خيم الهدوء على المكان ,و كيف لا يخيم و قد تعدى الوقت منتصف الليل , أأصبحت لا تبالين بحديث الناس , لا يسمى بحديث بل يسمى ثرثرة ,ما الفائدة من المبالاة بثرثرتهم ,لا اجنى شيئا, بل ما الفائدة من ثرثرتهم بالاساس لا فائدة كفي نزاعا بين الذكريات , بل كفي حياة .
انطلقت مسرعة متجهة نحو بيتها الذي تقطن به وحدها .. و ما ان لمست مقبض الباب حتى اسرع اخوها لفتحه قائلا : تتأخرين مرة أخرى ! ألم اتوعد لك بعقاب اشد من ألما من تمرير جمر على جسدك ...تقبلى الامر لقد فارقك لم يقم بخطبتك الا ليزيد من شعورك بالامان تجاهه افيقي ...
ساد الصمت لثوان معدودة ثم قال مقاطعا للصمت الذي تتخلله ذكرياتها : أنا اخوك لا اريد لك الا كل خير ... و اقسم لك اذا تأخرت مرة اخرى لن اسمح لك بالخروج مرة اخرىاحنت رأسها و اتجهت ناحية غرفتها من تعب العمل ....بل من تعب صراع الذكريات..خلعت حجابها الذي يبديها اجمل من طبيعتها الشديدة الجمال و نزعت معطفها و القت بجسدها على سريرها ..هل يصدق اخى فى كلامه ..لا لا كان يحبنى بصدق لكن القدر ابعدنا .. لم يترك عقلها وقتا لتفكير اكثر فأغرقها في نوم عميق .
افاقت اليوم التالى من سباتها الذي لا يتعدي بضع ساعات لكنه يريحها من حياة ميتة ...حياة لا طعم للأمل فيها من يراها يظن انها الأسعد في عمرها .. ولكن حقيقتها مختلفة ليس لها حقيقة بالاساس فهي ميتة ...ذات الروح الميتة ... صاحبة الحياتين .
طرقات عالية نسبيا على باب غرفتها قطعت شرودها انه اخوها مبتسما على غير عادته منذ ما مر به من الام مفارقة والدينا و زوجته و اولاده لم يتبق احد بالدنيا الا نحن ...فقط نحن .
خاطبها اخاها قائلا : استعدى للسفر سنعيش ببلد اخرى ..حتى استطيع اعادة تكوين حياتى..
على من يخفى ألمه ؟
على اخته التى ذاقت الالام بكل انواعها
اخته التى اصبحت لا شخص في حياتها سواه
لا تعلم غيره
بعد الله ....سألته قائلة : الى اى بلد ستذهب حتى تفقد ذكراهم .. هم في قلبنا يا قاسم لا في بيتنا ...اذهب الى حيث تشاء انا لن اذهب
سيطر عليه مزيج من الغضب و الالم في نفس الوقت و لكن كرامته و كبريائه كرجل منعاه من البكاء او اظهار المه فرد ببرود قائلا : سنذهب الى ايطاليا في روما ...
هل يتلاعب بمشاعرها ؟ هل قصد الذهاب الى هناك ليفتح جرح حاولت جعله يلتأم لك دون جدوىردت قائلة ببسمة مستهزئة : فليكن
اتجه نحو الباب قائلا : حضري امتعتك الطائرة بعد ساعات
ماذا ؟ ساعات !! هل سأستعد الى اصعب رحلة في غضون ساعات ..تماسكي يا فتاة ..هذه هي الحياةخرج اخاها من الغرفة مخاطبا نفسه : من اين اكتسبت هذه الثقة و الخبرة ف الكلام التى تجعلها تفتح جراح قد تودى بصاحبها الى جحيم الحياة جحيم العقل جحيم اللحظات و الوقت
أنت تقرأ
سحر الوشاح
Adventureفقط الصدف تجمعنا بالحب المقدر لنا...في روما فتح جرح لا يدوي فصراع الذكريات مستمر في موطن ولادتها....تري هل هناك أمل ؟