نُقطةَ

بداية الامور

في بلدة عربية
في منطقة قروية
تخرج فتاة من غرفتها مرتدية فستان أبيض فيه بعض الورود التي تزيد من جمال الفستان.
وجه بشوش يصافح الناس بحرارة ، الناس تزدهر بالحب والسعادة عند رؤية الفتاة الجميلة التي تدعو نينا البالغة من العمر الحادي والعشرون لكنها لا تزال طفولية بتعاملها المحبوب بين الناس وخاصة التجار الذين دائما ما يخفضون من السعر عند حديثها معهم.

نينا تعشق القطط وتعشق الحيوانات...خاصة القطط السوداء.
القرية توجد في وسط الغابة اي حولها غابة...اشترت نينا من البائع بضع من اللحم والدجاج وبعض الخضروات الطازجة...عند رجوعها إلى البيت ترى هر اسود غريب الوجة اخضر العينين واسنان حادة لا يخاف منها عند تقربها منه.

نينا مقتربة منه: "لا عجب! هر غريب. اول مرة اراك فيها ايها الهر الكبير هل لي ان اخذك معي؟" تربت على رأسه بينما هو ساكن لا يتحرك ينظر الى عينيها الخضر-الزرق.

نينا مستغربة من هدوء هذا الهر وقامت بحمله بعد ذلك: "ارى انك تحب ان تجعل البشر يلمسون هذا الفرو الناعم،كم هو جميل!." تقرب الهر لوجهها وتمسح فروه بأنفها لكي تشم الرائحة الطيبة منه.

نينا متعجبة:"هيه؟!..رائحتك جميلة!كيف يمكن لهر غريب ان يكون لديه هذه الرائحة الطيبة يا اللهي سوف اجعلك هري اللطيف!." تضحك وتمسك به بقبضة لا تؤلم لكن لا تجعله يهرب.

حينها وصلت نينا الى البيت وجعلت الهر يرتاح على الاريكه مع وضع طعام حرارته معتدله لاجل ان لا يحترق لسانة لكن الافضل ان يكون مطهي وليس نيء.
نينا تجلب الطعام له في صحن جميل مليء بالقطط الكارتونية:"هيا ايها الهر كُل! اعلم انك جائع!." تقول له بلطف لكنه ينظر اليها بعمق ومن ثم يقبل الأكل ويأكل منه.

شعرت نينا بوخز من نظراته لها بعمق لكن تجاهلت الموضوع ثم ابتسمت عندما قَبل الطعام.
ثم حينها ذهبت نينا لتحضر شيئاً لها لتأكله لكن احست بشيء غريب في البيت.. شيء مثل الدخان يتجول في البيت... تجاهلت هذا الامر مرة اخرى و صنعت طعام لها لتأكله... ثم عند تناولها للطعام جفلت و انتابها شعور مخيف عندما رأت الهر يتجول.
نينا متمسكة في قلبها:"اه يا اللهي!..لقد أخفتني ايها الهر..هاها..لا تفعل ذلك مرة اخرى قلبي بالكاد ان يتوقف!." تتنفس بعمق بعد خوفها وتوترها من الهر الذي جعلها تخاف وتجفل من طاولتها.

نينا:"ايها الهر...أنت تفهم كلامي صحيح؟." تسأل بأستغراب من الهر الذكي.
حينها اختفى الهر من امام عينيها.. نينا تقفز وتركض  الى غرفة الاستقبال لتراه على الاريكة مستريح.
نينا بتوتر:"أ-أنت كنت في المطبخ كيف وصلت هنا؟!."
ثم عند لحظة ما ترى ان الهر قد تحول الى شكل انساني ..اسمر البشرة واعين خضراء اللون وانياب طويلة وملامح حادة وعاري.

نينا تصرخ ومن ثم ترمي الغطاء عليه لتغطي منطقته الخاصة.
نينا:"من انت؟!" بخوف.

الهر الذي تحول الى شبه انسان:"ما بكِ..أنتِ دعوتني الى هنا...تحملي ما ترينه." بأبتسامة ساخرة.

نينا:"ماذا!؟...انا قلت من انت ،لم اقل لماذا انت هنا.. اعلم انني جلبتك هنا!" بقلق وتوتر.

الهر:"انا..من العالم الاخر اي...انا جني هل انتِ مسرورة الان؟!" يدور عيناه بمزاح.

نينا:"اوه!..اذاً سوف اتعامل مع وحوش في المستقبل هاه!؟" بصوت مضحك ووجه عادي لكن مضحك.

الهر:"هاهاهاهاهاهاهاهاها!! انتِ مضحكة جداً ،صحيح اسمي هو دارك وانا امير مملكة العالم السفلي خصيصا ابن الملك قيروس حاكم مملكة العالم السفلي."

نينا:"هيه؟ اولا لا تسخر مني والا ركلت مؤخرتك! وايضا سررت بمعرفتك يا دارك!"

دارك:"تعلمين انني لا احب المزاح الثقيل.. لكن لا اريد ان أؤذيك...لا اريد ان اجرح هذا الوجة الطفولي.. وايضا شكرا لتقبلك حقيقة كوني لست بشري ولا حيوان قذر وانما ابن ملك الجن."

نينا:"اسفة لكن انت تثير اعصابي وايضا لا داعي لذلك اعلم انك تقبلت ان تكون معي هنا .. اعيش بمفردي هنا"

دارك:"حسنا من الان فصاعدا سوف اكون هنا بجانبك وأتي اليكِ عندما افرغ"

نينا:"حسنا،لا مانع لدي لكن لا تخيفني عندما تكون هنا في البيت رجاءً اليوم بالكاد ان اتماسك نفسي من ان لا اقع!"

دارك:"اعدك بذلك.."
من ثم ذهب دارك ونينا باتت مستغربة من وجود هذا الغريب الذي دار هذا الحديث بينهم ثم اكملت نينا يومها واتى وقت نومها وذهبت الى النوم وغطت في نوم عميق..لكن لم تكن تعلم ان دارك كان يراقبها عند نومها بل وحتى يلمس وجهها وجسدها ويتأكد من انها دافئه و تشعر براحة.
دارك:"نينا...اعلم انك نسيتي ان تخبريني بأسمك الجميل الذي يليق بفتاة جميلة مثلك..اتمنى ان استمر في زيارتك ولا يشغلني ابي عنك..لقد تكلمت معه بخصوصك وانا ممتن انك تقبلتي شخص مثلي. نينا سوف احميك اعدكِ".

يتبع في البارت الثاني...