ها أنا ذي، أقف أسفل شجرة الخوخ العجوز
انظر لتمارها المعلقة بأعلاها، رفعت يدي لعلي أمسك إحداها، للأسف لم أقدر فبدأت بالإلتفاف من حولها فرما من حظي أن أجد ما هو قريب لي، ولم أجد لكن وجدت سبيلا لتسلقها، ففعلت، رفعت رأسي بعدما كنت على احد فروعها، اجلس بهدوءأحدق في تلك الحقول، حقول أشجار الخوخ على مد البصر، حقول امر بينها معظم الوقت لكني لم اشهد يوما جمالها
تلك الساعة الذهبية المعلقة في الافق، كانت تختفي شيئا فشيئا، ليظهر من بعدها الوان الشفق
.
.
وردي محمر يتآكل غيمات السماء متعاكسا بازرق باهت معانقا لاحمر خفيف، تاركان بنفسجيا رقيق البهتة، لكن هذه الألوان لا تدوم، فقد اختفى وهجها ليحل محلها ظلمت الليل الحالكة، لكني لن أقول أن هذا الظلام لم يكن فاتنا، لا بل كان كذلك، نجوم صغيرة لأمة تتراقص من حول ذلك القمر غير المحتمل، ادمدم ألحانه قليلة
.
.
.
.
.
.
.
.
"برسيس.." كان صوتا مؤلوفا صادرات من الأسفل ينادي، استجابت ولم يكن سوى ذاك الشاب ذو الرابعة والعشرين ربيعا، بشعره الكستنائي المنسدل قليل منه على جبينه، عيناه الواسعة ولا أنسى طوله الرفيع التي لن اصل يوما حتى لاكتافه، احتضنها بقلق بينما مازلت احمل سلة الخوخ الصغيرة بيدي
ناظرته بهدوء ولم انبس بحرف، أعلم جيدا عن مشاعره المرهف اتجاهي وانا الأخرى هائمة به لكني خائفة لا بل مرتعبة، مرتعبة من فكرة ان افارق معشوق قلبي ذا، كم مرة ترجيته أن يتركني أن يتوقف عن حبي لكنه يأبى، يرفض نكراني لمشاعري، عارفاعن موضع رأس الخيط الذي يظهر ما أخفيه جاهدة دوما
اقلق واتوتر من لا شيء ابحث في الفراغ عن نقاط اكرهها، لا بل اموتها من نفسي لاوضحها لصيانه ويقبلها هو برحابة صدر، لما هو مثالي لهذا الحد؟هذا الحد الذي يجعني ابكي كرها لذاتي
أرى اني الطرف السيء الذي يحاول أن يفارق من أحب
انا التي انكر مشاعري
انا التي احطم قلبه لكنه لم يفارقني
آه منك يا أنا
آه منك يا نفسي
هل استسلم أخيرا واعترف
انا خائفة من ما قد يحصل لي بعد أن اتذوق حلاوة ما انا ذاهبة له بقدماي
هل استمع لمشاعري واعانق من يحتضنني بدفعه
.
.
.
.
رفعت ذراعاي لابادله ذلك العناق اخيرا
"هل كل شيء بخير؟" سأل بنبره القلقة، املت برأسي مستفسرة لما السؤال، ليرفع بانامله يمسح دموعه متساقطة على وجنتاي
دموعا لم أعي نزولها"لهذا السبب...هل يزعجك شيء ما؟" نطق هذه الكلمات من حلقه.هل اخبره، ام أترك سري لنفسي
ابتسمت ونسيت له أفكاره تلك، سحبني من ذراعي عائدا بي من نفس تلك الحقول حتى توقفنا أمام ذلك المنزل المتوسط الحجم،يستقر في منتصف حديقة صغيرة، دخلنا لنجد تلك المرأة العجوز بابتسامتها المشرقة وهي تضع آخر لمسة على الطاولة الصغيرة، ولم يكن سوى قدر الحساء جلسنا أمامها بهدوء
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
♡يتبع♡
أنت تقرأ
على أنغام القيثارة
Romantikاحلام دافئة في ليال باردة اردت الهدوء ولم يكتب لي، فلحقته زاحفة فهل سيكتب لي رغما عن عناد الحياة . . . . . . . . قصة اكتبها بقلمي وتروح بلسان برسيس داهيلا https://www.instagram.com/mindyowbusiness_?igsh=Nms5dTF5b2x6ODIx فولو للقمر التي رسمت صورة الغ...