من هو دريك؟

3 0 0
                                    

بعد يوم طويل و مرهق عدت إلى المنزل و أخذت قسطًا من الراحة، بعدها بقليل عاد "ماركوس" من المدرسة و بدأ بالحديث عن أصدقائه و يومه، طريقة الكلامه الحماسية تجعلني أشعر بالراحة و السعادة، ثم بدأ بسؤالي عن عملي و كان ردي: إنه جيد ليس سيء جدًا، يتطلب بعض الجهد و السرعة لكن ليس سهلًا، يجب أن تسمع طلب الشخص جيدًا و تبدأ بالعمل عليه
- إنه ليس صعبًا يا "أوليفر" ، فقط خذ طلب الزبون و إبدأ بصنع القهوة
نعم، منذ أن رفضت و أنا خائف أن أتحدث مع ذلك الرجل الغريب، لذلك توظفت في مقهى للحصول على المال لفترة بينما أجد عمل آخر. لكن فالحقيقة.. لا أزال أفكر في العمل الذي تم رفضي به لكنني غير مرتاح قليلًا، سوف أرتاح من هذا التفكير و أعمل في هذا المقهى حتى أقرر ما إن كنت سوف أكلم ذلك الرجل، مضى أسبوع و أنا لا أزال أفكر و أفكر و قررت أن أجرب التحدث معه و لكن بالطبع يجب أن أعرف كيف يساعدني و من الممكن أن أقبل مساعدته أو لا.
بعد يومان عدت للمنزل و أنا أشعر بتعب شديد و لا أريد شيء سوى أن أترك هذا العمل في المقهى، استلقيت على السرير و أنا أفكر في ذلك الرجل، نهضت عن السرير و خرجت هن المنزل، كان الظلام قد حل و لا يوجد أي أحد هنا و بدأت امشي أبحث عن هاتف كي أتصل به، بعد دقائق وجدت هاتف و أخرجت البطاقة التي أعطاني هي و كتبت الرقم، بعد ثواني رد شخص ما قائلًا: مرحبًا؟ من معي؟
- أهلًا.. أنا "أوليفر براون"
- "براون"؟ أيمكنك أن تذكرني بك جيدًا؟
- أنا من كان في شركة المحقق "كين" و قلت لي أنك ستساعدني إن تم رفضي
- أوه.. قد مر وقت طويل، هل قبلت؟
- لا. لم أقبل.
- لقد تأخرت يا فتى
- أنا أعمل في مقهى، لكنني تعبت و أحتاج مساعدتك
- حسنًا سوف أهتم بموضوعك
- أين اقابلك؟
- قابلني غدًا في نفس المكان و نفس التوقيت.
عدت إلى المنزل و أنا أشعر بالدوار و الإرهاق و نمت نومًا عميق.
أستيقظت على صوت "ماركوس" و هو يبحث عن كتب في غرفتي، نهضت و تركته يبحث في هدوء و خرجت إلى المطبخ، أعدت قهوتي ثم سمعت صوت خطوات "ماركوس" و هو قادم إلي ثم أتى و قال: كيف حال عملك أيها المحقق؟
- لقد تركته، لا عليك
- أخيرًا! سوف تعمل كمحقق
- نعم ربما، لدي موعد مع رجل من الممكن أن يساعدني
- هذا رائع، متى الموعد؟
- بعد ساعة تقريبًا
- إذن.. إصطحبني إلى المدرسة
بعد نصف ساعة خرجت مع "ماركوس" إلى مدرسته، كان يتحدث كل الوقت و يتحدث عن أصدقائه و أيامه، كنت أستمع إليه جيدًا فقد كان "زيون" يحزن أن لم أستمع إلى كلامه.. هذا لطيف.
بعد 10 دقائق وصلنا إلى مدرسته و أنا قد اكملت طريقي إلى الشركة، و أنا أمشي أفكر في طريقة مساعدته لي، بعد قليل وصلت و بدأت في إنتظاره لكن لم تمر دقائق فلمس شخص ما كتفي و ألتفت إليه و قد كان ذلك الرجل، كان شكله متخلف تمامًا مما كان، كان وجهه بشوشًا و يرتدي طقمًا أنيق و جميل و يبدو وسيم حقًا..
قال لي: سيد "براون"؟
- نعم، نعم هذا أنا
- حسنًا، أنا "دريك هاندرسون" سوف أساعدك كي تقبل مع المحقق "كين" لكن لماذا تبدو مرتبك؟
- لست مرتبك، أنا بخير
ضحك و قال: حسنًا إذن، هيا دعنا نذهب.
ذهبنا إلى مقهى هادئ كي نتحدث و قام بطلب القهوة لنا، نظرت إليه و قلت له: إذن.. كيف سوف تساعدني؟
- حسنًا يا فتى، إستمع إلي، المحقق "كين" يكون من قرابتي أي من عائلتي و نحن قريبون من بعض، لذلك سوف أقوم بمقابلة معك و أسجلها له ثم يستمع إليها و أبدأ في أقناعه
- أوه.. الموضوع بسيط
- نعم نعم لا عليك
- شكرًا لك، لكن لماذا تساعدني؟
- لا أعرف، أردت مساعدتك فقط.
قاطعنا الموظف فقد أتى مع القهوة و نسيت ما كان يقول، نظرت إليه بإستغراب و قلت له: لماذا شكلك يختلف عن المره التي رأيتك فيها؟
- فقط تخيل نفسك مكاني، أنت قريب أشهر محقق في البلدة و تبدو مترسم و قريب منه، سوف يسألك الجميع عن علاقتكم و إن كنت تستطيع أن تساعده في عمله، لذلك أرتاح و أظهر بشخصية أخرى
- حسنًا.. لقد فهمتك، إذن أنت تساعد من تريد فقط؟
- نعم..
بعد دقائق بدأ بطرح أسألة لي و قام بتسجيل كل هذا الحوار و عندما إنتهينا قال أنني ابليت بلاء حسنًا و إحتمال كبير أن أقبل، شعرت بالسعادة حقًا و بدأنا نتحدث عن حياتنا و عرفت بعض الأشياء عنه، إنه لطيف و ليس سيء في الحقيقة لقد كنت خائف بعض الشيء في البداية لكنه هادئ و لطيف، قضيت نصف اليوم معه و عدت إلى المنزل، كان "ماركوس" و والديه يأكلون الغداء، كنت قد أكلت مع "دريك" بالفعل لذلك ذهبت إلى غرفتي لأرتاح بعد أن ضمنت قبولي لدى المحقق "كين" بعد دقائق أتى "ماركوس"، جلس بجانبي و قال: إذًا.. كيف كان يومك؟
- كان جيدٌ حقًا، قابلت ذلك الرجل و قضيت يومي معه
- هذا رائع، أصبحتوا أصدقاء؟
- ليس حقًا، لا أعرف
- يجب أن تصبحوا أصدقاء
- لماذا؟
- أنت لا تملك أصدقاء، يجب أن تحصل على أصدقاء
- لا عليك، سنصبح أصدقاء
أنا أتمنى أن نصبح أصدقاء في الحقيقة لأنني لا أملك أصدقاء هنا، لكن يجب أن أتعرف عليه جيدًا.. بعد دقائق سمعنا صوت السيدة "إيزابيلا" و هي تنادينا لأكل الكعك و شرب الشاي، جلسنا جميعنا في غرفة المعيشة و كان من اللطيف الجلوس مع عائلة لطيفة مثل هكذا، أشتاق لعائلتي و دائما ما أتحدث مع والدتي، لكنني أشعر بالراحة هنا مع هذه العائلة اللطيفة و العمل الذي ينتظرني، سألني السيد "ليام" عن عملي و أخبرته بكل شيء فأتى و جلس بجانبي و إبتسم لي قائلًا: أريدك أن تحرص على إختيارك لعملك و أصدقائك جيدًا، لا ترتاح لأي شخص بسرعة و تثق به، إن العالم مليء بالناس الجيدة و السيئة.
في ذلك الوقت توترت قليلًا لكنني فكرت بأنني لم أتعرف على ذلك الرجل جيدًا بعد و لا أزال أملك وقت طويل لأجل عملي و علاقاتي.
بعد ساعتين و قد حل الظلام، خرجت لشراء هاتف جديد و اضعه في غرفتي، و بالفعل أشتريت هاتف و عدت إلى المنزل لكي أنام.
أستيقظت صباحًا و لم أملك أي شيء لأفعله فقمت بالجلوس في المنزل و مشاهدة التلفاز، بعد ساعتين بدأت أفكر بالعمل و "دريك"، قررت أن أتصل بذلك الرجل و اسأله فنهضت و ذهبت إلى غرفتي و أتصلت عليه، و بالفعل إتصلت عليه و قال أن كل شيء قد سار على ما يرام و ما أريده تمامًا و في تلك اللحظة شعرت بسعادة كبيرة و خرجت لمقابلة "دريك" و شكره على ما فعله، ذهبت إلى مقهى و بدأت بإنتظاره و بعد نصف ساعة دخل إلى المقهى لكنه يبدو متعبًا أو حزينًا.. لم يخبرني بأي شيء لكنه قال أنه يشعر بتعب قليلًا و أنه لا يوجد أي شيء للقلق لأجله، فطرنا و قضيت بعض الساعات معه و عدت إلى المنزل بعد الظهيرة، جلست مع "ماركوس" و أخبرته بما حدث و كأنني أتحدث و أخبر "زيون".. كان سعيد و متحمس حقًا و كأنني أخيه الكبير بالفعل، هذا يشعرني بالطمأنينة.
مرت الأيام و قد أصبحت من المتدربين لدى المحقق "كين" و قد أصبحت أنا و "دريك" أصدقاء، هذا يشعرني بالسعادة و الراحة، الحصول على عمل و صديق و السكن مع عائلة لطيفة هذا مريح حقًا.. كان المحقق يعطينا بعض الأعمال و هو من يتأكد من عمل كل منا
ليعرف من سيكمل معه و من لن يكمل كمحقق رسمي، "دريك لم يتوظف لديه لكنه كان يساعدني دائمًا و هذا ما يجعلنا نخرج دائما و نتحدث كثيرًا.
بعد فترة أستيقظت و أنا متأخر للعمل و بدأت أحضر نفسي بسرعة و خرجت من المنزل دون فطور أو قهوة الصباح و خرجت مسرعًا إلى الشركة، وصلت إلى قاعة الإجتماع قبل حضور المحقق "كين" و جلست، بعد دقيقتين حضر المحقق و جلس و لم يقل أي شيء بعد ثواني وقف و قال أنه هناك قضية يجب العمل عليها جيدًا و هذه ستكون آخر قضية للمتدربين، كنت أستمع إليه جيدًا لأن هذه القضية هي التي سوف تحدد مصيري، أخذنا معلومات القضية و بدأت التفكير بها، كان يجب أن نذهب إلى مسرح الجريمة فخرجت قبل الجميع و ذهبت إلى هناك، و بدأت أخذ آثار كل ما هو موجود و أقوم بمقابلة مع كل من شهدوا القضية أو كانو قريبين منها، بعد كل تلك الساعات اقترب وقت غروب الشمس فقررت العودة إلى المنزل و العمل و التفكير بكل ما جمعته من معلومات، مرت ساعتين و أنا أعمل و أشعر بالإرهاق فذهبت إلى غرفتي و أستلقيت على السرير و لا أزال أفكر في القضية، بعد دقائق رن هاتفي فرفعت السماعة و كان ذلك "دريك" و قام بدعوتي إلى منزله لكي يساعدني في القضية و نحتسي كوبًا من القهوة، بعد ساعة خرجت من المنزل و ذهبت إلى منزله، كانت تلك أول مرة أزور منزله و هذا كان رائعًا، لأنه بالنسبة لي أي أحد أدعوه إلى منزلي فقد أصبح واحد من عائلتي، لذلك شعرت أنني أصبحت واحد من عائلته، تقدمت و دخلت إلى منزله و جلسنا و قد كان منزله مرتب و جميل و بسيط بنفس الوقت فقد كان يعيش لوحده لذلك كان صغيرًا و جميل، بدأت أحدثه عن القضية و بدأ النقاش بيننا حول القضية، و بعد نصف ساعة من الحديث إستأذن ليذهب و يحضر القهوة، بينما أنا كنت أراقب المنزل بهدوء فوقفت و بدأت أتمشى، لفت نظري غرفته و قد كان هناك الكثير من الكتب فدخلت و ألقيت نظرة سريعة حول الغرفة، لأنها كانت مليئة بالكتب و الرفوف و المذكرات، وقعت عيني على مذكرة مكتوب عليها "حادثة 1989" أقتربت لكي أخذها و أقرأها فقد أثارت إهتمامي، أول ما تذكرته هي قضية "زيون" و في تلك اللحظة قام "دريك" بمناداتي فإلتفتت بسرعة و خرجت من الغرفة و كان مستغرب من توتري فقال بتعجب: ما بك؟
- لا. لا شيء، كنت فقط ألقي نظرة على غرفتك.
قال بتردد: حسنًا إذًا.. تفضل بالجلوس.
جلست و فتحت موضوع القضية و بدأ نقاشنا حول القضية، و في ذلك الوقت و أنا تفكيري كله كان عن كل المذكرات التي رأيتها و تحديدًا "حادثة 1989"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 19, 2024 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

من هو دريك؟ 3حيث تعيش القصص. اكتشف الآن