طريقي إلى المنزل يمر من خلالك...

وانشوت

يجلس الشاب الثلاثيني ذو الشعر الغرابي والعيون الذائرية السوداء والشفاه الرفيعة اللطيفة بقامته الطويلة المفتولة ، بجانب ابنه الصغير ، شارد الذهن يسند رأسه للخلف على ضهر الاريكة , يدلك صدغيه بين الحين والاخر يشعر بالاختناق، حتى اخرجة من شروده يد صغيره التي تنقره

" ابي ~"

نادى والده بعبوس ، يحبطه منظر والده هذا، لقد اصبح روتينا بالنسبة له و هذا اصبح يتعبه.
يتعبه رؤيته بهذا الشكل لقد اصبح كل شيء كئيب ومزعج، اشتاق إلى والده المرح الذي كان يضحك ويلعب ويتنزه رفقته، اشتاق لحنانه ، هو بالتأكيد لا يعنفه او اي شيء من هذا القبيل لأنه يحبه ويفعل كل شيء من اجل راحته، لاكن اصبح اهماله منذ فترة واضحا وهذا جعل صغيره يحزن.

" ابي ~هل تسمعني ؟"

عاد يناديه بعد ان قوبل بالصمت، انتبه له جونغكوك هذه المرة ومد يده يقبض على كف صغيره يقبلها بلطف بينما يبتسم بتعب وحزن.

" نعم حبيبي اسمعك.."

" ابي اريد بابا جيمين~"

تمتم بصوت خافت وشفتيه ترتجف بينما دموعه على وشك السقوط.
استدار جونغكوك مقابل له بينما يقطب حاجبيه مد ذراعيه يسحب ابنه يضعه في حضنه يضمه ويمسح على رأسه، ثم ابعده قليلا ينظر لوجهه.

" صغيري لما تتصرف هكذا و كأنك لم تره دهرا ؟؟ كنت عنده قبل امس "

اخفض هيوني رأسه بينما انزلقت دموعه على خديه الوردية اللطيفة، يحاول جاهدا ابتلاع غصته والسيطرة على رجفة شفتيه.

" يا إلاهي لما تبكي هكذا ؟"

تسائل جونغكوك بخوف وبؤبؤ عينيه يتنقل على وجه صغيره ويهتز بتوتر، هل ابنه اصبح لا يطيق البقاء معه؟ ما الشيء الاسوء القادم، أولا خسر حبيبه ويبدو ان التالي سيكون ابنه الشيء الوحيد الذي يبقيه متماسكا.
رفع الصغير رأسه ينضر لوالده بعيون زجاجية بينما يعض على شفته السفلية، تقدم يعانق جونغكوك بإحكام يخفي رأسه بإنحناءات عنقه بينما يتمتم بإختناق

" انا احبك ابي حبيبي لا بأس إن لم تكن موافقا سأنتظر حتى يوم الجمعة "

تنهد جونغكوك بعمق ثم اغلق عينيه بقوة يحاول السيطرة على نفسه، بادل ابنه العناق بينما يربت على ضهره يحاول الاسترخاء وبث الراحة في صدر صغيره الحزين.
لا يريد ان يراه ابنه بهذه الحالة، ابعد هيون عنه بهدوء بينما يبتسم مسح دموع ابنه بإبهامه، وقبل كلتا عينيه ثم جبينه.

" لا بأس يا عزيزي ان كنت تريد رؤيته لن امنعك يمكنك الذهاب له متى اردت حسنا ؟"