أسود أنا و أبيض أنت ، كل منا يحط على الآخر لونا مضاد له لكننا متوازيان و مثاليان لبعضنا ، أنا و أنت ، العبقري و الخطير ، يتأرجحان معا في أرجوحة الحياة ..
.
.
.
.
.
.
.
.دقة دقتان ثلاث ، لم يكن هذا إلا هيرمان الذي أخذ مكان في المطبخ و جلس فوق كرسي بجوار مائدة الطعام و ينقر على الطاولة بخفة منتظرا إنتهاء صديقه من إعداد وجبة مسائية لهما .
Herman :
لا تقلقوا إن فرانك يجيد االطبخ ، احم احم اه نسيت أن أعرفكم بنفسي أنا هيرمان و الواقف أمامي هو صديقي حبة الكرفس و لكن لا تخافوا منه .
و الان تعالوا لأصفه لكم ، صديقي الوسيم ، صاحب الشعر الأسود و العيون البنية ، عيون الكراميل الجميلة تلك و تغطيها نظارات طبية يرتديها عندما ترهق عيناه من الدراسة و التركيز كثيرا على عدة أشياء .
من الجدير بالاشارة الى ان صديقي هذا شاحب كمصاصي الدماء و لكن لون بشرته ليس بذلك السوء ، كما أنه مجرد لون و لا يعني أنه بسببه سنحكم على هذا الشخص .
رغم أنني أبدوا خطيرا بوشومي و شعري الأصهب و الحلق الفضي الذي أرتديه بجانب شفاهي من فترة لفترة و رائحة السجائر التي لا تتركني أو لنقل أنني مجبور على تركها في بعض الأحيان بسبب سياسة فرانك ، الا انني شخص مرح و طيب ، قليلا طبعا ، قليلا جدا و جدا .
لكن صديقي هذا قطرة شر في خير نعم فرانك من الخارج شخص ما و من الداخل شخص آخر تماما ، نحن نعيش منذ حسنا لنقل مدة طويلة " ان كان عام يعتبر مدة طويلة فطبعا " مع بعضنا البعض .
و لكنني لحد هذه اللحظة لازلت أجهل عنه الكثير من الأمور فمثلا لما لا يتحدث كثيرا ؟ لما لم أره دون قمصانه طويلة الأكمام ، لا يذهب عقلكم بعيدا يارفاق ، أخبرتكم بهذا كون صديقنا أو صديقي بالأحرى ، يرتدي ملابس واسعة و ثقيلة بالشتاء و الصيف ، أهناك ما يخفيه أم ماذا ؟ و لماذا يفضل أن يصمت عندما يتعلق الأمر بمشاعره ؟ أحاسيسه و ماضيه ، لا أعلم سبب كل هذا .
أنت تقرأ
My cloud is black
Short Story" لماذا غيمتي سوداء ؟ " لطالما كان هذا السؤال مطروحا داخل عقل ..... لكنه لم يجد له جوابا إلا أنه ولد ليعاني ، و معاناته لم تكن أي معاناة ، معاناته جعلت منه ييأس من وجود أمل أو ضوء قد ينير عتمة حياته ، لكن في خضم هذه الأحداث و بإشارة من القدر و لعدة...