part 2

1K 33 1
                                    

البارت الثاني
غرام المغرور
بقلم/ شمس شريف احمد
ساحرة!!..
بإحدى المناطق الشعبيه.. داخل منزل قديم..بالطابق الأول نجد شقه صغيره للغايه يبدو على اثاثها المتهالك الفقر الشديد.. تجلس امرأه بأواخر عقدها الرابع على الفراش.. حامله حفيدتها على قدميها التي لا تستطيع تحريكهما نهائياً..فقد أصيب منذ سنوات بحادث افقدها القدره على السير، وأصبحت قعيده بالفراش،وحتي لم تستطيع شراء كرسيي متحرك نظراً لضيق الحال، وثمن علاجها الباهظ..
دموعها تنهمر على وجنتيها دون توقف.. تبكي بمرار على بكاء الصغيره التي تتلوي بين يدها من شدة جوعها.. تحاول تهدئتها بكافة الطرق، ولكن دون جدوى..
رفعت عينيها للسماء متمتمه بتوسل..
"يارب يا حنان يا منان حن على البنت اليتيمه دي لأجل حبيبك محمد"..
ضمتها بحنان العالم أجمع داخل صدرها، وتابعت من بين شهقاتها..
"يا تري أنتي فين يا إسراء يا بنتي؟!.. قلبي واكلني عليكي يا ضنايا"..
لم تكف الصغيره عن البكاء.. بل ذاد حدة بكائها وصرختها أكثر حين ذكرت جدتها اسم والدتها.. ربتت على ظهرها بحنو، وغمرتها بسيل من القبلات كمحاوله منها لأسكاتها ولو قليلاً، ولكنها فشلت كالعادة..
فلم تجد أمامها سوا قراءة بعض الآيات القرآنية التي تحفظها، وهي تمسد بيدها على كافة جسدها وقلبها يستجدي المولى عز وجل أن يرأف بتلك الصغيره..
بدأ بكائها يهدأ رويداً رويداً حتي غلبها النعاس، وغرقت بالنوم داخل حضنها، واضعه إحدي أناملها الصغيره بفمها..
"الحمد لله انك نمتي يابنتي.. يارب تفضلي نايمه على ما أمك ترجع بسلامة وترضعك، ويمكن ربنا يكون رضاها وتجبلك حاجه معاها تبل ريقك يا ضنايا"..
قالتها "إلهام" بتمني وهي تزيد من ضم الصغيره مكمله بألم.. "الله يرحمه أبوكي عمره ما حوجنا لمخلوق من يوم ما خطب أمك، ومن بعد ما راح واحنا الدنيا والناس عماله تلطش فينا شمال ويمين لما استوينا على الأخر، وأمك المسكينه مش عارفه تفطمك علشان مش لاقيه حاجه تاكلهالك يا بنتي.. ويا عالم الأيام مخبيلنا أيه تاني.. بس إحنا راضين بأمرك يارب.. راضين وصابرين الحمد لله على كل حال"..
طرقات هادئه على الباب جعلتها تزيل عبرتها سريعاً ، وتسمح للطارق بالدخول بلهفه حتي لا تزعج الطرقات حفيدتها..
" أدخل يلي بتخبط الباب مفتوح"..
خطت فتاه شابه بأوائل العشرينات ترتدي إسدال للصلاه.. حامله بيدها طبق مملوء بالطعام مغطي بالخبز الطازج ، واقتربت من "إلهام" وأردفت بابتسامة بشوشه، وهي تضعه على كرسيي صغير بجوار الفراش..
"سلام عليكم يا خالتي.. عامله ايه انهارده"..  بادلتها "إلهام" الابتسامه وبتنهيده قالت..
"وعليكم السلام يا إيمان يا بنتي"..

تنقلت بنظرها بينها وبين الطعام وتابعت بعتاب..

"ليه بس التعب دا يا بنتي.. احنا مستورين والحمدلله"..

ربتت "إيمان" على كتفها برفق، ومالت على الصغيره تقبلها بحب وهي تقول..

" ديماً مستورين يارب يا خالتي.. بس انا قولت لازم ادوقك الفته من ايدي وتقوليلي رأيك عرفت اعملها زيك المرادي ولا لاء"..

غرام المغرور حيث تعيش القصص. اكتشف الآن