01║ لم يبدأ العرض

87 6 89
                                    

إن سألني أي أحد "صحيح، لقد أشعلت النار"
الآن اسألني'اختر ماذا؟ هل ستطفئ النار أم تشعلها أكثر؟'
"لتحترق."


"مينهو، مينهو!، انظر إليّ"
بنبرة غلفها القلق تحدث تشان الذي يهز كتف المعني بحديثه يحاول جذب انتباهه الضائع.

إذ كان جالسا على أرضية الغرفة قبالة الصندوق الذي كان في يده منذ لحظات، يناظر ما حواه بأعين بدت خالية من كل شعور، كلونٍ في أشد حالاته عتمة، لا تنعكس على سطحه ذرة ضوء.

ثورةٌ من الذكريات قد أعلنت عصيانها بداخله لحظتها،
قطة في غاية الصغر تطالعه بأعين لامعة بلطف فيختارها قلبه لتبنيها.
وذاتها حينما نامت براحة في حضنه لأول مرة، تستشعر الأمان وسط دفئه.
عندما أحضر أولى رفيقاتها، وحينما أتاهم بالثالثة.

ضوضاء ذكريات أشغلت عقله عن الضوضاء الحقيقية حوله.

فقطته الأولى، طفلته الأولى،
تقبع أمامه دون جسد.

رأسٌ برتقالي ذو أنف أبيض يقبع بالصندوق أمامه، رأسٌ قد فصل عن جسده بطريقة وحشية،
لكثرة ما تصبغ فروه بقطرات قرمزية.

"هيونغ"
أذرع أحاطت سكون جسده تحتويه وسطها بقوة، تعيد لواقعه قليلا من عقله نتيجة مباغتتها المفاجئة.

"هيونغ، هيونغ، لا بأس"
بنبرة مرتعشة أردف جيسونغ مبتعدا عن جسد مينهو ليدير وجهه ناحيته، يأخذ نظراته السارحة بعيدا عما أُرسل من بقايا قطته.

"سوني قُتلت؟ "
نبس بها مينهو فور لقاء أعينه التي قد غُطت بطبقة زجاجية بأعين جيسونغ، رمش لمرتين متتالتين حينما لم يجد ردا، لتنتقل أعينه بتيهٍ بين الرفاق حوله، بدى وكأنه يرجو رفضا في أعينهم وإن لم ينطقوا به.

ولكنه لم يجد شيئا!،
ربما وجد نظرات شفقتهم قد تضاعفت فقط،
ربما وجد نظراتٍ ما تزال مرتعبة من بشاعة المنظر عند بعضهم!،
ولكنه حتما لم يجد الإجابة التي أرادها.

إجابة تخبره أن قططه لا زالو ثلاثة.
إجابة تخبره أن سؤال 'كم أملك قطة؟' الذي لطالما كان مفتاحه لقياس محبته عند أي أحد لا زال يحمل نفس الإجابة.

ولكن لا شيء من ذلك قد حملته أعين رفاقه!

لحظتها باغتته لحظة إدراك لما حدث فعلا،
قطته قد قتلت.

ARSON | Skzحيث تعيش القصص. اكتشف الآن