♡₊˚ 🦢・₊ ♪ ✧
يَقولون أنَّ وَراء كُلِّ تأخير هُناك خَير لن نَعلمهُ إلَّا لاحِقًا عِندما تَستقر الأحوال، وَترسو السّفن، وَتهدأ العواصِف، وَيرتاح البال.رُبما قَد يتجاهل الكثيرون الغوص فِي أعماقِ الحِكمة؛ لأنَّها عَميقة جِدًّا وَقد تُلقي بِالتّافهين عَلى شُطآن الجهل.
لٰكن أحيانًا، يُكلّف التَّأخير مَا هُو أغلى مِن الذهب وَألمع مِن الألماس، قَد يُكلِف أرواحًا بَريئة!
فِي يَوم مُشمِس، كانت تَمشي لونيت بِاتجاه شقّتها، تَقطبُ حَاجِبيها بِانزعاج تَام، فهِي لَم تَفهم لِم عَلى البروفيسور أن يَمرض فجأة وَيُلغي المُحاضرة، وَهُو ذٰلك النّوع الَّذي مَهما حَصل يَحضر دائمًا وَلَم يحدث قَط أن قَام بِإلغاء مُحاضرة مَا.
هِي طالبة فِي كُلية الفنون، تَعشقُ الرّسم وَتمرير الألوان عَلى الصَّفحات البيضاء، يَجعلها الأمر تشعر بِالسّعادة العارِمة، كُلّما أحسَّت بِالغضب أو الحزن تَشرع فِي رسم مَشاعِرها وَسكب مَخاوِفها دُون خَوف أو تقييد.
تَكرهُ مُحاضرات البروفيسور مَاكس كثيرًا، فهُو رجلٌ جادٌ جِدًّا لِدرجة لا تُصدّق، لا يبتسمُ أبدًا، المرّة الوحيدة الَّتي رأتهُ يبتسم فِيها كانت عِندما أُغمي عَلى طالبة بِسبب حصولها عَلى أدنى علامة فِي امتحانه، ليست أيّ طالبة بل الطالبة الأكثر تفوقًا فِي الكلية، حيثُ لَم تستطع تَحمل الأمر الَّذي شهدته للمرّة الأولى فَوقعت مَغشيًا عَليها.
فِي كُلِّ يوم تكون مُحاضرته عَلى جدولها، تتمنّى أن يحدث شيء مَا وَلا يحضر، لٰكن ذٰلك منالٌ مُستحيل.
أمَّا اليوم، وَفقط لأنَّها كانت مُتحمِسة لِحضور مُحاضرته حَدث مَا كانت تظنّهُ مُستحيلًا، لقد مرض وَلَم يأتِ.
أصابها إحباطٌ شَديد إزاء ذٰلك، فَمِن المُفترض أن يتمّ تَسليم مَشروعها اليوم، لقد اجتهدت لتُخرِج أفضل مَا لديها، سهِرت ليالٍ طِوالٍ، فهُدوء اللَّيل يمدّها بِالتركيز وَوُجود القمر يُلهمها وَيجعلها تُبدع.
لونيت مَعناهُ القمر الصَّغير، وَهِي عاشِقة للقمر بِجميع حَالاته، كما تَهوى رسمهُ كثيرًا.
قَامت بِرسم لوحة ليست كأيِّ لوحة، لوحةٌ لا مَثيل لها.
كُلّما مَرّت بِجانبها تنفرجُ أساريرها وَتلمعُ عَيناها الزمردتين، الفخرُ وَالنّشوة يُسيطران عَلى كيانِها، كانت مُتأكدة أنَّ اللوحة ستُثير إعجاب وَتقدير البروفيسور ماكس.
وَجدت صُعوبة فِي النّوم ليلًا، مَعدتها مُنقبضة بِحماس، ترغبُ بِأن تُشرِق الشّمس مِن مشرقها بِأسرع وَقت، تتأرجح أفكارها فِي أرجوحة السيناريوهات المُمكنة، تُحاول تخمين ردة فِعل البروفيسور عِند رؤيته لِلوحتها المُذهِلة.
أنت تقرأ
حرفان - One shot
Short Storyهُما حَرفان فَقط يَسيران عَلى العقل، عَسيران عَلى اللسان. لماذا تَجمدت هِي عِندما كان مِن المُفترض عَليها الاحتِراق؟ لماذا لَم تقم بِرفض ذٰلك الطلبِ المُثير للريبة؟ مَهما كان السَّبب فَالنتيجة وَاحِدة، النتيجة بَاهظة، حَرفان كلفاها وَسم مُشتركة في ا...