في زمن ليس ببعيد كثيرا ولا بقريب اكثر......!
حقا هل تصدقون ذلك ؟ لست انا من اتكلم حاليا و لا اعلم في اي زمن تقرأون فكيف لي ان اعرف في زمن تعيشون ..
كنا نعيش حياة بسيطة فلا مشاكل نعيشها ولا اشخاص تغتابنا ولا آلام تجعلنا نإن ألما ولا نهتم بمزن او حرارة لم يكن يهمني شيئ الا يوم الإثنين كان ذلك اليوم مميزا جدا بالنسبة لي اذ كان هذا اليوم اليوم الوحيد و الأوحد الذي يسمح لنا فيه ان نخرج و نرى العالم الخارجي و نتسوق و نبيع و نشتري و نأكل و نفعل ما نريد كان يوم الإثنين يسمى بيوم النسوة لا يسمح للرجال بالخروج فيه لقد كان يومنا لقد كان يوم حريتنا لقد كان اليوم الوحيد الذي نستطيع فيه الابتعاد عن الظلام الذي كنا نعيش به ..
كان كان ذلك اليوم الوحيد فقط الى ان بقية أيام الأسبوع لا نستطيع الخروج بها الا لضرورة و ان خرجنا في الايام العادية فوجب علينا ان نتخفى من الوحوش التي كانت بالخارج بحيث لا يمكنهم رؤيتنا حتى ..كنت أحسدهم لماذا لما لديهم ستة ايام و لدينا يوم واحد لما هم اكثر قدر من الحرية منا ؟ فما الفرق بيننا حقا كنت احسدهم و تمنيت ان اكون رجلا ..كانوا في بلدتنا نسوة عاملات في مصانع و منظفات بيوت و خبازات و بناءات لم يكن هناك فرق في العمل بين رجال و نساء اذ ما كان يمتهنه الرجل قد تجد امرأة تجاريه في عمله الى ان ذلك كان ظالما اذ تتاح فرصة واحدة فقط للبيع للنسوة بينما للرجال ستة فرص و لهذا كانت النسوة تبذل جهدا لتبدو اكثر تميزا و استحقاقا من الذكور في يومها الوحيد فزبائن كانوا يفضلون النسوة على من يسمون انفسهم الجنس المختار ..
كما قلت سابقا كنت فتاة مدللة لا تريد منها عائلتها الى الخروج بيوم لإثنين للمرح و التسوق و فقط .. لم يعجبني ذلك كنت اود المشاركة في البيع و شراء و ابراز نفسي فأنا اجيد التطريز و الرسم و الرقص و الغناء و العزف و الحساب و اجيد التحدث بأكثر من لغة و ان كنت تتساؤلون كيف ذلك ؟ كيف تجيدين كل ذلك لماذا تتفاخرين حقا اجدت ذلك لأنه لم يكن لدي حقا ما استغل به فراغي كنت فتاة مدللة كنت اميرة يتوجب عليها تعلم كل شيئ و الابتعاد عن العاب الذكور و تعلم عادات الأسر النبيلة كنت فتاة و كانت كل ما تفعله الفتاة في عصرنا ان تكون فتاة فتاة فقط الا من تمردت !
كنت فتاة واحدة فقط تعيش مع احدى عشر أخا كنت ذات السادسة عشر سنة وقت الزواج وقت بناء اسرة جديدة و انجاب فتيات يعيشون ما كنت اعيشه
كان الخاطبين يأتون كل يوم الى بيتي و في كل يوم اتسبب في عذر ما لأتمرد و اشعر بذاك الشعور انا اسيطر على حياتي الى ان ذلك لم يدم طويلا فإن لم اخرج و ارى وجوههم كان بالإمكان ان اتزوج بالغصب فقررت الخروج في هذه المرة..
اوري اوري ...! ايمكنك الخروج الآن هل اكملت تجهيزاتك ؟ هكذا نادتني امي ..
كنت انا متجهزة و كاملة التجهز اطوي يدي و رأسي مرفوع باتجاه الباب كانت الخادمة قد ربطت شعري الاسود الطويل بشريط حريري ابيض بلون الفستان و زينت وجهي الطفولي ببعض مستحقات تجميل عصرنا الا انها لم تكثر لأن بشرتي حساسة و بامكان ذلك ان يفسدها .. واصلت امي مناداتي و لم ارد الاجابة فجاء خادم ابي و طرق الباب طرقا خفيفا فلم يكن بوسعي الا الوقوف ووجهي الذي كان مرفوعا سابقا قد اسند الى الأرض و انا امسك بكلتا يداي ماذا ان جاء ابي كيف ستكون عقوبتي اليوم الا ان الخادم طلب مني الخروج بتروي فخرجت خوفا من ابي ....
YOU ARE READING
احببتك مرتين
Historical Fictionهل لك ان تعد لثلاثة ........ لماذا لم تبدأ بالعد ؟ هل اكتفيت مني .. ابدأ الحساب .. لماذا انت صامت .. رجاءا تحدث