Ch. 1 🌱

17 5 0
                                    

إنجلترا الشمالية كانت اراضيها خِصبة ، بساتينُها واسِعة و قمحها مِثلَ الذهب .

القُرى صغيرة و تدُب فيها الحياة ، الأطفال يركُضون في الارجاء و الأسواق تكتظ بالناس الأصوات تتعالى في كل ركن هناك .

رُغم الثروات التي يتنعم بِها أهل إنجلترا إلا أن السلام لم يكن يوماً خياراً لهم ، كانت بِلادهم في حروبٍ متتالية ، لم يكد الناس يشعرون ببعض من الهدوء حتى تندلع حربٌ أخرى ، الكثيرُ من الرجال يفقدون حياتهم سُديً في النِزالات و الحروب المُفاجئة، بينما النساء و الأطفال يُباعون مقابل سعرٍ بخسٍ في أسواق العبيد .

لم يكن هُناك سبب سوي جشع الملك كانوت الاول و خلافِه الدائِم مع ملك الدنمارك سوين الذي هو و لسخرية قدرهم كان والده ، قواتُهم كانت دائماً ما تعود منتصرة ،  يجلبون شتى الغنائم معهم .

و الغنيمة الأكثر مبيعاً و اشتهاراً لم تكن سِوي العبيد .

في وسط السوق الكبير و الصيحات الخَشِنة كان هناك عِشرينُ رجل و امرأة يقفون بتنظيم ، الاغلال تُزين اعناقِهُم و ايديهم  على شكلٍ سواء .

كانوا من مُختلف الأعمار و الأجناس وُضع لكل منهم سِعره بالفعل بينما ينتظرون ان يتم بيعهم ، انتصف اليوم و الشمس كانت قوية ترمي بأشعتها فوق رؤوسهم .

ملابسهم الخفيفه و المُهترئه تُصدر حفيف مع النسيم  ، وجوههم متكدرة و الإهانة تُغلف بعضهم و البعض الاخر فقدَ بريق الحياة فيه .

بطلنا كان يقف بينهم الخوف يدُب بداخله لا يعلم ما ينتظره و لا يفهم معظم ما يُقال حوله ، رُغم تحدثه الانجليزيه بإتقان ، إلا أن اللغة المُتحدثة حولِه كانت غريبة و خَشِنة .

لم يُلقي احدٌ عليه نظرة واحدة ، حتى عندما تم بيع ثلاثةٍ مِن رِفاقه  .

" ابتسم و للعنة ! " الرجل المسؤول عنهم صرخ فجأة بوجهه يكاد يلكمه لولا تدخل صديقه  "ماذا تفعل ! انت لا تريد أن تفسد البضاعة قبل بيعها صحيح ؟ " الرجل الاخر اردف بصوت مبحوح يدفع صديقه قليلاً ثم التفت يتفحص وجه الاسمر بعناية قبل أن يبصق على الأرضية بجانبه تماماً .

" كان يجب أن اعلم انه لن يتم شِراء امثالك ! " انجليزيته كانت سَلِسة و وقع كلماته على الاسمر كان قوي  ، ما الذي سيحدث ان لم يتم شراءه ؟ هل سيتم قتله ؟ التخلص منه فوراً ام سيخدم لديهم مدى الحياة !

" اهلاً سيدي كيف يمكنني خِدمتك ؟ " ذات الرجل ذو الصوت المبحوح تقدم فوراً عندما رأي سيد قصير هزيل البنية بشعر اشقر يتفقد الرجال خصيصاً بعيون ثاقبة .

" اريد فتىً يافعاً ذا بنية قوية . " تلي مطلبه بإختصار و الرجل ضحك بلطف مصطنع يقوده نحو إحدى الفتيان بجانب الاسمر ، لم يتأخر الرجل في تفحص الفتى و حتي رفع ملابسه لمُعاينة جسده .

A lone lotus / KJIحيث تعيش القصص. اكتشف الآن