البداية التعيسة

86 12 5
                                    

كل إنسان يستيقظ بشكل مختلف ولسبب مختلف منهم من يستيقظ للذهاب إلى عمله وآخرون من أجل مدرستهم والمحظوظون هم من يمكنهم الاستيقاظ في أى وقت.

يستيقظ بعض منهم على أشعة الشمس وهى تدغدغ وجهوههم...وبعضهم الآخر على صوت المنبه المزعج إذا غرقوا في النوم...ومحظوظون منهم من يستيقظون على قبلات وأصوات أمهاتهم الحنونة أو أحباىٔهم
أما أنا فاستيقظ كل صباح على صوت تلك المرأة المزعجة التي من المفترض أن تكون امى.

" استيقظى أيتها اللعينة...استيقظى...وتعالى لتعدى الفطور...ليس لدى النهار بطوله"

سمعت صوت والدتها تصرخ فيها بغلظة ولم يسلم الباب من ضربها...... أمسكت أذنها بوهن وصرخت كى تسمعها.

" حسنا....حسنا توقفى أنا قادمة...قادمة"

سمعت صوت كعبها العالى وهو يبتعد عن الغرفة.... وأخيرا الهدوء الجميل....استقامت بجذعها تنظر إلى الغرفة بهدوء...لتلاحظ الساعة
ثم تقفز فزعاً عندما أدركت أنه تبقى نصف ساعة على موعد مدرستها....ومازال عليها ارتداء ملابسها واعداد الفطور لوالديها واللحاق بالحافلة.

" يا الهى ستفوتنى الحافلة مجدداً...وسأتاخر
ويعاقبنى الأستاذ...ووالدى العزيز لن يقلنى إلى المدرسة إن تأخرت.... سحقاً لهذه الحياة اللعينة "

أسرعت بالدخول إلى الحمام وارتدت ملابسها المدرسية بسرعة نظرت إلى نفسها في المرآة لترى أن كانت بحاجة إلى تصفيف شعرها ولكنه ما زال أملس جميل لذا تركته منسدلا ارتدت تنورتها التي تصل إلى بعد الركبة بقليل.

اختتمت  حلتها بارتداء ساعتها.... أخذت حقيبتها قبل أن تنزل متجهة نحو المطبخ ليقابلها والدها الذي يجلس على الطاولة بينما يقرأ الجريدة.

" ماذا كنتى تفعلين كل هذا الوقت أيتها اللعينة؟ ........سأتاخر بسببكى عن عملى هيا اعدى الفطور "

تلقت كلمات والدها السامة ولكن تجاهلتها وسارعت بالدخول إلى المطبخ لإعداد شيء ما بسرعة....نظرت إلى ساعتها لتلاحظ أنه لم يتبقى سوى ربع ساعة وتأتى الحافلة.

أسرعت بعملها وأخرجت بعض البيض ووضعت بعض الخبز في المحمصة....قلت البيض بسرعة وأخرجت الخبز بسرعة من المحمصة قبل أن يحترق....ذهبت إلى الثلاجة وأخرجت منها بعض عصير البرتقال ووضعتهم على الطاولة أمام والدها.

نظر والدها إلى الطعام بتجهم ويبدوا أنه لا يعجبه.

" ما هذا الذي أمامى؟... ألا تجيدين طبخ شيء غير البيض ؟"

" آسفة ولكن لم يكن لدى وقت سأتاخر عن المدرسة "

اضطرت للإعتذار لإنهاء الأمر فلا تريد افتعال شجار آخر منذ الصباح سيكلفها وقتاً وحالياً هى لا تمتلكه....من المفترض أنها مازالت فتاة في الخامسة عشر لما كل مسؤليات المنزل وأعماله عليها.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 11 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

صغيرتى المختطفة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن