عيون داكنة مزينة بكحل عربي تناظر القمر من شرفة قصر عثماني أصيل و وشاح شفاف متمركز في مقدمة رأسها ينافس شعرها المنسدل سوادا . تنهيدة عميقة تحمل ثقل أتعاب جبروت والدها .
______________________________________أنين متألم فور اصطدامها بالجدار خلفها و مقنع شاهق الطول يحاصر جسدها الهش و نصل خنجره بارد على حلقها بروده ترسل رعشة الى عمودها الفقري.
رفع ذقنها بخنجره ليقابل عيونها السوداء المزينة.
بحركة لطيفة انزلق الوشاح عن وجهها كاشفا ملامحها الملائكية الناعمة ، حبست أنفاس عليّ في حلقه لم يستطع إلا أن يكون مفتونا بجمالها و عيناه ترسمانها معالم وجهها الرقيق ، شعر بمزيج من الرهبة و الخِدر و قال بهدوء مخملي دلالة على إعجابه بها:- عندما رأيْتُ رَمْشَ عَينيْكِ سَقطْتُ أَرضًا، أرَدْت النهُوضَ لكْن سَيْفُ عَينَيْكِ بتَّار، رَفعْتُ عَيْني و رأيْتكِ مُندَهشًا، هل أنت إنْسٌ أم ملاكٌ مُنَزَّل؟
ظهر وميض من إستغراب في عينيها و هي تلاحظ توسع بؤبؤه القاتم بينما عقلها يتسارع لتحليل وضع الغريب المقنع .
قرب وجهه الملثم منها ، أنفاسه المتسربة تداعب أذنها أثناء همسه بينما يزيد الضغط على حلقها بحافة النصل :
-إِنَ المَفَاتِن فِي عَيْنَيكَ مُخْمِرَة ،
بِنَظرَة مِنْكَ يَغْدو المَرْءُ سَكْرَانًا.إلتقت نظراتها المهتزة بعينيه البنيّة ، دموع تلمع في مقلتيها السوداوية و قالت بهدوء بينما نبرة الإرتجاف واضحة في صوتها :
-من انت ايها الغريب؟
اعاد الخنجر إلى غمده و قال بهدوء بينما عيناه تنعم و رموشه الغامقة الكثيفة تزيده جاذبية و هو ينظر لها:
-عليّ...المحارب عليّ...و الآن..
نظر لها من رأسها الى أخمص قدمييها بخبث ، يرسم منحنياتها تحت الفستان الأسود الطويل قبل أن يكمل بتهديد خافت:
كوني فتاة مطيعة و أرشديني الى غرفة الشيخ جاسر.
بلعت ريقها بصعوبة و قالت بصوت خافت مهتز بينما جسدها يرتجف بهدوء و أظافرها تنحث الجدار الرخامي خلفها :
-لماذا تبحث عن والدي...هل تحاول إغتياله؟.
رفع حاجبيه بمفاجئة و أجاب بصوت يقطر بالسخرية :
-حسنا ،حسنا ،حسنا الفتاة الصغيرة تحاول إستجوابي... إعتبريه إغتيالا ، إعداما ،قتلا ...أنا لا اهتم عزيزتي.
عدل لثامه بيده القفازية و أكمل بنبرة غزلية مغرية بينما ينحني الى مستواها القصير قليلا :
-لاكنني مبهور في الحقيقة.
ضيقت عيناها بشك ، تبحث عن أي إشارات خداع أو تلاعب و نبست بصوت خافت:
أنت تقرأ
| مَاءٌ وَ نَارْ |
Historical Fictionمن انت ايها الغريب؟. في الحقيقة أنا منبهر من نسله الآثيري يا عزيزتي. لقائنا القادم يا آنسة. إذن هل انت جاهزة؟ إذا علمت أنها النهاية لا تمت جبان..أيها الوغد.