زِيّارَةٌ سِيّاسِيَّ

29 13 12
                                    

فرك حَمَد صدغيه و تمتم تحت أنفاسه بينما الغضب واضح في نبرته الهادئة :

-لمحك أحدهم؟

هز رأسه بهدوء و نبس :

-أجل فتاة... شابة بشعر أسود طويل فاتنة.. اه و عيون حوراء مزينة بكحل قاتم... لا ننسى ملامحها الرقيق-

~اتسعت عيناي فور إدراك حديثي..تبا نظراتهم تخترقني ، و همسات الخافتة ، الضحكات المكتومة بينما أبي تعابير غير مفهوم .. انه يحاول إخفاء إبتسامة؟.. تبا فمي اللعين في البداية ألقي شعرا على الآسرة و الآن أصفها أمام الملء...شعرت بسخونة تجتاح خداي ..و أنفاسي بدأت تتقطع .هززت رأسي قليلا و قلت بهدوء :

-شيخ حمد .. الفتاة إبنة جاسر.

أمال حمد رأسه إلى الجانب و ربط بين كتفي علي :

-جيد.. إنصراف-

قبل أن يستطيع حَمَد اكمال جملته إقتحم شاب المجلس بأنفاس ضحلة و قطرات من العرق تبلل جبينه . هرع بسرعة نحو حَمَد و صرح بينما ينحنى على ركبة واحدة بوقار :

-شيخ حمد.. مستشار قبيلة الشجعيين قادم!

تبادل حَمَد و عليّ نظرات جدية قبل أن يربط على الشاب ،خالد :

-حسنا يا بني.. جهزوا الولائم...

أومئ حمد بيده بإنتهاء المجلس و نبس بسلطة :

-لا أريد أي أخطاء غدا.. يمكن أن تندلع حرب بين القبيلتين.. خاصة منك يا عليّ

~شهقت بشكل دراماتيكي و وضعت يدي القفازية على صدري بشكل دفاعي ..قبل أن يتسنى لي الرد..شعرت بيد الوالد تصفع مؤخرة رأسي و زمجرة خافتة منه حول تصرفي بطفولية ..قلبت عيناي بملل و إستقمت لأصرف بينما عقلي يتسابق حول الشابة الحوراء.

في فجر اليوم الموالي إستيقظ عليّ على صوت الخطوات الراكضة في الممرات الخشبية ، تنهد بملل و جلس على السرير الجلدي بينما الأغطية الفروية تحيط بجسده الضخم . تثائب و تجهز ليستقبل المستشار المزعوم بجانب والده. إقتحمت أمه الغرفة ، سيدة في الأربعينيات من عمرها بشعر بني قاتم مزين ببعض الخصلات من البيضاء و تجاعيد خافتة حول عينيها و قالت بصوت دافئ :

-عليّ، بنيّ ، والدك ينتظرك.

نظر عليّ إلى الخنجر في قبضته و همس:

-حسنا ، أنا قادم .

إبتسمت بحنان و قبلت خده قبل أن تغادر . شد على فكه قبل أن يخفي الخنجر في الحزام حول خصره . لبس القفازات الجلدية و بنظرة أخيرة إلى المرآة آتجه نحو والده و المحاربين حوله لإستقبال المستشار المزعوم.

-أنظر إلى المنازل العريق للهوازم .. تحمل لمحة عثمانية عريقة.. اوقف السايس خيلي أمام الشيخ حِمِد و محاربيه..وقعت عيناي على شاب بجانبه بعيون مؤلوفة سأكون صريحة كان وسيما .. لاحظت الدهشة و الصدمة على ملامحه الحادة البؤبؤ المتوسع و شقوطه فكه قبل أن أسمع تمتمته الخافتة *الآسرة*.. بلعت ريقي بصعوبة فجأة حلقي أصبح ضيقا انه هو .. المحارب عليّ.

|   مَاءٌ وَ نَارْ   |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن