فَصل جدِيد:
..
بَزغتِ الشمسُ كقُبلة في ثُغر الصباحِ الباسِم فكُشِف اللِّثام عَن سُحب رمَادية مُتراصَّة تُزين السماءَ ، بَعثرت الشَّمس غُبارها الذّهبي عَلى النافِذة ، فَظَهرت عقْدة طَفيفة بين الحَاجبين ، انفرجَت جِفناي بانزعَاج لأنْهضَ من فَوق السرِير بكَسل وأتَّجه ناحِية عتبة النافِذة لأصوبَ عَينايَ إلَى الخَارِج فحَالتِ لِي السمَاء إلى حديقَة رمَادية يملؤهَا السحابُ الأَسود ويملس بعضه عَلى بَعض يتكثف ويتَداجَى وَ يختنِق ،انبَثَق قوسُ المطرِ يزيِّنُ صفحَة السماءِ ويُصافحَ خَط الأفُق من بعِيد لأُدرِكَ هطُول مطرٍ خفيفٍ كالبُكاء ، زقزقات العصافير صافِية مُستدقة تنسابُ شجِية بَين أغصانِ الأشجَار ..سُبحان الله
...
لم أهتَم وأغلقتُ النافذِة بعنفٍ واسدلتُ النجُود علَيها تنَفستُ بِعمق ونظرتُ للشمسِ بِغضب بِسبب إيقاظِي وإفسَادها لنوْمِي ... سُباتي
...
توجهتُ إلَى السَّرير لأستلقِي ومدَدت يدِي وأَمسكتُ الهاتفَ لأرَى الوَقت، كانتِ الساعَة تُشير بأنهَا الثامِنة والنصف ، إِنه وقت مُبكر لفتاةٍ نائِمة عندَ الفَجر وَ في عُطلة ،ثم رَأيت إشعَارا أجفلنِي !
تَبخر نعاسِي فَجأة ،وكأننِي لم أكُن نائِمة للتَّو ، ولم أنَم سِوى ساعَتين
إشعارُ فَصل جدِيد من رِواية أتاراكسيا قبلَ ربعِ ساعة ...
جلستُ كالصنمِ علَى الفِراش ، دقاتُ قلبي تواثَبَت عِندما لاَح لِي الإشعَار، مَنعت صَرخة مِن الخُروج كَي لا تُمزِّق السكُون الذي يلُف البيتَ ولوحتُ بقبضتَا يدِيَّ فِي الهواءِ بحماسٍ وأنا أَبتسم كالمُهرج ،
ضغطتُ على الإشعارِ بسرعَة فظَهر لِي الفصلَ الجديد
أروَع هدِية أحصلُ عليهَا ماعُمِّرت!
التهمتُ الكلماتِ التهاماً ودارَت عَيناي تَقرأ بشَغفٍ واستِحسان ...
كأن عَادت إلىَّ الحَياة فِي هذه اللحظَة إلى أن أحسَستُ بالنِّهاية ،حَيث رَأيت مكَان النجمَة فِي الأسفَل ! مَهلا لحظَة ..هل انتَهى الفَصل ! أدوَات الاستفهامِ كلها تنْخَر دمَاغي في تِلك اللحظَة
ماذا،كيف،لماذا،وأين .....
م ..ماذا لم أشعُر بالوقتِ يمضِي ألا يُوجد المزِيد !
..
أنظُر إِلى التناقُض شعُور الفراغِ في الخِتام يعاكسهُ شعُور الحماسِ في الابتِداء ...
...
...
...
فِي أعماقِ أتاراكسيا
شَيء في الاشَيء..
عالمٌ كلُّ مَن زَارهُ ترَكَ لَهُ بصمَاتهِ هُنا وهُناك..
لغزٌ مُحير أسَر القلُوبَ وخَطف الأَلبابَ ..
كَلماتٌ مبهمة كلمَا تعمقتَ فيها سحبتكَ إلى قاعِها من دُونِ عودة..
كلامٌ مُغلق ولغزٌ يتبارَى الناسُ فِي حلّه ..
أنقذتنِي في وقتٍ شعرتُ فِيهِ بالضَّجرِ و بِأَنهُ لَم ولن تتوَافرَ رِوايةٌ تَستهوِينِي ، فأتَت هِي لزَرع بصيص الأمل مرة أخرى....
نَضِيع بين سراديبهَا فلا نَعلم المكان ولا الزمان..
نرَاهَا لطِيفةٌ ومُؤثرة ، انتظر نَسيت رُؤية الوجهِ الآخر من الصورة..
متاهَة يتوافرُ فيها بابٌ للدخولِ ولا يتوافرُ بابٌ للخُروج...
نتدَحرَج بأفكارِنا هُنا وهنَاك لنصِل فِي النهَاية إلى نقطةِ البدَاية ..
نتَصارعُ مَعها بتحلِيلاتنَا وعندَ اقترابِنا مِن الفوزِ تأتي لتسدد إلينا لَكمة لِنتهاوَى مجددًا إلى الأرضِ ...
كيانٌ يحتضِننا ويُقدم إلينا اعتذاراتهِ من عثراتٍ تركَت ندوباً عَلينا..
كوكبٌ يلُفه الغموضُ والالتباسُ مثل لَف اليرقَة لنفسهَا لتصبحَ فراشةً جميلةٍ حرةً نهَاية المطافِ لكِن هَل اتَاراكسيا فِي النهاية ستصُبح فَراشة أم ستظلُّ عَالقة فِي الشرنقَة إلى أن تَختنق بِبطء وتَندثر...؟
إنّها ليست مُجرد روايَة إنّها أبعدُ مِن ذلِك....
..
فضلاً اجيبي ايتها الكاتِبة ؟
..
تسألين لماذا أنتُم متعلقُون بها إلى هذهِ الدرجة ! لنجِيبَك ....
حُسن الصوغِ ، جَودةُ السبكِ ، جمالُ الفكرِ ، نضَارةُ الخيالِ ، تَخلبُ اللبَّ ، تستَهوِي القَلب ، تُثير الوِجدان (... ولاَ يُوفِّيهَا حقَّها...).........................
سؤال !
هل أنا فقَط كلمَا رأيتُ أو سمعتُ كلِمة اتاراكسيا يتراودُ في ذهنِي اللونُ البنِّي ؟مثل هذِه.
...........................................................................
أنت تقرأ
فِي أعماقِ أتاراكسيا
General Fictionمهما نحتت يديَّ لتقدِيرك ،ومهما لَفظ لِساني عن فضلكِ ، ومهمَا زاد الكلامُ عن أسطرهِ .....لا يكفِيكِ . . . . لا أُحب الكِتابة فَهي موَهِبة لم تُخلق لِي لكِن ربما يأتِي يومٌ أكتُب فِيه بِسبب شخصٍ مَا ..