أغوص بـين مـخيلات دائما و هوسا قاتل بين فضفضة عابرة و حزن لا منتهي, ذكريات متراكمة, أصوات في ذهني متعالية, نبضات العشق في قلبي متتالية و الخوف من الفراق يفتك بي في كل ثانية.
كنت قد اعتصمت بحبل العشق الذي استوطن وتيني, لكن خذلان الحبيب كان أسرع من أن اسلك معه طريقي.
في يوما من أيام حر الصيف في 17 من كانون الثاني مع عناء رطوبة العاصمة و زحمة الناس, سلكت رياح الحب ماصع لتورنا, كان هواء العشق بينهم نقي, كبيرا وفائض, حتى أخذها الجنون لتجن بعشقه الكبير.
لكن الحياة ليست بكل المحبين رءوفة, هناك جانب من النهايات مظلم جانب لا تباح فيه المشاعر برسالة بل بنبرة صوت, هناك كلمات لا تقال صراحة, بل تقرأ بأفعال, هناك عتاب لا يأتيك مباح, بل بصمت.
هناك أشياء خفية اصدق من تلك التي تأتي بوضوح, ليست واضحة إلا لمن يرون الأشياء بحدسهم و إحساسهم.
الشعور لا يخطئ أبدا.
تورنا : يا ماصع وتيني ماذا فعلت بقلبي ليتمناك إلى هذا الحد ؟
لكن أتدري ؟ لدي ما يكفي من الذكريات لأشرب قهوتي وحدي في مقهى يظنه الجميع فارغا لكنه يعج بالغائبين وأنت أولهم . تعال لنرتشف قهوة ذكرياتنا.
تورنا : اه و الف اه يا ماصع
أتتذكر يوم ارتشفنا عصير البرتقال سويا لأول مرة؟
أم أذكرك بأول كلمة احبك بيننا ؟
أم بوعدك لي ؟
أم بدردشات الليل الطويلة؟
أم باهتمامنا ببعض لسنوات عديدة؟
ينتابني الضحك من القهر و البكاء, ليس عليك إنما على الدنيا و الوقت لي دانا
أودعت لك في ليالينا أسراري و في ساعات الظهر كل أحلامي وآمالي, كنت أشاركك خوف ساعات الفجر, كنت أخاف عليك من عيني التي تنام.
___________
تورنا : ناس زمان قالو مايقرا همك غير المهموم و ما يعرف غرامك غير المغروم.
خضت معك مرحلة السنين و ليالٍ طوال, رغم بعد المسافات إلا أننا رسمنا أحلامنا سويا, رغم المسافات إلا انك كنت لي السند, رغم اختلاف الساعات كنت لي صاحب الأمان و الوفاء.
كيف لطيفك البريء أن يخذل ؟ اوا كيف لدموع خوفك أن تفلت ؟
لازالت عيناي تلمع بدموع الاهتمام و الامتنان, أتعلم أن شعور الأمان من أصعب الأحاسيس كسبا, أتعلم أن حين يشعر المرء بأن هناك من يمسح دموعه ويواسيه ويحضنه ويشاركه فرحته ويحافظ عليه، فهذا هو الحب الحقيقي الذي به يتجاوز قسوة الحياة وغدرها.
كنت احتمي بأمانك و انتمي إليك بصدقك, أحببتك رغم الضلال و المسافات, رأيت فيك شيم زعماء السادات, كنت الدفء لوتيني مع كل هذه المسافات, كيف لنظراتك أن تغنيني عن كل تلك الآهات و كيف لصوتك أن يربت على كتفي رغم اختلاف الساعات و القارات ؟
_______
ماصع : كيف لقلبي أن يدق لك رغم غياب اللقاءات؟ أحببتك حب مجنون ليلى و خفت عليك كعشق عنترة لعبلة, أنشدت في حبك إنشاد أبو العتاهية لعتبة.
رأيت فيك عفة مريمَ و صبرا زينبَ و حنية خديجةَ, فأخذت بوصية نبينا محمدَ صلى الله عليه و سلمَ, فسألت الله أن انتصف بديني معكِ حلالا طيبا, و خفت ألا أفي بما عاهدتكِ, فاختليت بخالقي في سجدتين و دعاء, أن يرزقني العالي القوة على ما بقيا.
_______
تورنا : كاين كلام يجرح ويداوي, بصح فعايلك نساتني فعذاب ليالي.
ماصع : عشقتك بكل تفاصيلك, حبيبتي أنتِ ما قبلكِ ولا من ورائكِ من نساء لا يمكنهن أن يلفتن قلبي المتيم بحبكِ
تورنا : أتعلم في الكثير من الأيام ناجية الله بأن أقابل شخص يشبهني
شخص لا يحب الخصام, يغفر الأخطاء سريعا, لا يرحل بسهولة, يقدم كل شيء في سبيل إسعاد من يحب.
فالحمد لله الذي استجاب لي.
ماصع: ثقي بأنكِ ملكا لقلبي و أنا أحق بكِ عن غيري, أنتِ لي و أنا لكِ, كيف لي أن أفلتكِ؟
ثقي بأنه لا يفرق بيننا إلا بارئنا, هذا عهدا مني.
تورنا : حبــيبي, و إني أضعك في ودائع الرحمن كل يوم خوفا من أعيش يوما بدونك.
أنت تقرأ
ماصع الوتين
Romanceتـوجـعنا الأشـــياء التــي لا نـملك القـدرة عــلى البــوح بــها, تلـك التـي نـكتـمها بـداخـلنا و نـحاول ألا نظهرها عـلــى ملامحـنا... تــوجعــنا الكــلمــات الجــارحة الــتي تصيب قــلوبنا فجــأة. المــشاعر التــي نخــاف من إظــهارها للــعلـن فـنخف...