'

23 3 0
                                    

تحدق في الفطور مره اخرى ،كـكل يوم تقوم بصناعته ،تجلس لتحدق به ،ثم تنهض لتضعه في الثلاجه وترحل

شخص اخر سيمل من اليوم المتكرر ذاك ،لكنها اعتادت حتى خسرت مشاعرها القليله المتبقيه

فتحت باب مكتبتها ،شخص درس الطب يجب ان يعمل طبيبًا بـالفعل! ،وخاصةً اذا كان بمهارتها ،لكنها فضلت ان تشتري مكتبه مليئه بمختلف الكتب وخاصةً العتيقه ،لتجلس بها طوال اليوم دون فعل شيء

'ها انتِ ذا ،اتصلت بكِ عشر مرات تقريبًا' كـالعاده قال رازا متأففًا بسبب عدم ردها ،ربما اعتاد هو ايضًا على عدم ردها على المكالمات ورؤيتها لرسائله دون جواب ،لقد شك انها لا تستطيع استخدام الهاتف

لم ترد على كلماته بدلًا من ذلك قالت دون ان تنظر له 'صباح الخير ،تناولت فطورك؟'

جلس على احد الكراسي متجاهلًا عدم ردها على شكواه منها ثم قال 'تعلمين انني لا افوت وجباتي ،ماذا عنكِ؟'

'افكر ماذا اتناول على الغداء' قالت بهدوء بينما تعبث باحد الكتب

'الطقس اليوم بارد' قال رازا بعد رؤيته لملابسها الخفيفه
في الحقيقه هذا حال الطقس كل يوم ،لكنها لا تشعر باطرافها المتجمده ،اعتادت على برد روسيا القاسي ،تكاد تظن من تعابيرها التي لا تتغير ان البرد اخذ قلبها مسكنًا له

'انه هكذا دائمًا' ردت وتركت الكتاب من يدها ثم قالت 'هل تريد القهوه؟'

اومأ رازا بهدوء ،في الحقيقه شخص غيره كان سيفضل الابتعاد عنها بسبب عدم اهتمامها باتصالاته وقلقه واهتمامه ،لكنه مختلف بالفعل! ،هو يرى كيف تتعامل معه باختلاف ،كيف تسأله اذا تناول طعامه او لا وهل يريد القهوه ام لا كل يوم ،هي لا تتصرف هكذا مع احد اخر حقًا!

حملت وشاحها ونظرت لرازا اخيرًا ليلحق بها ،ذهبا باتجاه المقهى القريب من المكتبه ،لم تطلب فالنادل فور ان رأها ابتسم بايماءه وذهب ليعد طلبها المعتاد

استندت على الحائط خلفها ونظرت للطريق المغطى بالثلج ،مازالت تثلج لكن مَنْ يهتم؟ ،لقد اعتاد الجميع على البرد في روسيا

فضل رازا ان يحدق بها ،لقد عرفها منذ سنه ،مازال يتذكر اول لقاء بها ،هي لم تختلف كثيرًا ،نقص وزنها وازداد طول شعرها بشكل ملحوظ

هي لم تهتم لنظراته لها ،هي تعلم انها طبيعة رازا ،يحدق بها كثيرا ويفكر باستمرار ،لم تمتلك الفضول لتسأله يومًا عن سبب تحديقه بها بينما يفكر ،او ما الذي يفكر بهِ ،لكنها لا تعترض على الامر

جاء النادل بالقهوه فاخذاها وحاسبت ثم انطلقا ،هي لا تهتم بترك المكتبه فارغه لساعات ،فالقاريء لا يسرق على اي حال ،هي حتى لا تهتم لو سرق احدهم كتاب او بضعة كتب

جلست على احد المقاعد الخشبيه في الطريق ، ورازا الذي اعتاد الصمت معها رغم انه لا يصمت ابدًا جلس بحوزتها ،نظر امامه لدقائق ثم قال 'رغبت كثيرًا في ان اسألك بشأن امر ما..لكنني امنع نفسي باستمرار'

DREAMS| |μαWhere stories live. Discover now