01

422 76 83
                                    

♕♡♕♡♕♡♕♡♕♡

•~آسفة على

الاخطاء الإملائية

*لطفاً تعليقاتكم بين الاجزاء
لارى اذا نال تعبي اعجابكم*

إقرأو ما كتب أسفل الفصل رجائي لكم

كلمة:3735♧
____________________________

كانت الأمواج تتلاطم على الصخور في تلك الساعة المتأخرة من الليل، بينما كان الهواء البارد يلتف حول جسدها. يعبث بشعرها الأسود الطويل الذي يتناثر حول وجهها كخيوط داكنة. كانت جالسة على الحافة، بالقرب من الشاطئ، تحدق في الظلام الذي ابتلع الأفق، وتحاول أن تجد فيه شيئًا يمكنها التمسك به. في تلك اللحظات الباردة، كاَّن البحر يهمس إليها، يحمل معها كل الأسرار التي كانت تدور في ذهنها.

كان الخريف قد نزل بأناقته الصامتة، ممسكًا في طياته بكل ما هو خامد وهادئ. السماء فوقها كانت مظلمة، ممتلئة بالغيوم الكثيفة التي لا تُظهر سوى بضع نجوم ضئيلة تختفي سريعًا خلف سحبها الثقيلة. كانت تشعر وكأن الليل نفسه يراقبها، يحمل معها أوجاعها الصغيرة، وأحلامها التائهة.

في كل مرة كان يتساقط المطر، كان صوت قطراته على الماء يزيد من هدوء العالم حولها، كأنما الطبيعة كلها قد انصتت لحديثها الداخلي. كانت تحب الأجواء الباردة. كانت تحب الأمطار. تحب كيف تنساب تحت الثقل البارد وتغمر قلبها بشيء من الراحة المجهولة، كما لو أن المطر يروي عطش روحها التي بدأت في التلاشي من فرط الصمت.

كانت تعرف أن البحر لا يقدم إجابات، لكنه كان المكان الوحيد الذي تشعر فيه بالحرية. تأخذ نفسًا عميقًا، وتغلق عينيها للحظة، بينما يغمرها الهدوء الذي يحيط بكل شيء. أمواج البحر البعيدة كأنها تهمس لها: "كل شيء سيصبح أفضل". لكن هل حقًا سيكون؟ كانت تعلم أن الشتاء لا يقدم وعدًا، لكنه يعيد تشكيل العالم في صورة أخرى. عالم أكثر هدوءًا، أكثر صدقًا، حيث كل شيء يمكن أن يُغسل بالمطر.

أعادت النظر إلى البحر، بينما كانت قطرات المطر تتناثر على وجهها، فتشعر بلسعتها الخفيفة التي تمنحها نوعًا من اليقظة. لا شيء سيتغير اليوم، ولا حتى غدًا. لكن هذا كان هو جمال اللحظة؛ أن تجد السلام في أعماق الظلام، وتقبل الفوضى التي تأتي مع الشتاء. في تلك اللحظة، كانت تتنفس ببطء، كما لو أنها تبتلع الليل نفسه.

.

يتسائلون عن سبب حبنا للمطر مع انه بارد ومليئ بالامراض؟

«إنه دافئ لأمثالي ... الوحيدون في هذه
الحياة، تتساقط هذه القطرات لتخبرنا أننا لسنا لحالنا نعم فهناك من يحبنا بمكان بعيد أو قريب لا أحد يدري ... تتساقط لكي تزيل الهموم والسموم من قلوبنا لتطمأننا لتهدأنا لتقول لنا لا بأس سيكون غداً أجمل بكثير ... قطراته تزورنا كل عام لتتفقد أحوالنا، هو من يسمعنا، يصغي لبكائنا، وقطراته تمسح دموعنا، هو من يفهمنا»

الجانب الاخر من الحياة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن