الدفتر الأصفر

60 6 10
                                    



في اليوم الموالي توجه سونقتشول للحديقة ذاتها
يرتدي زيه المدرسي لانه كعادته هرب من المدرسه
كان يتمشى بخطواتٍ راقصه يدخلُ الحديقه العامة بينما بدا على تقاسيم وجهه الحماس والسعاده لأنهُ على وشك العزف على كمانه

وصل للبقعه ذاتها التي يفضلها ليقفز لها سعيداً بينما ينظر للسماء فوقه
حرك ناظريه يمشط المكان
سقطت حدقتيه على تلك اللطيفه
لمح الفتاة كستنائية الشعر ذاتها التي كانت تستمع لعزفه بالأمس
تجلسُ على المقعد الخشبي ذاته
تتربع على المقعد بينما تكتبُ شيئاً يجهله على دفترٍ اصفر اللون وضع على غلافه ملصقاتٍ عديده لطيفه الشكل وابتسامة بلهاء واسعه رُسمت على ثغرها

وضعت قلمها تحت ذقنها تُفكر بفكرةٍ ما لترفع حدقتيها لوهله تنظر للاشجار امامها
لكن لم يكن هناك اي اشجارٍ او خضرةٍ حولها
كل ما وقعت عليه نظرتها هو وقوف ذلك الفتى الخلاب الباهر الذي سلب اهتمامها وانظارها لتقع عليه
بتوترٍ ابتلعت ريقها بسبب نظراته
لم تكن تعلم بوجوده ولم تعلم ما تفعله لذلك انحنت له برأسها
انحنى لها الاخر كردٍ بينما يتقدم منها

وضع حقيبة كمانه على المقعد بجانبها بينما يبتسم لها ابتسامةً اظهرت غمازته اللطيفه التي جذبت انتباهها

"ارجوا ان يُعجبكِ عزفي لليوم"
أردف بينما يسحب كمانه وقوسه لكنهُ لم يتلقى رداً منها لذلك تقدم للوسط
شعره الاسود تُحرك خصلاته الرياح الخفيفه
ثم اغمض عينيه تدريجياً دليلاً على ان السكون قد ملأه

بدأ العزف باصابعه النحيله المرنه التي يمررها على الأوتار دون ايجاده لأية صعوبة في فعل ذلك
والاخرى تجلس على الوضعية ذاتها تنظر له بسرحان
كيف لهُ ان يسحرها من ثاني لقاءٍ فقط
كيف يمكن لوجه شخصٍ ان يشعرها بأنها تريد الركض وامساكه واستشعار نعومته
كيف يمكن لغمازةٍ ان تُشعر بشراً بأنهُ يريد لمسها والضغط عليها وتقبيلها
فكه الحاد، شفتيه الصغيرتين، جفنيه، حاجبيه
انهُ كالفتى الذي يقفز لها في احلامها كل ليلةٍ مُدعياً بأنهُ رفيقها لما تبقى لها من العمر

بعد ثلاثة دقائق توقف سونقتشول عن حك القوس بأوتار الكمان دليلاً على انتهاءه من عزف السمفونيه
فتح حدقتيه لتقع على الجالسة التي تسرح وتتمعن في خلق الخالق بعينين لامعتين
حدق بها بفضولٍ ينتظرُ رأيها على عزفه
والاخرى عرفت مغزى هذه النظره

بترددٍ رفعت كفيها وصفقت صفقةً واحدة لا غير
استغرب سونقتشول فعلتها لكنها كانت فعلةً مثيرةً للريبه لدرجةٍ اضحكته
لذلك بدأ بالقهقهةِ بصوتٍ عالٍ
نظرت الاخرى لابتسامته اللثويه التي اسرتها وجعلت منها تنظر له كمغفلةٍ مهووسه
انحنى شاكراً لها تصفيقها

Violin sound | صوت الكمانWhere stories live. Discover now