اللهم إني أعوذ بك من شر عبادك وخلقك واجعل لي رزقًا مدرارًا ، ليلًا ونهارًا يا رب العالمين
34
وشم على حواف القلوب
الفصل الرابع و الثلاثون
لا احلل نشر او نقل الرواية باى مكان اخر دون اذن كتابى منى شخصيا و من يفعل دون ذلك يعرض نفسه للمسائلة القانونية
فؤاد بسخرية و هو ينهض من خلف مكتبه : لا و على ايه .. خلى التصرفات دى ليا انا
ليتركها و يتجه الى غرفته بالاعلى و هو يبتسم بمكر و يقول بصوت خافت .. انا هخليكى ماتنسيش اليوم ده طول عمرك يا ثريا
ليهبط مرة اخرى بعد نصف ساعة و هو الاخر فى ابهى مظهر لتنظر له ثريا باستحسان و تقول بكبرياء : ايوة كده .. ياللا بينا .. الناس خلاص ابتدوا يوصلوا
ليتجه معها فؤاد لاستقبال الضيوف و الترحيب بهم بحفاوة بالغة و قد يكون بها بعض المبالغة ، و لكن كان ذلك يسعد ثريا للغاية ، حتى حان وقت افتتاح البوفيه .. ليدق قؤاد على كوبا زجاجيا بشوكة بيده ليثير الانتباه قائلا : الحقيقة كنت عاوز اقول لكم كلمتين بسرعة كده قبل ما نبتدى ناكل سوا
ثريا بهمس ممتعض : كلمتين ايه اللى هتقولهم .. سيب الناس تاكل
فؤاد بعدم التفات لثريا : الحقيقة حفلة النهاردة هتبقى اخر حفلة نعملها هنا فى الفيلا
ثريا بصدمة هامسة : انت اتجننت .. ايه التخريف اللى بتخرفه ده
ليلتفت اليها بابتسامة و يقول بهمس متوعد : حاولى تعترضى على اى كلمة و انا هعملك فضيحة وسطهم النهاردة تفضل حديث الموسم كله
ثريا و لاول مرة بنبرة ترجى : فؤاد ارجوك
لينظر اليها بازدراء ثم يلتفت الى المدعوين مرة اخرى ليرى الفضول باعين الجميع ليرسم الابتسامة على وجهه مرة اخرى و يقول : الحقيقة انا و ثريا و الولاد قررنا نبيع الفيلا و ناخد شقة تبقى على ادنا ، لان الولاد بعد ما كبروا بقى ليهم اراء تانية غير رأينا بتاع زمان خالص
ليقول احد الحضور : فى دى عندك حق ، جيل الايام دى غيرنا خالص
لتقول اخرى : بس الفيلا خسارة يا ثريا
فؤاد و هو ينظر لثريا بتحذير : ثريا اول واحدة وافقت على كلام الولاد .. و خصوصا اما لقت مى متحمسة جدا للحكاية دى
احدى المدعوات : اومال مالك يا ثريا هانم .. ساكتة ليه كده
ثريا بتردد و هى تكبت غيظها : ابدا .. بس ماكنتش عاوزة فؤاد يقوللكم دلوقتى
فؤاد ضاحكا : كانت عاوزة تقوللكم اخر السهرة ، بس انا قلت اقوللكم من دلوقتى عشان تركزوا فى كل حاجة و تودعوا الفيلا بحق
احد المدعوين : و يا ترى لقيت مشترى و اللا لسه
فؤاد و هو ينظر لثريا بترصد : الحقيقة فى تلت عروض اتقدمولى ، بس لسه ما اخدناش اجراء رسمى
ليقول الضيف مرة اخرى : ياريت لو تبقى تقوللى على المبلغ المطلوب فيها ، و انا ممكن اخودها ، من يوم ما شفتها و هى فعلا عاجبانى و كان نفسى الاقى حاجة زيها
فؤاد : اوى اوى ، نبقى نتكلم بكرة ان شاء الله ، بس اعذرنى .. انت عارف الحاجات دى مافيهاش خواطر ، انا ببيع لاعلى سعر
الضيف : طبعا .. حقك
فؤاد و هو يشير اليهم بيده : اتفضلوا الاكل .. بونابيتى
و اسمحولى انا هسيبكم شوية عشان عندى مكالمة مهمة لازم اعملها
ثم يلتفت لثريا بابتسامة انتصار و يميل على اذنها قائلا بنبرة انتصار : قولتلك بلاش تجربينى .. و انتى اللى صممتى
ليتركها .. و تشيعه تحت انظار ملتهبة تكاد تحر.قه
ليدخل فؤاد الى غرفة المكتب و يبدأ فى الاتصال بشخص ما و ما ان سمع صوت المجيب قال دون مقدمات : عاوزك تشوفلى سمسار عنده ضمير و تخليه يشوفلى مشترى للفيلا ، و فى نفس الوقت عاوز اكتر من سمسار يتمنوا الفيلا ، ثم اكمل بتحذير .. و مش عاوز الكلام ده يروح لاى حد تانى ، و لا حتى ثريا هانم .. مفهوم
فى دار بكر كان الجميع يلتف حول مائدة الطعام ، الا بدر .. فقد جلست بعيدا عنهم بعدما قالت بانها ليس لها رغبة فى الطعام ، و كانت طوال جلستها تتابع بكر و لبيبة بعينيها و هى تتأكد لحظة بعد الاخرى ان هنالك سرا كبيرا بينهما لا تعلم عنه شيئا
حتى فرغوا من الطعام و انضموا اليها فى انتظار الشاى ، و ما ان جلست لبيبة قبالتها حتى قالت لها بدر و كأنها تتجاذب معها الحديث : الا هو انتى يا بت يا لبيبة مقاطعة حماتى و عمتى سميحة ليه
لبيبة بامتعاض : و هقاطعهم ليه يعنى يا بدر
بدر : اومال يعنى اما روحنا المستشقى النهاردة .. مافكرتيش حتى ترمى عليهم السلام و انتى داخلة ، و روحتى طوالى على نجاة ارملة المصيلحى و عياله
لبيبة و هى تتصنع عدم المبالاة : انى قلت نقسم حالنا ، و انى عارفة انك هتبقى مع حماتى فقلت اروح انى يامة نجاة و العيال اخد بخاطرهم راخرين
قالتها لبيبة و نهضت من مجلسها و قالت بصوت عالى : ابقى ابعتيلى مع ابوكى كوباية ينسون على فوق يا بدور .. احسن ضهرى واجعنى و مش قادرة اقعد بزيادة .. ياللا تصبحوا على خير
لتشيعها بدر بنظرة غيظ ثم التفتت لبكر قائلة بتوعد : انى بس اعرف اللى بيناتكم يا بكر و هتشوفوا منى اللى عمركم ما شفتوه
بكر بحدة : جرى لك ايه يا ولية يا مخبلة انتى ، اتهبلتى و اللا ايه عاد ، هيبقى بيناتنا ايه يعنى و مخبيينه
بدر برفعة حاجب : بقى كل الجلع الماسخ ده و مافيش بيناتكم حاجة ، بقى تروح تجيب عربية مخصوص لجل تودينا المستشقى و تنتظرنا و تجيبنا كمانى و عاوز تفهمنى ان مافيش حاجة
بكر : اباى .. الحق عليا انى بريحكم و كمانى لجل الولية الحبلة دى ماتتمخمطش ويانا
بدر بسخرية : تريحنا برضيك .. ده انت كنت بتوديها المركز مشى على رجليها و هى حامل فى فاطمة
فاطمة ضاحكة و هى تشاهد التليفزيون : مانى عشان اكده برمح رمح فى كل حتة
بكر : كل وقت و له اذان ، ثم هى لبيبة برضك صحتها دلوك زى صحتها ايام حبلها فى فاطمة ، شوفى عدى على الكلام ده كام سنة دلوك
بدر بتوعد : ماشى يا بكر ، بس انى برضك هفضل وراكم لحد ما اعرف كل شى
بكر بامتعاض و هو ينهض من مجلسه هو الاخر : لا ورانا و لا قدامنا .. انى طالع اتخمد ، و انتى يا بدور .. ابقى طلعى الينسون لامك اما ينعمل
بدور : حاضر يا ابة
بدر لبدور بغيظ : روحى ياختى طلعيلهم المشاريب دليفريك لحد عنديهم
ليضج الجميع بالضحك و يقول زين : اسمه دليفرى يا امة مش دليفريك
بدر بتوعد لزين : بلاش اسمع حسك انت بالذات ، عشان حاسة ان حسابك معايا هيطب بزيادة يا ابن بطنى
كان حكم قد عاد مع احمد مرة اخرى من المستشفى بعد ان اوصلوا متطلبات شيخون و بعض الطعام الذى ارسلته لهم نجاة ، فقال شيخون بعد ان هبط من السيارة : شوف عمتك لساتها صاحية اكده و اللا ايه.. رايد اطل على ورد و ياسمين قبل ما انام
ليسبقه احمد الى الداخل ليخبر نجاة ، ثم يعود اليه مرة اخرى ليدعوه للدخول ، و ما ان اطل عليهم و وجدهم يجلسون جميعا و معهم زينة .. فقال : السلام عليكم .. لساتكم صاحيين لحد دلوك
نجاة دون ان تنظر اليه : قلنا نستناكم و نعرف الاخبار
زينة بلهفة : امى فاقت و لا برضك لساتها مافاقتش
احمد : بتفوق تخترف شوى و بتعاود تنام من تانى ، و الحكيم قال لنا ان النوم احسنلها لجل ماتحسش بالوجع
نجاة بصدق : ربى يكتبلها الخير .. ماتقلقوش اكده يا عيال
ورد لابيها : خالتى نجاة قالتلى ان طنط هى كمان انكسرت ، هى انكسرت زيى كده
نجاة بلهفة : لاا .. بعد الشر عنيكى ، هى حاجة تانية خالص .. لكن انتى الحمدلله انها جت على كد اكده
حكم لورد و هو يلاحظ هروب نجاة من عينيه : طبعا يا ورد انتى الحمدلله انها جت على كد اكده كيف ما خالتك نجاة قالت ، و كمانى انتى ربنا بعتلك خالتك نجاة مراعياكى و واخدة بالها منيكى طوالى و كمان بتنيمك فى حضنها ، و عشان اكده هتخفى طوالى
لتسترق نجاة النظرات اليه بحيرة ثم تسبل اهدابها مرة اخرى و تقول : هخليهم يحطوا لكم العشا بقى
احمد : انتو اتعشيتو
نجاة : انى لما جيت لقيت العيال مارضيوش ياكلوا طول النهار ، فاكلنا كلاتنا لجل اخليهم ياكلوا .. سبقناكم بقى
حكم : عموما انى مش جعان
نجاة بلهفة : انت ماكلتش طول النهار
و عندما وجدته ينظر اليها و كأنه يثبر اغوارها ، ابتعدت بنظراتها مرة اخرى اتجاه الباب و قالت : و رامى كمانى تلاقيه ما كلش حاجة .. و لا احمد ، انى هخليهم يحضروا لكم كلاتكم اكل و يودوهولكم الموضيفة
حكم بتنهيدة : ماشى .. كتر خيرك ، هتاجى معايا يا ياسمين
ياسمين : لا يا دادى .. انا اتفقت مع زينة انى هنام معاها النهاردة
حكم : ماشى براحتكم .. تصبحوا على خير
نجاة بخفوت : تلقى الخير
و ما ان وصل حكم الى الملحق الا و وجد رامى يجلس الى حاسوبه و هو يقوم ببعض الاعمال فقال له : اتأخرت عليك .. ماتأخذنيش
رامى : لا ابدا .. عادى ، ايه الاخبار
حكم : مافيش جديد ، شيخون بيقوللى انهم بيحطولها حاجات فى المحلول تخليها تفضل نايمة لجل ماتحسش بالوجع
رامى بايماءة : اعتقد ان كده فعلا احسن لها
حكم : ايوة .. و اكيد الحكما هم كمانى فاهمين هم بيعملوا ايه
رامى بفضول : انما انت مالك كده ، حاسك مش على طبيعتك
حكم بتردد : ماخابرش .. زى ما تكون نجاة فيها حاجة ، بس ما خابرش ايه هى
رامى بمكر : مالها
حكم : زى ما تكون ماعاوزاش تتحدت ويايا ، و حتى لو اتحدت مابتبصليش واصل ، زى ما تكون واخدة على خوطرها منى فى حاجة ، بس مش خابر ليه عاد
رامى ضاحكا : و اللى يقول لك ليه تعمل معاه ايه
حكم بلهفة : لا هو فى حاجة حوصلت و انت خابرها و انى لاا
رامى بتصحيح : فى حاجة حصلت و انا اخدت بالى منها و انت لأ
أنت تقرأ
وشم على حواف القلوب
Любовные романыقد تفرقنا السنوات لتتجافى جنوبنا دون ذنب نعرفه او نقره ، و قد تعاود التلاقى دون ان نعرف لافتراقنا او للقيانا سبب ، فكل ما نعرفه ان قلوبنا قد وشمت حوافها بعشق لا يموت وشم على حواف القلوب .. انتظرونى كل يوم الساعة تسعة ان شاء الله ميمى عوالى .. بحبكم...