23 آذار / بداية النهاية

417 24 42
                                    



































23 آذار ، 6 مساءً
بغداد ، مركز المدينه .

تخطت سيارة التاكسي الصغيره وحده
من عشرات مناطق التفتيش تتحرك بعجلاتها
ببطئ

يترأسها رجل بمنتصف الخمسينات
و بجانبه شابه عشرينيه و شاب صغير خلفهم

معتليه ملامح الخوف و التوتر وجوه الكُل
و الارتباك يتوسط الجو الصامت بينهم .

مجرد دقائق قليله تفصلهم عن حظر التجوال
و بداية الحرب الي ما توقفت من اربع أيام
و بغداد تحت القصف .

آلاف ماتوا و غيرهم تشردوا ، الجامعات فرغت و المستشفيات توقفت ، مستعدين لبداية النهايه .

" وين تعيشين بنتي ؟ "

سأل السائق الكبير بالسن بنبرة هادئه و ابتسامه بدت  لطيفه الآنسه الگاعده بجانبه و الي بادلته الابتسامه محاوله منهم لكسر حاجز الخوف

قاطعهم صوت الشاب بنبرة عاليه و مستنفره
" ليش ؟ "

" حتى اگدر اوصلكم للبيت ، ما باقي
غير 30 دقيقه على حظر التجوال . "
تكلم بهدوء مرجع نظراته للطريق مره ثانيه

"وصلنا لأقرب فندق "
نبس الشاب بخفوت متكئ براسه يتنهد بيأس
عمر چان ببداية تحقيقه لحلمه بالطب و بليلة خرب كل شي ، حتى فكرة زواجه من خطيبته صارت مستحيله وهمه ديحاولون ما يكونون من بين
ضحايا القصف

چان يلمح الجنود و السيارات العسكريه من زجاج السياره حتى السماء ما صارت زرقاء نفس قبل ،
الحرب غيرت معالم كل شي .

" راح تغيرني هم ؟"
همس بصوت يكاد هو نفسه يسمعه متسآئل عن مصيره المجهول لهاللحظه .

توقفت عجلات السيارة گدام واحد من الفنادق وسط بغداد و الي كان أقرب واحد إلهم

" بعد أمر خدمه ؟ "
نطق السائق بإبتسامه ودوده يفتح الباب إلهم و يلوح بإيده ببطئ

" ممنون ، شكراً"
تكلم الشاب مخرج مبلغ مو قليل من محفظته كان أكثر من الاجره  و بخطوات سريعه ابتعد هو و الشابه عن السياره داخلين الفندق بعد ما بدأت صافرات الانذار المزعجه منذره ببدأ الحظر .

دخلوا الفندق سويه و لحسن حظهم چانت وحده من الغرف شاغره و مثاليه إلهم ، توجه عمر ناحية باب الغرفه بعد ما نثر أغراضه القليله بالغرفه

" وين رايح و عايفني ؟"
تكلمت الشابه مثبته أصابعها على ذراعه بنبرة تذمر

" اريد اتطمن على اهلي و اهلچ ، ابقي هنا راجع ما اطول "
تكلم بهدوء و مسرع للطابق الارضي من الفندق يحاول يجرب اي تلفون ارضي گدامه إلا أن كل محاولة منه فشلت

" بشر , شلونهم ؟ "
سألته بنبره جاده و قلقه ، زاد من قلقها سكوته و عدم رده حتى وصلتلها فكرة أن الخط مقطوع بكل بغداد و يمكن العراق كله و ماكو أي طريقه تگدر تطمنها على عائلتها

" الخط مگطوع و حظر التجوال بدأ قبل دقايق و أي واحد بالشارع راح يرمونه ، منال اني خايف "

بنبرة باكيه احتضنها بنهاية كلامه يمسح على شعرها بخفه ، هي آخر شخص تبقى له ما يريد يفقدها بسبب حرب لعينه بنظره .

" اختي الصغيره متعوده تلعب گدام بيتنا ، تتوقعين اكو دبابه داستها ؟ "

" كافي عمر "













قاطع نومه صوت الصراخ العالي مفتح عيونه و بمجرد لحظات گدر يعرف أن الفندق ديحترك و الدخان ملئ غرفتهم

چان ديحاول يتحرك و ينقذ نفسه و خطيبته من الموقف بس جسمه خذله و رفض يتحرك ، ظل متصنم بمكانه و عيونه تمطر ما كان بيده غير يضم رجلينه لصدره و يبدي يبچي و يشهق بعلو

" م.. ما .. ما ا.. اريد اموت"
گدر و بصعوبه يطلع هالجمله من بين شهقاته و صوته الي كاد يختفي

" عمر گوم يلا !!! "

صرخت بيه بجزع محاولة بصعوبه تجره و تطلعه برا الغرفه لخارج الفندق وسط تدافع المئات گدامها و بعضهم ديحترگون حرفياً

دفعته خارج البوابه الرئيسيه بقوه
" اطلع عمر لتنتظرني ! "
صرخت بيه و نهرته بقوه

اومأ براسه و ركض بخطوات ضعيفه و ثگيله يحاول يبتعد قدر الإمكان إلا أن قصف ثاني وقع قريب منه

مسبب صوت دوي مهيب جاعل منه يصاب بصداع حاد

و يفقد توازنه حتى سقط ع الأرض محاول يتمالك أعصابه و يكمل زحف إلا أن بسطال عسكري اعترض طريقه رافع الاصغر راسه حتى يشوفه إلا أن الآخر ضربه بقوه بسلاحه مفقده الوعي













.

{598 words}

















23 آذار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن