اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
بينما أجلس على رُخام الشرفة البارِد وأعاين النّجوم في السماء، تفتحُ الباب وتتخذ مكانَك بجانبي، تاركاً بيننا مسافة.
يضيفها إلى المسافاتِ التي تركها في معاركِنا السابقة. تكدّست المسافاتُ بيننا ولا أقوى على تجاوزها.
أنا لا أحاول الوصول إليك، صدّقني لست كذلك. قد خرجتُ للتو مهزوماً وجريحاً من كلّ حرب خضتُها، وكنت غير قادرٍ حتى على شفاء تِلك الجروح.
وكما تعلم، يتعبُ الناس. يتعب الإنسان دون أن يمشي أميالاً، دون أن يركُض، دون أن يفعَل أي شيء، فقط بسبب شخصٍ واحد.
لا تزالُ تأخذ أنفاساً غائِره، ومن الواضح أنّك لا تستطيع أن تهدأ. لا أقوى على فتحي فمي لأنّني أخشى أن أحولَ الشرارة إلى نَار من جديد. أخشى أن أحترقَ مرة أخرى.
لكن لا يسَعني منعُ عيني من الإبتداء بفحصِك. تسندُ رأسك على الحائِط خلفنا، وتبرُز تفاحة آدم وكأنّها تقول ها أنا ذا، هُنا. على الرّغم من أن أصابعي كانت تحاول يائسة لمسَها في كل مرة، إذا لمسُتها، سأتحول إلى رمَاد.
شعرُك فوضوي بعض الشيء، ودائماً ما تمررُه بيديك حين تغضب. هناك جروحٌ دامية على يديك على وشكِ أن تجف، من الواضح أنّك لكمت شيئاً ما بينما كنتُ جالساً هنا.
أنا أتألمُ بدلاً منك.
هل أقسمت أنّك لن تفهم؟ أشعُر بألم مُضاعف للأشياء التي فعَلتها بنفسك في قلبي.
أريد أن أضمّ يديك إلى يدي الباردَة وأقبّل كل جُرحٍ من جروحِك بجنون. ظمئانٌ إلى يديك كأنّي في الصحراء، وإذا قبّلت يديك ذهب عني كُل ظمئي.
حين يتحرك جسدك قليلاً، أستديرُ للأمام بسرعة. لا أريدك أن تلحظ أنّني أراقبك، وهذا لأنني غاضبٌ جداً منك.
لا تهرب الآن، نحن نفعل هذا طوال الوقت. كم عدد المعارك التى خضنها؟ كم مرة جرحنا بعضنا البعض؟ كم مسافة وضعتَ بيننا ولا يسعُني تجاوزها؟ كم من جراحٍ ألحقتها بروحِي ولا تُشفى أبداً؟
