الفصل الاول " اللون " / 2

74 6 7
                                    

غابت الشمس و إختلجت أشعّتها خلف الأفق البعيد معلنة على إنتهاء يوم ٱخر و مفسحة المجال لليل ليلقي برداءه الحالك على الكون ..
عبر ذلك الممر المظلم ، ستسمع وقع خطواتها المتثاقلة و هي تسير ببطئ ..
فتحت الباب و ولجت غرفتها بهدوء ، كانت حالكة الظلام و لكنها خيّرت عدم فتح الأنوار ... لتتقدم إلى تلك الستائر و تزيحها جانبا تاركةً المجال لضوء القمر بالنفاذ عبر زجاج النافذة لينير تلك العتمة .. تقدمت فيما بعد لمكتبها لتلقي بجسدها المنهك على الكرسي بينما رأسها مثبت إلى سقف الغرفة .
..أخذت نفسا طويلا ثم زفرته بينما تستقيم في جلستها و تجيل بصرها نحو السماء التي بانت لها من خلف زجاج النافذة التي أمامها ، بقيت أعينها مشدة إلى قرص القمر و ما أحاط به من نجوم و كواكب متلألأة ...
تراءت إلى ذهنها أفكار كثيرة و أخذت ذاكرتها تسترجع مختلف الأحداث التي سبق و مرت بها ، لتزيح البنت بصرها عن السماء بعد شرود طويل و تفتح مصباح مكتبها و مذكراتها ، لتبدأ أناملها في سرد قصتها ...

[•توالت الأيام و الأشهر بسرعة ، و هاهي ذي السنة الدراسية قد أشرفت على الإنتهاء ... لم يعد يفصلنا عن يوم التخرج سوى بضعة أشهر ...إن الوقت يمر بسرعة ، لقد قطعتُ شوطا طويلا حتى الٱن في مسيرتي الدراسية ، صحيح أنّ الدوام ما يزال متواصلا لكنني بدأت أشتاق إلى تلك اللحظات منذ الٱن .. تلك اللحظات التي ساعدتني على تأطير نفسي و السمو بشخصيتي و قدراتي ، لقد عززت ثقتي بنفسي ، و سدّت في ذاتي تلك الثغرات التي سببها لي إفتقاري لما منحته الحياة لكل من حولي و خصّتني أنا بسلبي إيّاه ...

و على ذكر كوني عديمة لون ، منذ ٱخر موقف لي مع سالي لقد شعرت بتغيّر ملحوظ بشأن معاملتها معي ، فطوال المدة الماضية لم تتعرض لي أو تنتقدني كما العادة ، بل و لم تقترب مني حتى .... لا أملك أدنى فكرة عن سرّ هذا التغير الذي طرء عليها فجأة ...

على كلّ ، أي كان ما حدث فقد أزاح عبئا من على كاهلي فكونك مَحَطَّ سخرية و تنمر لأحدهم ليس بالشيئ الذي يمكن التعايش معه ..
المهمّ ، لنضع معضلة سالي جانبا و النعد لموضوع المعهد ،
فمع إقتراب حفل التخرج كَلّفنا المشرف على دروس التشكيل السحري بإنجاز مشروعنا الأخير لهذا العام و هو مشروع التخرج الذي سنختم به هذه السنة ، و لإنجازه تم تقسيمنا إلى أزواج و لكل ثنائي فكرة و مشروع مستقل ، و سيتم عرض المشاريع في إيطار مسابقة بحيث سيكون هنالك مراتب و جوائز ... و لكن المشروع مقيد بشروط فقد تم تحديد فكرته العامة ، إذ انه سيكون عبارة عن "كائن سحري" يقدّم خدمات إجتماعية أو أي وظيفة تخدم المواطنين و تحقق الفائدة العامة ، و من منطلق هذا الطلب سيكون على كل ثنائي تحديد وظيفة و فكرة خاصة لكائنهما.

بعد أن تمّت القرعة لتحديد الثنائيات ، إنتهى بي المطاف مع واحدة من أصحاب اللون الأصفر ، كانت تدعى "جود" ، إقترحتُ عليها فكرتي بخصوص المشروع ، و كانت تتمحور حول نظرية التنقل بين الأبعاد بحيث يمكن الكائن الأشخاص من التنقل بين العوالم و الأبعاد الإلكترونية المحاذية لعالمنا ، و بقدر ما كانت الفكرة مبتكرة إلا أنها صعبة التطبيق خاصة مع محدودية الوقت إذ أنه في يدنا سنة واحدة قبل موعد التسليم ، قد تبدو المدة طويلة و لكن بالنظر لفكرة المشروع فهي جد قصيرة ثم لا يسعنا تغيير الفكرة بالأخصّ أنها كانت الفكرة الوحيدة المتاحة لدي ثم أن جود لم يكن لديها إقتراح فسارعنا بالتنفيذ و قمت بإنشاء مخطط كامل يشرح طرق العمل و يحتوي على تصميم مفصل للكائن ،لكن بعد بدأ العمل التطبيقي و جدنا أنه سيكون من الصعب جعل الكائن ينقل الكائنات الحية و العناصر الغير حية في ٱن واحد فقد إتضح أن الأمر سيكون معقدا للغاية و لحل هذا الخلل بالبرمجة و جدنا أنه لو بدل جعله كائنا واحدا نعجلهما إثنان ، الأمر سيكون ممكنا و سيختصر علينا الوقت عند برمجة التعويذة لكل منهما بشكل منفصل بالتالي هذا سيمكننا من منح إمكانيات و قدرات إضافية لكل منهما و عند الإندماج بين الإثنين سيتجسد لنا الكائن الأصلي و الذي ستكون لديه القدرة على التنقل بين العوالم ، و قررنا أن نطلق عليه لقب "المتحول" نظرا لقدرته على الٱندماج و التحول من هيئة لأخرى ....

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 18 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ميني كرافت " هلوسات " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن