منذ طفولته اظهر ذكاءً و نشاطا، كان دائما فضوليا اتجاه كل شيئ و له رغبة في تعلم كل ما يراه، التحق بالمدرسة على سن مبكرة فكان الاصغر في صفه عمرا و حجماً و لكن اذكاهم و لم يظهر ذكائه في درجاته لقلة اهتمام استاذته به فكانت درجاته متوسطة اذ كانت نظرة اساتذته لنشاطه الزائد على انه سوء تصرف و كانت تلك للاسف نظرة عائلته ايضا، و مع طبع والده العنيف و تعامله الخشن دائما معه قل اهتمامه بالدراسة و انعدمت رغبته فيها، بعد اكماله عامه 18 ب 4 شهور التحق بصفوف الجيش ليس اختيارا او رغبة منه بل رغما عنه فقد كانت فكرة والده و قد احترمها بعد ان اكمل مدة تدريب قدرها عامين تخرج كضابط صف و حول الى ولاية بعيدة في اقصى الصحراء ليعمل قرب الحدود مرت سنتان و نصف و كان كل شيئ طبيعيا
في احد الليالي و هو في طريقه لمحطة القطار للذهاب في اجازة لزيارة العائلة اعترض طريقه احد قطاع الطرق ليسرق منه ما يملك من مال و متاع، سحب قاطع الطريق من جيبه سكينا حادا و وجهه اتجاهه و خاطبه بصوت خشن و قال له " اعطني كل ما تملك و تحمل و الا انهيت حياتك في الفور " تملكه الرعب و الخوف من ان يقتل و رد عليه و هو يرتعش "حسنا، حسنا، اهدأ سأعطيك كل ما املك " و وضع يده في جيبه لإخراج ما يملك من مال و اذا بقاطع الطريق يوجه طعنة له لوجه تفاداها بمعجزة و رمى كل ما كان يحمل من متاع و سارع بالجري للنجاة بحياته، انطلق قاطع الطريق جريا خلفه فتعثر و سقط و طارت السكينة من يديه و سقطت بجنب "كيدرا" التقطها مسرعا و حاول الالتفات للدفاع عن نفسه فغرسها في صدر قاطع الطريق عن طريق الخطأ، سقط قاطع الطريق غارقا في دمه ينظر الى "كيدرا" متسائلا كيف حدث ذلك.
تملك " كيدرا " الرعب و اصبح قلبه ينبض بسرعة لم يعرف ماذا يفعل اراد الهرب لينجو من الشرطة لكنه تجمد في مكانه من الخوف اذ تلك كانت اول مرة يرى فيها كمية دم كتلك و اول مرة يموت شخص امامه و الاهم كان ذلك البلطجي اول ضحاياه.
هبط "كيدرا" على ركبيته و دم الضحية في يديه و امسك عنقه و هو يشاهد روحه تغادر جسده، فجأة اغمي على "كيدرا" و سقط على الارض ملطخا ملابسه بالدم.
مرت دقائق و عاد للوعي مرة اخرى و لكن لم يستطع تحريك جسده و هو يتكلم مع نفسه ما هذا و كيف حدث هذا فجأة تذكر ما حدث له و ها هو يحاول النهوض مسرعا داعيا ربه ان يكون مجرد حلم سيئ و انتهى فكان اول ما يراه هو بركة الدم التى كان ساقطا فيها و سقطت عيناه على قاطع الطريق تملكه الرعب مرة اخرى فحمل متاعه و سارع نحو احد الأزقة المظلمة، فتح حقيبته و اخرج منها ملابس نظيفة ارتداها و وضع تلك القديمة في كيس بلاستيكي و قام بالاغتسال من قارورة مياه كان اشتراها سابقا و اتجه بسرعة نحو محطة القطار اشترى تذكرة و صعد على متنه جلس بجانب النافذة واضعا رأسه على الزجاج يفكر في نفسه كيف حدث له ذلك.
انطلق القطار يتحرك فنام "كيدرا"...