الفصل 2
خلال ذهابه الى القاعدة انصدمت عيناه مما شهدته ذلك اليوم،فقد صمد صديقه حتى اللحظة الاخيرة ، حيث راى مشاهد فظيعة لا يجب على الانسان رأيتها ، الاف من الجثث متساقطة ، ارض مليئة بالدماء ، وكأنها مجزرة جماعية ،خارت قواه من شدة الصدمة ، وقدماه ترتجف ، ويقول ماهذا اليس للناس قلوب ؟
فجثم على الارض من شدة الفزعة ، ولاكنه لايملك وقتا كافيا للنواح ، وتوجه شخصيا الى المقر الرئيسي للقوات المسلحة لشرح لهم الوضع .
وفورا سماع القائد العام غضب غضبا شديدا وعيناه مليئة بالحقد والكراهية وسئم من هذه المجازر و الافعال الشنيعة التى شهدها جيشه في السنوات الاخيرة ، من مجاعة وفقر واضطراب.
فقرر اخيرا شن هجمة كبيرة على المناطق التي تطل على المدينة ، حيث يقطن فيها العدو ، فامرا القاعدة رقم 7 التي على راسها علي ، الذي نشر الرعب في قلوب اعدائه في الآنية الاخيرة
فأمر علي من طرف قائد القوات المسلحة بنشر جواسيس حول تلك المنطقة لرأية الاوضاع هناك .
نعم ، وبالفعل نجحت العملية دون ان يلاحظ العدو امره ، فهذا هو فن التسلل.وها قد حان وقت التنفيذ ، امر صديق علي الذي يترأس القاعدة الرقم 1، والتي تعد من اقوى واخطر القاعدات المتواجدة حاليا بشن هجوم من الطرف الايمن
والقاعدة رقم 7 من الطرف الايسر .
فشلت الخطة !
وخسرو كلا الجيشين : جيش ق 1 ، جيش ق 7
ورجعوا الى مساكن بخيبة امل على ملامحهم ، وخلال هذا يلقي القائد العام للقوات العسكرية المسلحة خطابا تقشعر له الابدان.
قائلا: (( ماهذا هل تسمون انفسكم عساكرا وجنوبا ، لماذا كل هذا الاحباط ، هل تسمون انفسكم ابطالا او شجعانا العيب ليس في الخسارة ، العيب ان تستمر بها ، سكان البلاد يعانون من المجاعة والفقر والنهب والسرقة والقتل.......) ، هيا يارجال اجمعوا قوتك واستمروا في التدريب ))، وذهب كل من الجنود القيام بتماريناتهم اليومية بروح معنوية ، وكلف علي بترأس منصب وكيل بسبب الانجازات الكبيرة التي قام بها والدور الكبير الذي لعبه ضد العدو مع ان النتيجة سلبية .
وبصفته وكيلا فانه يترأس جميع القاعدات مع 50.89 الف جنديا حيث غير في مجرى التكتيكات خلال الحروب .علي وهو نائم يدخل عليه احد الجنود وهو في حالة خوف ، فيقول له علي ، مالي اراك هكذا ، لقد فاجأتني اثناء نوم..، ويقاطعه الجندي قائلا : لايوجد وقت لدينا هنا فمدينة طابيل ستتعرض لهجوم ، علي : كيف عرفت؟؟.
قد راى جنديا من جنودنا عساكر يبلغ عددهم حوالي 13 الف جندي ، فيركض علي بسرعة نحو جيشه ويأخذ منهم افضل مستخدمين الاسلحة ويتوجه بهم لمقاطعة جيش العدو وعند وصوله في اللحظة الاخيرة انقذ الوضع وتمت ابادة جيش العدو بالكامل ، وكانت الخسائر مقتل 6.93الف جنديا ،ولكن لابأس فلم تذهب ارواحهم هبائا فبفضلهم حقق علي فوزا وانجازا كبيرا ، وعند عودتهم فرح القائد كثيرا بهاذا الانجاز الكبير وهو يقول: هذا يستحق احتفالا .
وعند بزوغ الليل فنادى القائد العام علي الى ورشته وقال له : اجلس ياعلي لماذا اراك مستاءا ، فيقول علي اني اتذكر ابي الراحل عن الحياة فيرد عليه القائد : هل كان جنديا؟ مااسمه ؟؟ فيقول له عيسى ، فانصدم القائد العام مما سمعته عينه ، وقال له هل تحمل صورة لابيك ، وعند رأيته لها اخبر القائد علي وهو متعجب انه اخي وقد كان يترأس الشمال كله ، فقد كان جنديا قويا وشجاعا ، وقد قتل على يد الرئيس (فورغان) الذي يترأس مناطق العدو ، واول فكرة خطرت في مذكرة علي هي الانتقام .
نعم هذا اول ما فكر به الوكيل خلال سماع الخبر ، وعند ذهابه الى فراشه وهو يفكر في طريقة لإغتيال رئيسهم ،
لان مذاق الانتقام يكون لذيذا عندما تقوم به شخصيا .
وفي اليوم الموالي اراد الوكيل علي زيارة امه ، فذهب وطلب الامر من الرئيس ، وبالفعل وافق ، فأخذ علي معه ثلاثة جنود للضرورة ، وحين وصوله كانت الصدمة حيث رأى في قريته جثثا متراكمة على بعضها البعض والارض حمراء كواد دماء فشعر بالدوار من شدة الصدمة .
فهرع مباشرة الى بيته ليجد امه ملقاة على الارض وبجانبها رسالة (( آسف يابني لأنني لم اكن اما جيدة ، لاتشغل بالك بي واستمر في بناك حياتك وابحث عن الحرية وانشرها في اجواء البلاد)).
نعم ! هكذا كانت آخر ماسمعه من امه فقامو بدفن جميع الموتى ، فجلس علي جنب قبر امه وهو في حالة ميأوس منها وفي عينيه الدمعة .
ليمر امامه رجل مجنون ويقول : لقد ارغمتي الرجل على البكاء يادنيا.
أنت تقرأ
التنهيدة الاخيرة
Боевикتدور القصة حول شاب يبلغ من العمر 22 عام اسمه علي ، كان بلده يحارب ضد بلد اخر ولنقص الجيش قاموا باخذه امام أعين امه التي كانت تبكي عليه بحرقة