بارت 3

63 6 25
                                    

عندما تنتهي من تضميد كف يده تراه يحدق بكدمات ذراعها بفضول شديد تترك يده وتغطي. ذراعها خوفا من ان يقوم باستجوابها اكثر

*كاكاروتو: يا فتاة.. ما هذه الكدمات على ذراعك؟

يخيم الصمت بينهما عند ذلك السؤال وتحدق بعينيه لدقائق دون ان تجيبه تتراجع خطوتين للوراء وتستدير استعدادا للمغادرة وترد عليه

*يوميكو: انها لا شيء.. عن اذنك وداعا ايها الامير

يبقى بمكانه ساكنا ويتسائل عن ما اذا سألها شيئا خاطئا ويتحدث لنفسه "ما خطب هذه الفتاة انها غريبة حقا هل سألتها شيئا يسيء اليها؟" 
يراها قد غادرت المكان بالفعل ويتوقف عن التحديق بضلها يصعد الى العربة التي ستحمله للقصر الملكي ويشاهد الطريق من النافذة وهو شارد الذهن يفكر بما حدث خلال تلك الفترة القصيرة بالسوق

تبدء الشمس بالغروب لتخفي نورها الذهبي من على الارض تسير تلك الفتاة بمفردها في الطريق وتحمل بضاعتها لتصل للمنزل ولا تعلم مالذي ينتظرها هناك تبدء الافكار تراودها جميعا وتعابير الخوف والقلق يطغي على وجهها المتعب عندما تصل تفتح الباب بحذر وبطئ شديد وتتحدث بصوت مرتجف

*يوميكو: انا.. لقد عدت.. اسفة لتأخري

تبقى واقفة بمكانها عند رؤيتها لتلك الملامح القاسية والمخيفة التي اعتادت ان تراها طول حياتها تغمض عينها بقوة استعداد للعقاب الذي سوف يحل عليها رد عليها صوت المربي بكل غضبه عندما يقترب منها وضربها لتصبح طريحة على الارض ثم يقوم بتشديد قبضته على معصمها لتكاد ان تكسر عظامها

*رينجي: لماذا تأخرتي يا شقية.. السوق ليس بعيدا ام انك اشتقت للتعرض للضرب.. عليك ان تكوني ممتنة لنا لاننا احضرناك لمنزلنا كان يجب علينا ان نبقيك بتلك الغابة لتصارعي الموت..

تنظر الي بعيونها المتوسلة والنقية عندما تطلب الرحمة وصوتها يشبه الهمس اثناء ذلك بسبب التعرض للعنف من قبل هذا الرجل ذو العينين المخيفتين
*يوميكو: سيدي ارجوك.. لن اكررها هذه اخر مرة اتاخر فيها في السوق.. يدي تؤلمني دعني اذهب

*رينجي: اخرجي من المنزل لن تنامي بالداخل السماء ستمطر قريبا لذا سيكون هذا عقابك.. ستعودين غدا ان لم تعودي سوف الاحقك لاخر العالم لقتلك

تُطرد تلك الفتاة من المنزل وعليها آثار كدمات التعنيف وتسير بمفردها في الشارع بمسافة بعيدة جدا عن ذلك المنزل المشؤوم تمشي فقط ولا تعلم وجهتها المحددة تمطر السماء بغزارة ليس لديها ما تلجئ اليه لحمايتها من المطر تصل لحديقة وتحتمي تحت ظل احد اشجارها وتتكئ عليها وترتجف من البرد تصبح الليلة باردة جدا ويستمر المطر بهطول حتى منتصف الليل

الفتاة يغلبها النعاس وتصبح رؤيتها ضبابية وتستسلم للنوم اثناء اتكائها على الشجرة وتنام..

في مكان اخر في المدينة يتجول ذلك الشاب الوسيم متنكرا لكي لا يتعرف عليه احدا ويمشي بينما يضع يده في جيبه ويحمل مضلته اثناء مشيه تحت المطر تحدق به فتيات المدينة بأعجاب وعلى نظراتهم الحب بينما يمشي يتجاهل كُل من حوله ولا يشعر بشيء سوى اصوات خطواته وقطرات المطر التي تملئ الشوارع يتنهد ثم يتحدث لنفسه

*كاكاروتو: هؤلاء الفتيات مزعجات حقا.. هل انا الرجل الوحيد الذي يتسكع هنا؟ لا احب تلك النظرات التي ينظرون فيها الي

يشعر بالانزعاج وعدم الارتياح يبتعد عن ضجيج المدينة اثناء سيره قرر ان يستريح على احد مقاعد الحديقة التي ستصادفه يجلس بمفرده بمكان معزول عن الجميع في هذه الحديقة ليريح افكاره ويسترخي.. وما اذا جمع القدر بينهما في هذه الحديقة عندما كان جالسا في مقعده يتأمل الزهور والاشجار لاحظ في احدى الاشجار فتاة نائمة وتتكى عليها
يبدو مظهرها مبتل بالكامل من المطر ووجهها عليه ملامح التعب والارهاق والكدمات الا انها تنام بسلام في ملامحها البريئة

يشعر بالفضول تجاهها ويقترب منها يحدق في مظهرها البائس ثم يتعرف عليها ويتحدث لنفسه يخلع سترته ويضعها عليها ويحمل مضلته على راسها لحمايتها من قطرات المطر الغزيرة

*كاكاروتو: "مهلا.. هذه الفتاة اليس تلك الشقية التي قامت بصفعي بالسوق؟.. لماذا تبدو بائسة هكذا لكن مع ذلك اعتقد انه يجب علي ان انتظرها لكي تستيقظ.. الوقت متاخر من الليل لابد ان اللصوص والرجال السيئين ينتشرون في هذا الوقت... هذا واجبي كأمير للمملكة بحماية شعبي

بعد فترة طويلة تفتح عيناها ببطئ واول شيء تراه امامها سترة دافئة تغطيها ومضلة تحميها من المطر وذلك الشاب يجلس بجانبها تشعر بالرعب وتقوم بدفعه وتتحدث اليه بذعر وارتباك

*يوميكو: من انت.. الا تشعر بالخجل من نفسك باستغلال فتاة اثناء نومها

يشعر بالانزعاج من ردة فعلها ويتحدث اليها بغضب بينما ينهض من على الارض بعد دفعه عليها

*كاكاروتو: لم ارى فتاة مزعجة هكذا من قبل.. الا يجب عليك ان تشكريني بدلا من ردة فعلك السخيفة هذه.. لقد قمتي بضربي مرتين اليوم

*يوميكو: مالذي تقصده بضربك مرتين.. هذه المرة الاولى التي اراك فيها
*كاكاروتو: هذه الضمادة الا تذكرك بشيء؟
تحدق به بدهشة وترد عليه بتعجب حيث ان قطعة القماش هذه هي جزء من ثيابها التي ضمدت بها كف الامير

*يوميكو: اوه.. انت ذاك الامير الذي التقيت فيه اليوم.. لكن لماذا شعرك اشقر الان لقد كان اسود اللون عندما رأيتك اول مرة

*كاكاروتو: عندما اتجول في المدينة ليلا اغير مظهر واسمي.. لكن هذا ليس موضوعنا اليس لديك نية للاعتذار مني؟
تنهض من على الارض وتشعر بالرغبة بالمغادرة عندما تتحدث اليه بنبرة اعتذارية اثناء تجنبها للنظر اليه

*يوميكو: انا.. اسفة ضننتك رجل سيء.. ساذهب الان وداعا

قبل ان تغادر يقوم بسحبها من ذراعها وتصبح نظراته جادة للغاية ونبرته المهيبة التي ترغمها على البقاء

*كاكاروتو: هذه ليست الطريقة التي تتحدثين فيها
لامير مملكتك ستجلسين هنا وستجيبين على اسألتي.. اولها ما سبب هذه الكدمات ولماذا انت خارج منزلك في هذا الوقت المتاخر من الليل....

تشعر بالم بذراعها وتحدق به بتوتر وارتباك تتحدث اليه بصوت متلعثم ومرتبك اثناء اجابتها

*يوميكو: انه.... بسبب

صراع مملكتينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن