صباحُ يومٍ جديدٍ في مملكةِ إڤوريا وهو صباحُ اليومِ الموعودِ، في هذا اليوم من كل عام يحتفلُ شعبُ المملكةِ بذكرى تربّع ملكهم على العرش، هو تقليدٌ أبتدعه الشعب نفسه، لا أحد يذكر مَـن بدأ ذلك ولكنّه أصبح عادةً متوارثةً، ليلةٌ على شرفِ الملكِ، يأتون كل عام في ساحة القصر الملكي يلقون قصائد في مدح ملكهم وبعض النوادر وبالطبع لن يخلوَ الأمر من الرقص والغناء و في الختام يُشعلون المصابيح الطائرة ويطلقونها لتصل إلى عنان السماء مزينةً سماء مملكة إڤوريا، مرددين" ليحيا ملكُ العدلِ والرخاءِ ، ليحيا ملكُ إڤوريا، ليُضئ نوره شتى بقاع الأرض "
ربما إڤوريا لم ترقَ لمستوى يوتوبيا المدينة الفاضلة ولكنَّ الملك ليام ملكٌ فاضلٌ،
ففي عهده - الذي لم يبلغ عقده الثالث بعد - ظل سيفه خامدًا في غمده، لم يُسلب شيءٌ من مستحقينه ولم تنشب أي حرب مع الممالك المجاورة بل كان دائمًا ما يمد يد العون للجميع عدا مملكة واحدة فقط مملكة كريستل لا توجد أي أتصالات بينهما، لا أخذ ولا عطاء وكأن بين المملكتين ثقبًا أسودًا .تجمع الناس كالمعتاد وبدأتْ مراسمُ الاحتفالِ، لقد بدتْ السعادة على الجميع وكذلك الملك ليام الذي وقف يخطب في شعبه
" شعبي العزيز بل شركائي في الحكم حضوركم هنا كل عام يُحيي ذكرى عظيمة في نفسي ويخبرني إنني مازلتُ أسيرُ على الدرب الصحيح لذا أردتُ شكركم بطريقتي الخاصة "
رفع يده وأشار إلى خاتم ذهبي يُزين سبابته وتابع
" هذا الخاتم مصنوع من الذهب الخالص مدوَّنًا عليه الحروف الأولى من كلمة إڤوريا، سأُهدي الجميع خاتمًا مثله، هذا الخاتم يحمل شرف المملكة لا يُهدى ولا يضعه أحدٌ لا يحمل دماء إڤوريا، أحرصوا عليه جيدًا ولا تفرطوا فيه فكما أخبرتكم هذا شرف مملكتكم "
تعالت صيحاتُ الجميع وأشار الملك للحراس ليقوموا بتوزيع تلك الخواتم و أخذ العامة يتهامسون فيما بينهم ومن بينهم اثنان
' كم أن ملكنا كريمٌ '
" هل هذا ذهبٌ حقًا ؟! "
أخذ يضعه في فمه ليتأكد' ماذا تفعل أيها الأحمق وهل سيخدعنا الملك ؟! '
" لا أقصد، بالطبع لا، ولكني لا أصدق "
' هذا فقط لأنكَ مخادعٌ تظن الجميع مثلكَ؟ '
" ياه أنا لستُ مخادعًا، و لكن على ذكر الخداع هل يجب أن أُريَ دان ذلك ؟ "
قال ذلك ليقوم بالغمز وعلى وجهه ابتسامة ماكرة تلاشتْ سريعًا عندما ضربه الآخر على مؤخرة رأسه ناهرًا إياه