الفصل الخامس : لَوَدَدتُ أن أكون معك

30 2 15
                                    

-الاربعاء / ١٦ مارس ٢٠٢٣-

ما بين كل من رحلوا وكل من فقدناهم في رحلة الحياة وكل من ظُلِم ورحل دون أخذ حقه وكل من رحلوا وتركوا أثراً في حياتنا اشتقنا لهم وبكينا حين تذكرناهم .
هنا في ليلة واحدة فقط رحل (أحمد) الشاب الذي غيرته ظروف الحياة وجعلته مريضاً نفسياً ، الذي كان قد يكون أفضل مما كان عليه لكنه لم يحصل على فرصته ولم يدري أحداً بظروفه وما كان يشعر به من إهانة ومعاملة ، ورغم من أنه مخطئ لكن أساس الخطأ ليس بيده شيئاً به .
و(مريم) الفتاة المسكينة التي رحلت وحصلته بعده ببضع ساعات نتيجة مشكلة بين (أحمد) و(آدم) وليس لها خطأاً بالموضوع ولا دَخلاً فيه .
و(بسام) الشاب الذي تم توريطه في مؤامرة وحتى بعد أن برأ نفسه منها لم يتركه حراس ميمو وقتلوه ولم يكن بيده شىء أيضاً ، كل ما كان يفعله هو الدفاع عن نفسه وعن (آدم) و(خالد) ، وكل ما كان يريده هو العودة لبلاده سالماً غانماً دون أذى ولا سوء .
رغم سعيه للعودة خاصةً بعد عثوره على الفرصة بعد التعرف على (آدم) و(خالد) إلا أن عائلته اعتبرته متوفياً بعد اختفائه بعشرة أيام .
فهل ستشرق شمس الخير مرة أخرى ؟

--------------------------------

أثناء دفنة (مريم) صباح اليوم التالي والكل يبكي ، كانت فتاة محبوبة وفراقها كان صعباً للغاية على عائلاتها واصدقائها ، خصوصاً صديقتها المقربة (زينب) التي كانت بصحبة صديقها (مصطفى) ،وبعد دفنها وهما واقفان عيناهما للأرض أراد (مصطفى) الاعتذار عما بدر منه الليلة السابقة .

مصطفى : زينب ، أنا عارف إن ده مش وقته ، بس أنا آسف على إللي حصل امبارح ، لقيتك متضايقة قولت أهوِّن عنك شوية .

زينب وعيناها حمراوتان : أنا إللي عاوزة اعتذرلك يا مصطفى ، دماغي مكانتش حاضرة خالص وقتها ، فاهمة إن نيتك كانت خير ، بس أنا حسيتك راجل بجد وقد المسئولية .

مصطفى : كلنا هنموت يا زينب ، مريم الله يرحمها كانت طيبة أوي وآدم كان بيكلمنا عنها كتير وقد إيه كان بيحبها ، يارب يرجع هو وخالد بس..
-يصمت قليلاً ثم يستكمل كلامه-
بقولك ، إيه رأيك لما الدنيا تهدى شوية كده اجي اتقدملك ؟

كان يعرف (مصطفى) أن هذا ليس وقته لكنه كان يريد تصحيح خطئه كي لا يهبط في نظرها ، لكن ردها كان به القبول ؛ فقد ابتسمت له ابتسامة خاطفة صغيرة وسط دموعها ثم تكلمت
"والله يا مصطفى انت إللي بتهون عليا في إللي أنا فيه ، وبصراحة.. أنا.. موافقة ."

هنا قد تصدق أن أحياناً يكون هناك نقطة بيضاء في بحر أسود ، نقطة تتسع .
وأن المواقف العصيبة تخلق أحياناً علاقة حب ناجحة .

--------------------------------

-داخل كبسولة ميمو-

كانت ليلة متعبة للغاية بالنسبة ل(آدم) ، لم يتوقف عن التفكير طوال الليل ، وكان يفكر في إعداد خطة للهروب من الكبسولة ومحاولة العودة للأرض بطريقة ما .
كان متردداً في فكرة إخبار (خالد) عما يحدث ، أو عما حدث بمعنى أصح ، فهل سيُقَدِّره أم سيتذمر عليه ؟ هو خائف على صديقه مما قد يحدث له، ولكن في نفس الوقت خائف أيضاً من أن يخسره لانعدام الثقة ، كان في صراع نفسي .

🎉 لقد انتهيت من قراءة مَيمُو : صراع الأزمنة | Maimo : Struggle Of Time 🎉
مَيمُو : صراع الأزمنة | Maimo : Struggle Of Timeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن