⊰•∘ الفصل الأوّل : ديجا فو ∘•⊱

52 5 2
                                    

كانَتْ لحظاتُنا الأولى معاً أمامَ البحرِ ساحِرة.
كما لو كُتِبَ لها فِي السّماء ألّا تكونَ مجرّدَ عابِرة.
_________________________

استفقتُ على رنين منبّهي.

فتحتُ عينَيّ بعد أن رمشتُ بهما مرّاتٍ عديدةً، و ظللتُ شارداً فِي سقف غرفتي.

وجدتُني على غير المعتاد، فِي حيرةٍ تامّة.. فِي حالةٍ مِن التّشتّت و الضّياع.

لَم أفهم ما يجري حَولي ولا بِي، و لَم أكن متأكّداً ما إن كُنت مازِلتُ هائماً فِي أحلامي، أم أنّني قَد أقبلتُ على يومٍ جديدٍ بالفعل.

كانت أفكاري مبعثرةً.. كحالي.

كأنّني لا أعرف مَن أكون.. لا أعرف ما هو دوري، ولا ما هو متوقّعٌ مِنّي بعد نهوضي، لا أذكر كيفَ أمضيتُ أمسي حتّى.

ولا النّهار الّذي سبقه، ولا الّذي سبقه...

زفرتُ تنهيدةً مطوّلةً، عازماً على حمل جذعي عَن سريري، أبعدتُ الأغطية عنّي و أنزلتُ قدمَيّ لتلامسا الأرضيّة، ثمّ أخذتُ بِضع لحظاتٍ أجول فِي أنظاري حول غرفتي و أنا أدلّكُ عنقي بخفّة. رفعتُ يدَيَّ بعدها لأفركَ عينَيّ، لكنّني فوجئتُ بشيءٍ رطبٍ يغلّفهما.

عقدتُ حاجبَيّ و أنا أنظر إلى آثار قطراتٍ تموضعت على رؤوس أصابعي.

دموع...؟

لم أملك وقتاً كافياً لأفكّر فِي ما قد يجعلني أبكي أثناء غفوتي، لأنّني تنبّهتُ لوجود لاصقٍ طبّيّ يغطّي جزءاً مِن عروق ساعدي الأيمن. لا أذكر مراجعتي لإجراء أيّة معاينةٍ طبّيّةٍ فِي الأيام الأخيرة. لابدّ و أنّني قَد خدشتُ ذراعي فِي لحظةٍ ما - قَد نسيتُها - و ربّما قَد عدتُ للشّرب و التّصرّف كأحمق مرّةً أخرى.

زفرتُ بحيرةٍ مِن ما يحدث مجدّداً و قرّرتُ تجاهل الأمر للوقت الحالي.

دخلتُ الحمّام المتّصل بغرفتي لتهيئة نفسي للذّهاب إلى العمل، نظرتُ فِي المرآة فوق المغسلة و أنا أجفّف وجهي بعد أن انتهيتُ مِن الاغتسال. أظنّني هذه المرّة قَد أغيّر لون خصلاتي الزّرقاء الدّاكنة إلى الأسود ربّما؟ رغم تجنّبي لتجربة هذا اللّون لفترةٍ طويلةٍ أجهل سببها.

عدتُ متوجّهاً ناحية خزانتي لأنتقي ثياباً تردع برد ديسمبر عنّي، و انتهى المطاف بِي أرتدي كنزةً صوفيّةً سوداء تغطّي عنقي، و بنطالاً قماشيّاً بذات لونها. أنزلتُ عَن إحدى العلّاقات معطفاً يطال ركبتَيّ أسود اللّون أيضاً، لكن بدرجةٍ أفتح مِن بقيّة ثيابي بقليل، و علّقتُه على ساعد ذراعي لأرتديه قبل خروجي مِن شقّتي.

جِدني مجدّداً.. || كوون سونيونغحيث تعيش القصص. اكتشف الآن