2 سرها لم يعد سرًا

13 2 10
                                    

صباح اليوم التالي انطلقت للمدرسة بسعادة  و كعادتي أذهب للصف قبل الجميع أجلس وحيدة أحدق في السقف دون التفكير المرهق يظنني البعض  أتأمل أو شيء من هذا القبيل ..لكن بالواقع  لا أفعل شيئا سوى التحديق بالأعلى  و لا أؤمن بفكرة التأمل لا أراها سوى  عبث ..

قاطع هدوئي اليوم عناق من خلفي يشد على رقبتي بذراعين قوتين ابتسامة خرجت من فاهي شيء غريب أن يختنق المرء مبتسما أترى هي رغبتي بمغادرة هذا العالم أم أنها سعادتي لرؤية الشخص الذي خنقني الوحيد الذي يبحث ويسأل عني دائما ؟

" سارة " قلت بمجرد أن أفلتتني هذه سارة احدى  صديقاتي الوحيدات حسنا من أصل اثنين

" تبدين سعيدة اليوم " قالت سارة تبتسم لي كانت صديقتي هذه  ملاكمة لكنها لم تكن عنيفة قط أفرغت غضبها على منافسيها فقط كانت ستفوز في البطولة الوطنية هذا العام لولا إصابة قدمها الأيمن الذي ترتكز عليه ..

" لما تعتقدين ذلك ؟" قلتها بعدم اكتراث و دون روح دعابة لأنني كنت خالية منها تماما بالواقع

"ترتدين الحجاب الأزرق حين تكونين سعيدة فقط " 
ابتسمت سارة تلمس شعرها القصير تداعبه الذي كان يصل لمنتصف رقبتها ومقصوصا من الأطراف
يناسب بنيتها القوية تماما فتاة مرحة لا تبكي أبدا تهتم بمن يعنونها، أغبطها في كثير من الأحيان  لمقدرتها على الابتسام براحة ..

كانت محقة غالبا لا أرتدي سوى لونان الزهري الباهت أو الخوخي اللذان تحبهما أمي أما أنا فلا أدرك ما أحب حقا لا تسألوني رجاءً!

"شيء ما.."  كنت على وشك إخبارها رغم كوني كتومة، عادة كنت سأخبرها 'لاشيء مطلقا فقط أردت إرتداءه '
لكن لا أدري لما أردت مشاركتها مايسعدني حقًا لولا أن قاطعتنا هيام فتاة صفنا الأنيقة ذاتها التى أتتني قبل أربع سنوات و تبسمت في وجهي قائلة" أختي..  ستكونين أختي منذ اليوم" فكرت أنذاك هل هي مجنونة؟  لأكتشف أنها أجمل فتاة في صفنا أمها روسية الأصل تملك هيام  شعرًا أصهبا كوالدتها و عيونا عربية عسلية، بشرة صافية لا تشوبها شائبة و ملامح طفولية  هندام مرتب و رائحة لطيفة تنبع من كريم الجسم الذي تضعه.. لقد استفدت منها بالواقع لم تتوقف المضايقات تماما لكنها قلّت بشكل كبير لم يعودوا يلقبونني بفتاة البطاطا المهروسة و لا المتهيأة المجنونة مجرد يوم بحياتي لا تهتموا..

"صباح الخير خولة،  سارة"  بصوت عذب تكلمت هيام إنها حقا تستحق لقبها الملاك الهجين..

"هل هناك كارثة ما ستحل؟"  قالت تضع يدها على شفافها الزهرية التى تشبه أشجار الكرز بلونها في فصل الربيع ، حدقت بها سارة ترفع حاجبها مستفسرة عن ما تتحدث فأردفت الأخرى تشرح

"نادرًا ما تغير خولة حجابها"  قالت تعبر عيناها عن فزعها كما لو أن كارثة ستحل رؤوسنا إن غيرت لون حجابي، فتحت سارة فاهها للتحدث لكني ألقيت عليها نظرة حادة فأخرست فاهها لا زلت لا أثق بهذه الفتاة لما تقربت مني فجأة ماذا تريد؟  سارة تحدثها على مواقع التواصل التى لا أملك معظمها حتى أنني لا أملك حساب هيام أو أحد من الصف على انستغرام الذي استخدمه أحيانا.. لا أحبذ التواصل مع البشر أيا كانت الطريقة

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 6 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أسرى نفوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن