وهل يجدي يا شيخ الإنتماء لغير الوطن!!
وما لي أن أكون فارس إلا لأجلها، سيف الدين يا زين العابدين لا يرفعُ سيفه إلا للحقسيف الدين ابن الشيخ زين العابدين فارسُ لا يهبه ريح ولا موج، شجاع قوي ذات خُلق ومبادئ، يتعلم منه كبارٍ وصغار، يرتعب منه العدو خوفًا، ويحسب له ألف حسابٍ، فلا معركة خضها إلا أن جاء منتصرًا رافع راية الإنتصار، خيل الغيهبي هو الأدهم الحالك السواد والسيف فصار سيف الدين..
كان هناك مملكة البحرين ملكها نصر الله وراث الملك من عابد بن محمد جدو الأكبر بعد أن ورثت أبنائه وأحفاده ثم إليه من بعد والده قطب الدين، ورغم ظلم من أحكمُ قبله إلا أنه بعد أن أمسك الملك عمت المملكة بالعدل وصارت الضرائب تُدفع كما كانت بالحق فلا زيادة ولا نقص، وقد وعد شعبه بأنه إذا أمكن من منعها فليفعل، وتولى سيف الدين مكانة خاصة في المملكة كونه حكيم شجاع، وأصبح المقرب للملك، وفي ليلة من ليالي ذو القعدة طلب نصر الله بمجئ سيف الدين له، وبعد أن أخرج من هناك ذهب لشيخ زين العابدين؛ ليخبروا عن ذهابه إلى الشمال الغربي في أمورًا خاصة للمملكة، فطرق الباب طرقة بسيطة ثم انتظر، فقام الشيخ زين بالمنادية عليه قائلًا: فلتتفضل يا سيف الدين
دخل سيف وخلع حذائه، وقبل رأسه ويداه وانحنى برأسه قائلًا: سلام الله عليك يا شيخنا فأقترب الشيخ زين واحتضنه ثم قال له: وعليكم السلام يا بني غابت طالتك عنا، ألسنا بحق أن نراك!!
ابتسم سيف الدين وأمسك يد آبه محدثًا ولمن الحق في رؤيتي يا أبي!!
فأنت الذي أقوى به وأنت طبيبي يا شيخ فكيف لي الإبتعاد عن دوائك!!
كل ما في الأمر أن كلما زادت المسؤلية صار الوقت الحاضر لهم، فأنت من علمتني كيف أعطي كل حق حقه، وأن أكون جدير بالثقة
نظر له الشيخ وترقرقت عيناه بالدموع واهتف بالكلام قائلًا: لقد زرعتُ فيك ما ينفع والآن أرى حصادي، أراك فارس بكل ما تعني الكلمة رحيم عادل حكيم
قال سيف: كيف تستجرأ الدموع أن تزرف من على خديك فإن كان لها حكيم لقبضتها يا شيخنا، دموعك غالية تضعفني فلا تبكي، وابنك سيف مازال على قيد الحياة
يا ولدي لا تأخذ الأمور بهذا الشكل فلتترك الدموع تجري في مجرها
فلتخبرني بيما عندك يا ولدي
جئتُ أخذ منك الإذن في السفر إلى الشمال الغربي سوف أمكوث هناك لبعض أيام
استعجب الشيخ زين ثم نظر لسيف لدقائق وقطع الصمت، وتمتم بكلام غير مفهوم ثم رفع صوته قائلًا: ولمَ يا سيف!!
أراد مني نصر الله بعض أمورًا خاصة بالمملكة يا شيخنا
لمح الشيخ في عيون سيف الإختباء بشيئًا ما فنظر له مباشرة وتنهده
وهل هذه الحقيقة يا سيف!!
لم يعرفُ سيف أن يخبئ أكثر فعيونه دومًا فاضحة اخفض رأسه منحنيًا في الحقيقة سأذهب لأمرًا آخر يا أبي
هناك معركة لا نافع منها سوى الحرب لا تفاوض ينفع فيها يا شيخنا
ولكن يا ولدي، أنا لا أريدك أن تذهب قلبي ليس مطمئنًا عليك هذه المرة
وهل يجدي يا شيخ الإنتماء لغير الوطن!!
وما لي أن أكون فارس إلا لأجلها، سيف الدين يا زين العابدين لا يرفعُ سيفه إلا للحق
لا يدري ماذا يقول الشيخ زين فسند يداه على كتف سيف كنوع من المواساة والتشجيع، فلتذهب يا ولدي وتأتي بالنصر كعادتك سأنتظر خبر وعودتك..
لم تسع الفرحة قلب سيف فقام بإحتضان الشيخ كطفل حصل على لعُبة جديدة أشكرك يا أبي الغالي سلام الله عليك يا شيخنا فلتخذ عقاقيرك في موعودها انتبه على نفسك يا شيخنا، وتَلقت العيون نظرات الوداع كأنه اللقاء الأخير، نبضت القلوب وارتعشت الأجساد، وتنهدت الأنفس رعبًا فهل للوقت بأن يتنبأ بحدث كارثي سيحدث!!
خرج سيف الدين ووقف للحظات خلف البيتُ فلم تقف ضربات قلبه تتسارع وكأنها في سباق على عجل يا ويلي ماذا بي!!
أنت تقرأ
السيف الذهبي
Actionالعمر ليس إلا بشجاعة جندي وبيت دافئ، أما عن فراق أحبتنا فلابد منه، ولكنه متن قوى فما لي أن لا أرى وجود القوة من بعد كلماتهم