{ كل الحب لمن لازال وفيا للرواية 🖤 لا تنسوا ال vote من فضلكم }
**********
كانت الساعة تشير الى الخامسة و النصف صباحا، عدلت فيليز تنورتها للمرة العاشرة هذا الصباح ، او بالأحرى في الثلاثين دقيقة هذه التي مكثت تنتظر فيها أن يسمح لها بالدخول ، بينما كانت دقات قلبها المتسارعة رعبا تسمع من على بعد ستة أمتار تحت الماء. لقد شعرت بركبتيها ترتجفان و بالدم يحف في عروقها رويدا رويدا طوال هذه المدة، بينما كان شحوب بشرتها قد استفحل حتى غدت شفافة تُظهر كل ما تحتها من عروق و اوعية دموية . لقد كان هذا حالها منذ أن تم استدعاؤها من طرف السيد انزو في اولى ساعات صباح هذا اليوم، و هي لم تستيقظ بعد حتى. ارتدت ملابسها بسرعة كبيرة و يداها المرتجفتان تسقطان كل ما تلمسانه، ثم مكثت عند باب مكتبه تنتظر اذنه لها بالدخول، و هو ماحدث في هذه اللحظة، عندما سمعت صوت قفل الباب يفتح اوتوماتيكيا ، كإشارة لها بالدخول.
اقتربت من الباب و قد تلت كل الصلوات التي تعرفها و أخرى من تأليفها ... و بالطاقة المتبقية التي وَلّدَها الخوف عندما سمعت صوت قفل الباب يفتح، قامت بطرق الباب طرقتين خفيفتين لا تكادان تسمعان ، لكن أذنا انزو مرهفتي السمع قامت بالتقاطهما، فأتي صوته هادئا، باردا و أجشا من الداخل : "أدخل" .دخلت فيليز و عيناها مثبتتان على الارض، تجر قدميها جرا، بينما تربع انزو فوق عرشه و ملامحه باردة لا حياة فيها. نظر اليها من اخمص قدميها حتى أعلى رأسها، مرورا بجسدها الجميل و ملامحها البريئة التي تشرف على البكاء، كل هذا لم يشفع لها أمام انزو :
-"ارفعي رأسك" تكلم بنفس النبرة المخيفة في حين نفذت فيليز أمره بعد تردد ، ليكمل هو مجددا: " أنت تعلمين لماذا استدعيتك إلى هنا، صحيح ؟"
تأكدت فيليز من الافكار و الفرضيات التي كانت تراودها هذا الصباح عندما كانت تنتظر أمام الباب، لذلك آثرت الصدق على الكذب، رغم أن الاعتراف بالخطأ هو بمثابة انتحار ، لكنه يضل أحسن من الانكار الذي يعتبر بمثابة امساك السلاح و مهاجمة سيدها، الأمر الذي سيتسبب في فنائها لا محالة . اذ أن الصدق على الأقل سيمنحها فرص نجاة أعلى، حتى و ان كانت شبه معدومة
-"ن.. نعم سيدي" قالت بنبرة حاولت جعلها ثابتة قدر استطاعتها لكنها فشلت في ذلك فخرجت الحروف متقطعة و مرتجفة
همهم انزو برضى "جيد. ... جيد" ثم استطرد مجددا " و انت تعلمين عقوبة فعلك، أليس كذلك؟"
-"نعم.. نعم سيدي"
-"و ماهي؟"
-"النفي"
-"خطأ" أتى رد انزو سريعا ، ليكمل بعد ذلك بلحظات و هو يرى ملامح فيليز تمتقع رعباً اكثر فأكثر "النفي هو عقوبة من يتحدث في أمور العائلة من الخدم، و هو مافعلته مساء أمس مع فالنتينا.. و لكن ما أدرانا أنك لم تفصحي لها عن اسرار أخطر، أو تتآمري معها ضدنا؟"
-"سيدي .. أرجوك" تمتمت فيليز بفزع و قد بدأت دموعها تنهمر دون ادراك منها، هي لا تريد أن تفكر أبدا في عقوبة الاتهامات التي ذكرها سيدها للتو، و لا أن تتخيلها حتى
-"هذا ليس جوابا !" نهرها انزو بحدة فانهمرت دموعها اكثر ، بصمت هذه المرة ، يسمع فقط صوت شهقاتها. كانت تحاول الرد لكن الكلمات كانت تتوقف في حلقها غير قادرة على الخروج، فتعود الى الداخل متحسرة.
نظر اليها انزو ببرود لكن نظراته كشفت عن مسحة طفيفة من الاشمئزاز
-"إن كنت لا تستطعين تحمل التبعات، فلا تتجرئي على الأفعال مرة اخرى"
حركت فيليز رأسها نافية بشكل هستيري "أبدا، لن أفعل ذلك أبدا مرة اخرى سيدي، فقط سامحني هذه المرة و لن أعيدها أبدا"
اومئ انزو مفكرا قبل ان ينطق مجددا "ستفعلينها"
نظرت اليه فيليز باستعجاب من بين دموعها ، هل طلب منها بتكرار الخطأ مرة أخرى أم أنها فقدت حاسة السمع من فرط الخوف ؟ استمر هو بتأن : "أريدك أن تضلي قريبة من فالنتينا قدر الإمكان ، و أن تلازميها مثل ظلها.. سيكون لدي علم بكل خطواتها و تحركاتها، و بكل مايحدث لها في حياتها ، دقيقة بدقيقة، ثانية بثانية.."
لم تتردد فيليز في قبول عرضه و الإيماء إيجابا، و لو أن الحسرة بدت واضحة في نبرة صوتها : "سأفعل كل ما تأمر به يا سيدي"
التفت انزو بلا اهتمام إلى الجانب الآخر ، و اشار لها بحركة لا مبالية من يده ان تنصرف.. و ذلك مافعلته بسرعة و هي تجفف دموعها و تجر قدميها المرتجفتين جرا و قد تخولت مشيتها الرشيقة اللطيفة إلى أخرى غريبة و معوجة بفعل ذلك.
أنت تقرأ
Heirs Of The Northern Winds
Acción-"كما يمكنك أن ترى نحن الأشخاص السيئون هنا ، و نحن لا نخطط لتغيير هذه الحقيقة في أي وقت قريب" تنقلب حياة فالنتينا رومانو رأسا على عقب عندما تجد نفسها مجبرة على ترك حياتها في روما و الانتقال رفقة اهلها دون اي انذار مسبق الى برلين , اين توجد عائلة وال...