وَطَرٌ طالَ انتِظارَهُ (١)

43 6 19
                                    

عن كل ما أحدثته
في جسمك النقي من دمار
وكل ما أثرته حولك من غبار
أقدم اعتذاري...

(نزار قباني)

بين جُدرانِ القلعةِ العتيقة كانت ذاتَ الخُصَلِ الفُضية تجلِس مُتأمِلَةً السماءَ المُعْتَكِرة.
(المُعْتَكِرة = الغائِمة)

لِتُرَدِدَ بِهدوءٍ قائِلة:
"إنها نَفسُ سماءِ ذاك اليوم.."

جوٌ كئيبٌ طغى على مُحيطها عِندَ تَذَكُرِها لِليوم الَّذي تقطعت روحها فيهِ إلىٰ أشلاء، بِبتسامةٍ باهِتة و دمعةٍ هارِبة استفاقت من أوهامِ ذِكرياتِها، إن هذا أكثرُ مِن أن تَتحمله، '''ثلاثُ سنين.. يا إلهي.''' حسنًا هذا ليس وقت التكاسل و الانغماس بالأحزان، هنالك ضيوفٌ قادِمون مِن القصر الملكي عليها أن تتجهز لهم الآن.

في مكانٍ آخر كان ذوو الشَعري الفَحمي يمتطي خيلَهُ متوجهًا إلى دوقية فلورنس، فهُناكَ سيتم الاجتماع مع دوق الجنوب فلورنس و الإيرل جيريل و سينا و بعضًا من النبلاء مِثل الارشيدوق كريستيان لاوس، بعد أن نال على لقبِ سيدِ السيفِ الحالِك كان لديه العديد من العمل مع النبلاء اكثرَ مِن ذي قبل.

حسنًا إن هذا لا يهمُه قدر ما يهمُهُ حقيقة ذهابه إلىٰ دوقية فلورنس، فهناك سوف يُلاقيها، بعد هذه السنين الثلاث و أخيرًا سيلتقي بها، على الأغلب إنها لا تتوقع قدومه لكن ومع الآسف قد أُجبِرَ على الذهاب هو أيضًا، تمتم بينما كان ينظِرُ إلىٰ السماءِ بتشائم:

"سنلتقي إذًا... يا لَكِ مِن غدارة ايتُها السماءُ المُعْتَكِرة."

قادَ خَيلَهُ مُتجهًا بسرعة إلىٰ وجهته تارِكًا أفكاره تحلِقُ بعيدًا مع الرياح.

—————————————————————

عند سماعها لصوت صهيل الخيول و حوافِرَهم التي تضربُ الأرض بشدة علمت أن ضيوفها المنتظرين قد وصلوا، تحركت من مكانها مسرعةً إلىٰ لقائهم و الترحيب بهم، عندما وصلت إلىٰ البوابة الخارجية رأت جميع الضيوف ينزلون من عرباتهم و هنالِك من ينزل عن ظهرِ حصانِهِ، نزلت مِن الادراج لتحيتهم لكن اوقفها صوتٌ مألوفٌ جدًا، لقد كان هو... كان يكلم الخادم بعد أن سلمه رباط الحصان، الآن توجهت انظاره لها.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 16 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لِمَ الخيانة؟ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن