إنها ليست البداية

130 16 3
                                    

ليلة حالكة الظلام لا يضيها سوى ضوء القمر
تجرى بكل طاقتها....وصلت إلى منطقة مهجورة دون أن تعلم هى فقط أرادت الهرب فبعد ما حدث لن تبقى لثانية أخرى في ذالك المنزل.....واصلت الركض وقد انقطعت أنفاسها

وقفت تستريح قليلاً وبدأت باسترجاع أنفاسها
كان الجو قارس البرودة في هذه المنطقة وهى حتى لا ترتدى شيئا مناسباً لهذا الجو....كل ما ترتديه هو قطعة من القماش بالكاد تدفىٔها في هذا الجو.

حضنت نفسها في محاولة منها للحصول على بعض الدفء ونظرت إلى المكان الذي هى فيه لتلاحظ أنها في منطقة مهجورة لا يوجد أحد فيها.

للحظة أصابها شعور مزعج بالخوف فحتى هى هربت من منزلها دون أن ترتدى حذائها وقدميها مجروحتان وهى عاجزة تماما عن تذكر الطريق الذي أتت منه....يبدوا أنها وقعت في مشكلة أكبر من التي هربت منها.

" يا الهى لم يكن عليا الابتعاد إلى هذه الدرجة.... والآن كيف ساخرج من هنا وهذه المنطقة المهجورة تشبه المتاهه.... سحقاً لها والداي كل هذا بسببهما....كيف أرادوا أن يزوجونى من ذلك العجوز الخرف... أنا مازلت في الخامسة عشر من عمرى "

تذمرت من حالتها وما تمر به فلربما هذا ينسيها خوفها....شعورها بالغضب الآن من والديها افضل من شعورها بالخوف.... لذا فإن الكلام مع نفسها بمثابة تشجيع لها وحاجز يمنعها من الخوف.

"حتى أننى هربت من دون أن ارتدى حذاءى ولا يوجد مكان أذهب إليه .... وأنا الآن تائهة في منطقة مهجورة ولا اعرف ما الذى سيحدث لى ......"

صمتت عندما فزعت بسماع صوت صراخ ولكن الذي افزعها أكثر أن هذا الصوت يشبه صوت والدها.....لتجد نفسها لاارديا بدأت بالركض مجددا إلى أبعد نقطة ممكنة وهى تتسأل كيف تمكن من الوصول إليها في هذه المنطقة المهجورة.

وصلت إلى أحد الأزقة المظلمة وبدأت بالمشي فيه رغم خوفها من الظلام ....وما شجعها واقتراب صوت والدها....اختفت بين الظلام وبدأت بكتم أنفاسها عندما لاحظت ظل والدها يقترب .

نظر والدها إلى الزقاق لثوان قد أحست فيها بأن روحها أوشكت على مغادرة جسدها ولكن لحسن حظها غادر والدها المكان ومعه مجموعة من الرجال....تنفست براحة بعد مغادرته وبدأت في التعمق في ذالك الزقاق.

" عليا أن أخرج من هنا في أقرب وقت قبل أن يجدنى والدى"

عادت تتكلم مع نفسها لتشجع نفسها على الاستمرار في ذالك الظلام ولكن كلما تعمقت أكثر اكتشفت وجود بصيص من الضوء في آخر الزقاق.

تبعت ذالك الضوء حتى خرجت إلى مكان آخر تماما عن المنطقة التي كانت فيها هذه المنطقة كانت مختلفة كان هناك مستودع صغير وحولها الأشجار والظلام يسود المكان ويبدوا أن هذه المنطقة أكثر خطورة من التى خرجت منها منذ قليل.

لفت انتباها شاحنة ضخمة موجودة وحولها اربع رجال مفتولى العضلات يرتدون جميعهم ملابس سوداء كما لو أنه زى موحد لعصابة ما
لاحظت أيضا وجود وشم مشترك على أيديهم.

خرج رجل خامس من المستودع ثم دخل مرة ولكن هذه المرة تبعه رجلان....مرت عدة دقائق قبل أن يخرجوا مجددا وكل منهم يحمل فتاة..
وضعوا الفتيات في الشاحنة وبدت كعملية اختطاف وهذا ما أكد لها أنهم من إحدى العصابات.

عندها لاحت في ذهنها فكرة مجنونة...عرفت أنه من المستحيل أن تهرب من والدها وأنه سيجدها عاجلاً أم آجلاً....لذا كان أمامها خياران أما أن تختبىء حتى يغادر هؤلاء الرجال ويجدها والدها ويجبرها على الزواج من ذلك العجوز الخرف أو يمكنها أن تخرج لهؤلاء الرجال حتى يخطفوها وبذلك من المستحيل أن يجدها والدها وستتعامل لاحقاً مع أمر هؤلاء الرجال....المهم الآن أنهم سيحمونها من والدها .

حسنا لم يبدوا الأمر وكأنها تضع خيارات لنفسها فلقد اختارت خيارها مسبقاً وبالتأكيد لن تتزوج من ذلك العجوز الخرف.

قامت باصدار صوت مرتفع حتى لفتت انتباه الرجال إليها وصرخت بأعلى صوتها من دون ذرة خوف

"هييييي أنتم ماذا تفعلون بالفتيات ؟"

وبهذا قامت باغبى شيء قد يفعله انسان... بدل أن تختبىء منهم وتشعر بالخوف....قامت بجعلهم يخطفونها

.................

إليكم الآن البطلة المخالفة للمنطق... هذه البطلة حرفياً ستريكم العجب وسترى بطل الرواية العجاب.... هذه البطلة أقل ما يقال عنها جنون..... ومتأكدة أنها ستكون بطلتكم المفضلة فلن تتوقعوا تصرفاتها.... وإن أعجبتكم القصة حتى الآن أتمنى أن تستمتعوا بالباقي

صغيرتى المختطفة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن