يلبسُ عبائته بينما قلنسوته تغطي رأسه بالكامل، هذه اصبحت عادة لديه لتفقد أحوال المملكة دون أن ينتبه أحد.
«لقد أعطيتك المال قبلًا!»، صاح الفتى بانفعال في وجه صاحب المخبز.
«لم تفعل، اساتبلى عليك مثلًا؟ قمامةٌ كأمثالك دائمًا ما يلفقون مثل هذه العبارات ليأخذوا الخبز بالمجان».
«أُقسم أني دفعت المال، أنا أرجوك سيدي لم يعد بحوزتي مالٌ آخر»، بتوسلٍ قال الصبي لكن الرجل الأكبر لم يصدقه وقد طرده بلا خبز.
«أخي»، بكى التوأمان الصغيران لرؤيةِ الدموع في وجهِ أخاهم الأكبر.
«آسف صغيراي يبدوا أننا سنقضي الليلة بلا عشاء»، اعتذر بلا حيلة بينما يراقب اخوته يبكون من الجوع!
تبًا للطبقية المجتمعية!!
«أنت، انتظر»، صاح رينو بغضبٍ شديد مناديًا الصبي الذي التفتَ للخلف بفزع.
دلف المخبز بسرعة يتبعه الصبي واخوته بلا فهم بما هو مقدمٌ عليه.
-----
دلف غرفته المشتركة مع من تسمى زوجته حاليًا، لا زال يشعر أنهُ بكابوس ويتمنى الاستيقاظ منهُ قريبًا.
لفتَ نظره ظرفٌ على جهتهِ من السرير ليذهب ناحيته بهدوء فاتحًا اياه.
«مال؟»، نبس بسخرية، هذا ما كان يخشاه، تنهد قليلًا قبل أن ينادي ايما.
«خذِ»، تحدث مناولًا اياها الظرف دون نقصان لتلك التي نظرت له بتساؤل.
«أُخمن أن والدك ارسله، هي نقود والدك لذا لن أصرف منها بنسًا واحدًا أنتِ أحقُ بها، أعلمُ تمامًا بأنني مسؤول عنك الآن وأشعر بالخجل لأن ما سأعطيكِ اياه لن يكفيك»، همس نهايةً ينزل وجهه ارضًا حين ابتسمت هي.
«اذًا سأرضى بالقليل الذي ستعطيه لي»، ردّت في المقابل تعيد الظرف الى الدرج حين نظر لها بشبح ابتسامة.
-----
«هل لي أن أعلم لم تم طردُ هذا الفتى؟!»، صرخ رينو بغضب في وجه الخباز الذي عقد حاجبيه.
«وما دخلك أنت، هذه ليست جمعيةً خيرية من يدفع يحصلُ على الخبز هكذا هو الامر».
«لكني أعطيتك المال بالفعل»، ردّ الصبيُّ مجددًا في حين اشار له رينو أن يهدأ.
«ألست خبازًا ملكيًا ووظيفتك اعطاء رغيف خبز لكل مواطن بشكلٍ مجانيّ؟»، رفع رينو احدى حاجبيه من تحت غطاء رأسه.
توتر الخباز حينها والجم لسانه لكنه حاول استجماع شجاعته مواجهًا رينو.
«ومن أنت لتحاسبني؟»، قال بكبرياء لكن لسانه قد ألجم وشحب وجهه عندما أنزل الأخر قلنسوته.
«أميرك».
«وليُ العهد رينو إيڤيريا!!».
بوب
صبي يعمل في توصيل الحليب لإعالة أشقاءه
الرابعة عشر من العمر.
YOU ARE READING
أرڤـينـيا
Fanfiction- عندما يدرك رينو ولي عهد مملكةِ أرڤينيا أن المسؤولية التي كلفته والدته الراحلة مارلين بها أثقل من ما يظن. أو عندما يدركُ القروي بيتر اسرار ماضيه التي لم يتخيل يوما حقيقتها.