خيوط شمس ذهبية تتخلل أشجار خضراء عملاقة مكثفة ،ارض خصبة ، غطاء نباتي متنوع ، يختلف في نوعها وشكلها .رائحة التراب تملأ كل الأرجاء .والهدوء يعم في المكان . مكان خال من البشر ،طبيعة وكأنها جرعات راحة ،اخدت الطمأنينة تخترق قلبي ،طمأنينة لم أشعر بها من قبل ،تراودني مشاعر مختلفة وغريبة ، مشاعر مختلطة ، شعور بالغرابة لأنني في مكان لم اراه من قبل، مكان خال من الحقاد والحساد وشعور بالراحة لأنني تخلصت من كل العراقيل وكل القيود ستبدأ حياة جديدة ،لا أحد فيها سوى انا وقلمي ، من قبل كنت سجينة غرفة انا وقلمي والآن لي كامل الحرية سأفعل ما اشاء ، ساستيقظ متى راقت لي وآكل متى راقت لي ،وما يكون اكلي سوى فواكه غريبة ،مجرد النظر لها يعنيك من الجوع ، سآكل اكلا طبيعيا غير مصنع ففي داك العالم البائس الذي كنت اعيش فيه من قبل كان البشر مصنع والأكل مصنع والكلام مصنع والحب مصنع ، قلوب بالحجارة وعيون تخفي في اجفانها كرها وجوه ذي ملامح بؤس وكلمة "من قبل" لا أعرف أمدها هل يوم ام شهر ام سنة ام قرن فالمكان هذا تنعدم فيه المشيرات الزمنية ها ! ها هذا ؟ انه منزل من تراب سادخل لأكتشف ما بداخله ، وااااو بداخله قط صغير ، فراش يتسع لشخص واحد فقط ، ما هذا ؟ انها اقلام حبر عديدة و في الجهة الأخرى دفاتر عديدة، سأعيش انا والحبر والورق . وماذا عن هذا الكائن اللطيف ساجعله صديقا لي .
العظيم اذا يا صديقي أن لا تخونني وتسمع مني حزني ولا تسمعه لغيري ، لقد خانني اقرب الناس لقلبي وانا لا أنتظر منك نفس الشيء ، أنتظر منك الوفاء يا عزيزي ، أنتظر منك الإخلاص الذي لم أجده في بني آدم ، أنتظر منك حضنا حين اكون حزينة ووعدا مني لك سأكون لك صديقة وفية وسأعوضك على كل خدلان خدلت يقول أن شيء وحيد يفسد العلاقة بين الطرفين اما ان تحب الشخص الخطأ في الوقت المناسب أو تحب الشخص الصحيح في الوقت الغير مناسب ،وانا اضن انك انك الصديق الصحيح في الوقت الصحيح ،لا أظن أن تدخلني يوما فكن عند حسن ظني اكن عند حسن ظنك لقد تكلم في هذه اللحظة إليك وقال :"سأكون عند حسن ظنك " كنت لا تبالي لكلام القط ولا اسأل كيف حدث هذا بل اكتفيت بالمواصلة معه والإستمتاع بوقتنا فلا ربما الجواب عسكر مزاجي ويسلبني حرية الإستمتاع، وأصبحت سجينة افكار لعينة .
خرجت انا وهذا القط الذي أطلقت عليه اسم نادر فانا كنت ارغب في أن يكون نادرا في حياتي .خرجنا نتجول في هذه الغابة الذي أخبرني انه لا أحد يعرفها الا القليل ، وكنت انت من المحظوظين بمعرفتها . تعال سنذهب إلى ذاك المكان انه يوجد صديقي وحيد اقتربنا من مكان كانت تنبعث رائحة الزهور من بعيد وكان في جدع الشجرة غار خرج منه كائن يشبه القط ويقرب شيئا ما السنجاب لونه بنفسجي وفي جانب هذه الشجرة كانت عين جارية يسمع خريرها على بعد عشر كيلومترات كان صوت المياه الجارية كالحان تعزف على أوتار قلبي فيزيدني راحو.
طلبت من الصديقين نادر و وحيد أن نجلس جانب العين ويعرفني نادر على صديقه وحيد فتلقى طلبي بكل فخر وحب وسرور جلست وسطهما وبدأ نادر يحكي لي عن صديقه :" وحيد اعز أصدقائي واوفاهم كان له من الحب ما لا تستطيع القصائد وصفه والشعراء كتابته ولا البلاغيين التعبير عنه ،حين دارت على الدنيا وجدت هذا الوفي جنبي في الوقت الذي تخلى عني فيه الجميع . كأنه الحضن الدافئ والحبيب والصديق عرفت معنى كلمة " صداقة " بوجوده لقد تركت الجميع وبقيت مع صديقي الوحيد واضفتك انت أيضا صديقتي لأنني لمست فيك الوفاء والإخلاص وشعرت معك بالأمان الذي أشعر به مع صديقي هذا . وانت يا وحيد اريد ان اعرف على صديقتي الجديدة سنطلق عليها اسم " براءة " " سررت يفرحك بي واعتنيت بهم وكنا كل يوم تتجول في الغابة وكان المكان الذي نزوره كل يوم هو تلك العين كنت اجلس بجانبها و يذهب وحيد ونادر لقطف ازهار مختلفة الألوان بعضها يقدموها لي كهدية واخرى يكتبون بها " احبكي" سألتهم يوما لماذا تكتبا "احبكي" وليس " احبك " بكسر الكاف؟ اجابو ا بصوت واحد " لأنه يا أميرتي براءة لا يهون علينا كسركي حتى في اللغة نحن نحب جبر خاطركي ولو تطلب الأمر تغيير قواعد اللغة " ابتسمت حينها واخدت قلمي اتمم كتابة رواية احكي فيها عن مغامراتي معهم واصف جميل الأحاسيس ثم أقرأ على مسامعهم تارة وتارة يقرؤون هم على مسمعى فكنت عاشقة لصوتهم . كان صوت عذب حنون يرسل لقلبي جرعات سعادة، فجأة تخلل مسامعي همس أقدام انه زوجي قادم نحونا تذكرته من اول نظرة نظرت إليه، وتذكرت معاناتي معه والعنف الذي اتعرض له منه وما أن وصل حتى غرقت في دموعي ،امسك بيدي وبدأ يعرف الدمع تحسرا على ما فعل بي تذكرت حينها ان دموع الرجال صعبة للغاية والرجل لا يبكي الا اذا نال منه الحزن والأسى ما ينال الأسد من فريسته وان دموع الرجال عظيمة تذكرت ايضا اسمي الحقيقي ومن أنا فجأة كانت الرأية متعذرة علي ويتخلل مسامعي صوت نبضات القلب ونحيب واشعر أن يدا تمسك يدي فسمعت زوجي ينادي الدكاترة يقول "لقد استيقظت من غيبوبتها لقد استيقظت "علمت في تلك الآن أنني كنت في غيبوبة دخلت فيها بعد صراع مع زوجي وبعد ساعة اخد يبكي ويعتذر على ما فعله قاطعته ماسحة دمعته بيدي وطلبت منه أن يوعدني انه لن يضربني مرة أخرى وسأكون له الحبيبة الصديقة قبل الزوجة.
واعدني انه لن يفعلها ثانية وحكيت له ما رأيته في غيبوبتي وتأتر منها فصار وفيا لي ومن ثم بدأت حياتنا . حياة الحب والعطف والوفاء وعشنا سويا نبادل بعضنا نفس الحب بالرغم من اشتعال الرأس شيبا وظهور ملامح الشيخوخة على وجهنا
