لَم يكونُوا أكثرُ الدولِ جندًا أو أوفرَ عتادًا ، وإنِّما سادُوا الدُّنيَا بِالعزمِ الأكيدِ والبأسِ الشديدِ .
اتقَدَت نُفُوسُهم بِالحَماسَةِ ، فَلم يتَطرَّق إِلَيها الضَّعفُ ، وامتَلأَت قلُوبُهم بِالإيمَان ، فَلم يتَسرَّب إلَيهَا اليأس .
امتَدَّت مَطَامِحُهُم إلَى كلِّ مَكَان ، لأّنهُم مؤيدُون بِنصرٍ مِن الله .
....
قومٌ يفخرُ بالكرمِ والشرفِ والسؤددِ وبالشجَاعة ، قومٌ لا يمُوتون إلّا في ساحاتِ الوغَى ، قَوم لايُعرف عنهُم التقهقُر وتولِّي الأدبَار عِندما تَشتد المعارِك ، قومٌ لا يندِبون حظُوظهم إذا ألَمت مُصِيبة بِهم فهُم يقتحِمون الشدائِد في سبِيل المحافَظة على محارِمِهم وأعراضِهِم ...بلدٌ يزمجِر إباءً وشموخًا تكادُ لا ترَاهُ فِي غيرهِ..
⭒๋࣭ ⭑ ֶָֺ֢ ۟ ⭒⭒๋࣭ ⭑ ֺ
أيقَظهَا رَنينُ هاتفِها وكانَت قد وَقَّتته على التاسِعة والنِّصف ، مدَّت ذراعَيهَا بِصعُوبة بعدَ أن قاوَمت ذلكَ الشعُور بِأنهَا مشلُولة البدنِ لتُوقِف صَوت الرنِين المزعِج .
مَسحت حبَّات العرقِ التي تلَألأت عَلى جَبِينها وجلَست عَلى طرفِ الفِراش تلتَقِط أنفاسها فقد راودَها كابوسٌ مزعِج ، فاستَعاذَت بِالرحمانِ مِنهُ ،
سَارت بخُطواتٍ بطِيئة نحوَ النافِذة وقامَت بفتحهَا ، بَدأت الرِّياحُ الريدَانة تُحركُ خُصلات شعرِها البُني المُنسدل على كَتفيها ، وكان المطرُ يهطِل بغزَارة ويجلِد النوافِذ ، المَاء الطاهِر يغسِل كُل شَي سعفُ النخِيل الأخضرِ ، أعشَاش الطيُور ، وأسقُف البيوتِ ، كُل شَيء فِي فِلسطين أنقَى وأبهَى تحتَ زخاتِ المطر حتّى النفُوس والبَشر .......
غَادرَت غُرفَتَهَا ومرّت بِالرِّوَاق فلمَحت والِديها يتشاجَرانِ كعادةِ كلِّ صَباح ، نَظرت إليهِم بمَلل يشوبُه شيء مِن الحزنِ فحَيتهما سريعًا وأسرَعت تصُب المَاء البارِد على وجهِها لعلّ الأفكَار التي تَنهش عقلهَا تهدَأ ، ثُم توجهَت إلَى المَطبخ التي كَانت تَعبق برَائحة القَهوة والفطائِر ، جَلست بِجوار والدِها وقَد بَدا عَلى وجهِها عَلاماتُ الإرهاقِ ، فانتبهَ والدُها إليهَا وسألهَا :
" مابَال عُقدة الهَم بَين حاجِبيك يا بْنتِي !"
حملقَت في فنجَان القَهوة وقالَت بهُدوء :
"لاتَقلق يا أبِي أنا فِي خَير فَقط استنزفتُ طاقتِي من أجلِ الدراسَة"
قال بصوتٍ يحمِل قدرًا من العِتاب :
" لا تجهِدي نفسك يا صغِيرتي "
أنت تقرأ
فِي أعماقِ أتاراكسيا
General Fictionمهما نحتت يديَّ لتقدِيرك ،ومهما لَفظ لِساني عن فضلكِ ، ومهمَا زاد الكلامُ عن أسطرهِ .....لا يكفِيكِ . . . . لا أُحب الكِتابة فَهي موَهِبة لم تُخلق لِي لكِن ربما يأتِي يومٌ أكتُب فِيه بِسبب شخصٍ مَا ..