« حسب أساطير الفايكيِنغ القُدماء فإن الآلهة الأُنثى فالكيِري ستقوم بنفسِها بحماية المحاربين الذيِن أفنوا عُمرهم في أرض المعارك ، و توجهُ سهامهَا نحو اجساد الآخرِين ».
- الثالث و العشرين من فبراير لعام ٢٠١٣ / صباحا.
كوب قهوة سوداء يمسح على قلبي ليكون هذا النعيم بالنسبة لشخص عادي مثلي في منتصف عشريناته التي يقضيها بين اروقة الحرم بكل بجاحة و لهفة الشباب الغامر التي تجتاحني منذ تخرجي من الثانوية.
العالم بالنسبة لمن مثلي في العمر عالما واسعا جدا لا يستطيع احتمال التباطئ او ضيقة الافق ٫ لا بل العصافير تغرد من فوق الاسلاك في طرقات كل صبحية كي أقبل جبين والدتي الحنون فاسرع الى محطة الحافلات و استقل مركبتي الخاصة الى مكانِي الجديد لبدء مرحلة جديدة و حتمية من حياتي الا و هي الجامعة!
هنا حيث تحقق الاماني و تلتقي الاقدار في نظري حيث اطأ بباطن قدمي المكان فيقشعر كياني للاصوات المختلفة و يرتفع الادرينالين بنشوة خلال عروقي فيبزغ احدها و الذي يكون ظاهرا في حالات وهجي الا و هو يقبع اعلى جبهتي شمالا.
فحتى إحساس توقف عجلات الحافلة عند المسقط يجعل نبضي يتفاقم.فالج متفائلا بعد توديع السائق الطيب راميا إليه كل تمنيات الخير و المحبة ككل صباح افعل فواثق اني سالاقيه في طريق عودتي مساءا.
لم ااخذ خطواتي الأولى بعد الا و اشعر بأذرع دافئة و رائحة مألوفة تخترق حواسي الدقيقة لاقابلها بكل رحبة ٫ فاتعرف على المدعو ' سكايلر' و الذي يعتبر اعز الاقربين لي من الرفقة يلقي علي دعاباته ككل مرة كي يفتح باب نقاش لا نهائي و عفوي ابادله اياه. في الجانب الآخر لمحت ثالث رفيق لمجموعتنا الثلاثية مجعد الخصلات و التي اعتبرتها مميزة له في كل مرة اراه فيها لكن اليوم لاحظت الإختلاف.
كان ' ماثيو ' على غير العادة يبدو عليه الإحباط و سواد بسيط احتل اسفل جفونه الرقيقة مع إبتسامة شاحبة اظهرها لنا يبادلنا اطراف الحديث المعتاد لكن بعد تبادل بصري خفيف بيني و بين سكايلر عرفنا تولد خطب ما يمس بدائرتنا و يلحق القلق برفيقنا.
YOU ARE READING
شـاهِــد
Romance- دِائما ما نسمع عن قصص معاناة المنتحرين ٫ لكن ماذا عن الضحايا الذين تم تركهم بعد رحيلهم؟