واصلت المشي مع اكورا في الغابة و كلما تقدمنا ازدادت رائحة لم اشم اقذر منها في حياتي ، الا ان وصلنا الى بركة مليئة بالاعضاء البشرية و دماء يكاد لونها يكون اسودا ، لقد شعرت بصعقة تضرب كل انحاء جسدي ، ربما انا اتوهم انا خائفة .
-اكورا اريد العودة للبيت ، يمكنك ان ترافقيني طيلة حياتي لا مشكلة ، لنعد .
-لا تخافي ، هنا يصنع الماء الذي كنت تشربينه طيلة حياتك .
-هل فقدت عقلك ؟
-لا ، ساشرح لك ، عندما تدفنون الجثث ياتي جني الجحيم وياخذ منها الاعضاء و الدم الى هنا ، ليستخرج منه ملك ميرون الماء ينقل الى البحار و المحيطات .
-لقد سمعت اسمي .
-اكورا من الذي يتكلم .
ككل مرت انحنت اكورا دون ان تجيبني .
-سيدي ميرون اتمنى انك بخير و مياهنا لازالت كما كانت .
-لا تقلقي ، الشر لازال بعيدا ولكنه سيصلنا يوما ، اعلم لما اتيتي فقد ارسل لي افيون الغراب ليخبرني ، التعويذة عندي سارسلكم الان .
لقد وجدنا نفسنا فجاة انا و اكورا دون سابق انذار ، في حديقة مليئة بالورود و الازهار كان الجو جميل و المكان ينعم بالهدوء ، لا اظن اننا في حديقة الارواح بل في الجنة ، اتجهت نحو احدى الورود واردت اقتلاعها .
صرخت اكورا
-لا تفعلي هل جننتي ؟
-لكن كان قد فات الاوان لقد اقتلعتها ، بدات الحديقة تهتز والنباتات تلتف حولنا و تخنقنا ،كنت اصرخ واصرخ .
-يا بلهاء اصمتي واسترخي .
-استرخي ؟ الا ترين اننا سنهلك ؟
-افعلي ما اقوله ولو لمرة واحدة ، لا تقلقي سننجوا .
فعلت ما قالت اكورا ، فاذا بنا نسقط في غرفة سوداء تحت الارض ، كان الظلام حالكا ، وفجات اشتعلت كل الانوار لدرجة انني لم استطع فتح اعيني جيدا ، كان هذا اخر شيء رايته قبل ان اضرب على راسي ، و افقد وعي .
استيقظت في خيمة داخل قفص ، ولم تكن معي اكورا ، حاولت الخروج ولكن القفص كان محكم الاغلاق ، كنت اضرب القفص بيدي و رجلي ، حتى سمعت صوت احدهم يقترب ، تظاهرت بانني لازلت نائمة ، وبمجرد دخولهم كانت الصدمة ، انهم اقزام طولهم بحجم يدي كان احدهم يحمل مفتاح القفص و الاخر الطعام ، فتحوه واقتربو مني ليضعوا الطعام و هنا اخرجت الذئبة التي بداخلي مشهد يجسد شجاعتي التي لاتظهر كثيرا وليتها بقية مخفية ، حاربت و قاتلت ، واي قتال قتال انتهى باعتقالي ، قامو بربطي و علقوني وسط قبيلتهم من ساقي ، لقد تبقت دقائق على اكتمال القمر ، وانا هنا و اكورا غير موجودة ، سانفجر لا حل يخطر في بالي ، ماذا انه الفرج لقد قطع الحبل فجات سقطت ارضا ، و هنا بدات المطاردة ، كنت اجري في انحاء القبيلة ادخل الخيم بحثا عن اكورا كل مكان امشي فيه كانت تشتعل فيه النيران وكل قزم يلمسني يحترق ، الا ان وصلت الى اكبر خيمة دخلت و وجدت اكورا و الدماء تسيل منها جسدها الممزق بالكامل مليئ بطعنات ، اقتربت منها قالت
-اهربي ....انت ....وريثة ال......
-اكورا لا تموتي ارجوك ، لا.
ماتت اكورا قبل ان تكمل كلامها ، اردت اخذ جثتها و لكنها اختفت فهي جنية على كل حال ، جريت باقصى سرعتي ، ابتعدت عن المكان ، لقد هربت ككل مرة افشل فيها ، توقفت امام كوخ و دخلت دون ان اهتم ما يوجد داخله فالخوف ، الحزن ، الفرح ، الامان كلها مشاعر لم تصبح موجودة بنسبة لي ، لايهمني شيء اريد ان افهم ماذا حدث؟ من قتل اكورا ؟ من اشعل النار ؟ انا من ؟ لماذا انا ؟
مرت علي ستة اشهر في ذلك الكوخ ، كنت اكل الحشرات والثعالب ، اشرب مياه الامطار ، اقضي يومي ابكي واصرخ ، فهذا اكثر ما اتقنه ، اشتقت لضوء الشمس ، اشتقت لبيتي والوجوه البائسة التي كنت اتذمر عند رايتها ، انه اكبر انتقام للحياة مني .
قررت الخروج ، لا اذكر المكان جيدا فعندما اتيت الا هنا كان المكان مظلما ، و ضوء القمر المكتمل كان الشيء الوحيد المضيء هنا ، بدات ابحث كيف اعود للبركة اين يوجد ميرون لاخبره بماحدث ، واخر كلمات اكورا ، و اريد منه ان يساعددني في العودة للبيت لقد تعبت ، خطرت في بالي فكرة لكنها غريبة قليلة ، سابحث عن الغراب فهو الذي ينقل الاخبار لميرون و الفار ..........
يتبع
أنت تقرأ
في جحيمي
Adventureرواية عن مغامراتي في حديقة مسحورة ايام لاتنتهي احاسيس غريبة خوف حزن رعب اثارة لن تجدوها ال هنا اهلا بكم في جحيمي