهرب إلى مكان لا يمكن أن تصل له يدا البطلة أو ذلك الوغد نرجسي.

تنهد أدريان، شعور بالألم يملأ ظهره من طول الجلوس، قام بوضع القلم جانباً، تاركًا الأوراق مرتبة على مكتبه.

نادى على رئيس الخدم ألفارو، وعندما دخل قال له أن يأخوذ الأوراق لتي أنهى العمل عليها.

أجاب ألفارو بصوت خافت، خوفًا من إغضاب سيده: "هل هناك أمر آخر؟"

نظرَ  إلى ألفارو : "أرسل في طلب الخادمة إلينا، أريد رؤيتها على الفور."

غادر ألفارو الغرفة، تاركًا أدريان غارقًا في أفكاره.

لم يمضِ وقت طويل حتى أتت الخادمة إلينا، واستأذنت قبل الدخول.

امرأة في الثلاثينات، لطيفة الوجه، ذات شعر بني يميل إلى اللون الذهبي كأشعة الشمس وعيون دافئة بلون العسل.

إلينا الخادمة المسؤولة عن تلبية احتياجات زوجته آنا وابنتها. منذ أن تجسّد كأدريان، أدرك أنه لبقائه على قيد الحياة عليه تحسين علاقته مع المرأتين وبدء إخفاء الأدلة التي أدت لاكتشاف إليانورا للحقيقة بخصوص قتل والدها.

لذا، من أجل الأمر الأول، إحتاج لشخص ليتقرّب منهما ويجعلهما تنفتحان له، وكان الشخص المناسب لهذه المهمة هي المرأة الواقف أمامه الأن .

دخلت الغرفة بخطوات خفيفة، حاملة صينية من الفضة عليها فنجان من الشاي الساخن وقطعة من الكعكة. عبق الفانيليا يملأ الغرفة، ودفء الشاي يشع من الفنجان، مما جعله يشعر براحة .

أخذ رشفتاً من الشاي و استمتع بطعمه، مما هدّأ عقله المرهق.

وقفت الخادمة في صمت، تنتظر بفارغ الصبر سماع صوت سيدها. ارتجف جسدها خوفًا، وازدادت سرعة دقات قلبها.

حاولت إخفاء ارتجافها، لكن تعابير وجهها خانتها. لقد أصبح معاملتها أفضل مؤخرًا، لكنها غير قادرعلى ثق به بعد.

لا تزال آثار صفعاته على مؤخرتها تُذكرها بوحشية نوبات غضبه. تعلمت من تجاربها الماضية أنه لا يمكن الوثوق به، وأن نوبات غضبه لا تُحمد عقباها.

عليها أن تحرص على إرضائه وتجنب غضبه. هذه الأفكار كانت تدور في ذهنها، بينما كانت تنتظر سيدها بفارغ الصبر.

" كيف هي  أحوال السيدة آنا وإليانورا. هل يتأقلمان جيدًا مع الحياة هنا في القصر؟" سأل أدريان بابتسامة خفيفة.

أجابت إلينا بسرعة، عيناها تبحثان عن علامات الرضا على وجهه، "نعم، سيدي. السيدة آنا والآنسة إليانورا يتأقلمان بشكل رائع. يبدوان مرتاحين هنا في القصر."

وترددت قليلاً ثم أكملت بصوت خافت: "لكن سيدة إليانور لا تزال حزينة على وفاة والدها."

أبتسم أدريان براحة، "أعلم أن هذا صعب عليها.أريدكِ أن تكوني بمثابة صديقة لها، أجعليها تنفتح لكِ. على أي حال، أشكركِ على جهودكِ. أرجوكِ، استمري في الاهتمام بهما بنفس العناية كما فعلتِ من قبل."

"بالطبع، سيدي، سأبذل قصارى جهدي لضمان راحتهما."

أجابت الخادمة و عيناها مسمرتان على الأرض.

غير قادرة على التأقلم مع تغير شخصية سيدها المفاجئ.

أصبح لطيفًا ومهذبًا، بعكس ما كان عليه قبل زواجه من سيدة آنا.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 04 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أصبحت والد البطلة بتبني: الشرير الأسوأ في الرواية!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن